tag:blogger.com,1999:blog-1911497240550500602024-03-13T20:38:15.384-07:00البـــُسـتــاننـقطف مـن كـل بـستان زهرةAbdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.comBlogger121125tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-88917268284662224222010-03-22T05:34:00.000-07:002010-03-22T05:36:23.715-07:00مفتاح العالم<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/S6dkLOyj6cI/AAAAAAAABiU/FR9NubrZxNk/s1600-h/7_1_b.jpg"><img style="display: block; margin: 0px auto 10px; text-align: center; cursor: pointer; width: 400px; height: 300px;" src="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/S6dkLOyj6cI/AAAAAAAABiU/FR9NubrZxNk/s400/7_1_b.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5451436018066778562" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" style="text-align: right;"><br /></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-64882519513089829862009-07-13T10:49:00.000-07:002009-07-13T10:59:34.404-07:00هل تغيرت إسرائيل أم تغير شيخ الأزهر أم تغير القرآن؟<span style="font-size:130%;"> </span><div style="text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><a style="font-weight: bold;" onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7FJG7lDS7a1hHTvDjntPT6yQ6SjytEtBdM57Lgpwj-v8pfG_Q-c81Lhl3YcKTt7GksPgaWVsPN4KvLP2DxcgsWetzb8U9rNP4rm-NPmCbYeDJnRNtiHr_1ecEO1FURnpDx5-3-hEcpH3/s1600-h/1_874783_1_34.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 390px; height: 310px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7FJG7lDS7a1hHTvDjntPT6yQ6SjytEtBdM57Lgpwj-v8pfG_Q-c81Lhl3YcKTt7GksPgaWVsPN4KvLP2DxcgsWetzb8U9rNP4rm-NPmCbYeDJnRNtiHr_1ecEO1FURnpDx5-3-hEcpH3/s400/1_874783_1_34.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5358003980288185298" border="0" /></a></span> </div><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><span style="font-size:130%;">إبراهيم عيسي يكتب:<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/Slt0e0nxzHI/AAAAAAAABWc/-ilNzPztfd4/s1600-h/2.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 320px; height: 214px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/Slt0e0nxzHI/AAAAAAAABWc/-ilNzPztfd4/s320/2.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5358004254557719666" border="0" /></a><br />عام 1966 كتب الشيخ طنطاوي: مفاهيم اليهود الباطلة وأنانيتهم الطاغية وأخلاقهم الفاسدة وعصبيتهم الذميمة وقلوبهم القاسية كل ذلك جعلهم محل نقمة العالم هذه السطور ليست معنية بشيخ الأزهر علي الإطلاق، وليس من أهدافي أن أناقش الشيخ محمد سيد طنطاوي ولا أن يقرأ أصلاً ولا أن ي</span><span style="font-size:130%;">عرف أبداً بهذه السطور، فلا أظن أن هناك فائدة من أي نوع وعلي أي قدر وبأي درجة من مناقشة الشيخ طنطاوي ولا البحث عن أي حوار في أي موضوع معه، والشيء الفالح الوحيد الذي يمكن أن نفعله جميعاً مع الشيخ طنطاوي ألا نفعل معه شيئاً ولا نوجه له حديثاً، ومن شاء ألا يسمع له حديثاً فهو حر، شيخ الأزهر محل رضا السيد الرئيس تمام الرضا وهو ما يهم الشيخ فما دخلنا نحن فيما لا يعنينا، ومن ثم فإن أي معارضة للشيخ أو مناقشة أو نقد أو مؤاخذة أو تساؤل أو تحاور معه حول مشاركته للرئيس والوفد الإسرائيلي في مؤتمر قضاة الأديان الذي انعقد في أذربيجان الدولة المسلمة التي تطبع مع إسرائيل وتفتح قواعد عسكرية للقوات الأمريكية وهي كذلك واحدة من ديكتاتوريات الجمهوريات السوفيتية السابقة لا فائدة منه،</span><br /><span style="font-size:130%;">دعوا الشيخ طنطاوي يفعل ما يريد فهو لا يفعل إلا بعد أن يفكر ويتدبر ويسأل أجهزة الدولة وقصر الرئاسة فلما تأتيه الموافقة فلا حائل بينه وبين أن يفعل حتي لو وقف مليون مسلم أمامه يمنعونه عن الفعل ولو هتف فيه الملايين ألا يفعل فرجل واحد فقط يمكنه أن يؤثر في الشيخ وهو الرئيس، ومادام الأمر كذلك فلماذا لا نحفظ للأزهر وقاره (لا أقول كهنوته) ونسكت عن الشيخ وتصرفاته؟!<br /><br />هذه السطور لا تشغل نفسها بالشيخ طنطاوي.<br /><br />أنا هنا فقط لأقول لكم ترفقوا بالشيخ طنطاوي؛ فالرجل الذي يصافح الرئيس الإسرائيلي ويجالسه ويضع مؤس</span><span style="font-size:130%;">سة الأزهر (وهي ليست محل قداسة بالقطع وحاشا لله لكنها محل للتوقير والتقدير) في واجهة الدعاية الصهيونية الإسرائيلية عن سلام تل أبيب ورغبة حكامها في السلام والتعايش مع المسلمين والعرب وهذا كله تضليل وتزييف وغسيل للدماغ وجزء من الآلة الدعائية للصهيونية يجد الأزهر فيها نفسه في مقدمة الاستخدام والاستغلال عبر مشاركات الشيخ التي تبدو أنها لا تخضع لأي لائمة من الدولة فكأنها هي الدولة ولسان حالها: وفيها إيه يعني، وهيه الدنيا خربت، وماله ياخويا لما سلّم خلاص يعني فلسطين راحت عشان سلّم، وهو قعد معاه علي منصة ويقعد مع أي حد فيها إيه ما الرئيس مبارك بيقعد معاه! ومثل هذه الحجج البليدة الخائبة التي أرجوك لا تضيع في مناقشتها وقتك فهذا ليس مهما، المهم هو أن الشيخ محمد سيد طنطاوي نفسه عام 1966 حصل علي الدكتوراه من جامعة الأزهر في الحديث والتفسير بتقدير ممتاز وكان عنوان رسالته: (بنو إسرائيل في القرآن والسنة)، وقال الرجل نفسه الذي صافح بيريز وشاركه منصة المؤتمر الأخير في رسالته: (والقرآن الكريم في حديثه عن بني إسرائيل، يربط ربطاً محكماً ب</span><span style="font-size:130%;">ين طباع وأخلاق المعاصرين منهم للنبي صلي الله عليه وآله وسلم وطباع وأخلاق آبائهم الأولين الذين عاصروا موسي وعيسي وغيرهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وذلك ليبين أن ما عليه الأبناء من فسوق وعصيان ومحاربة لدعوة الإسلام، إنما هو ميراث من الخلق السيئ توارثه الخلف عن السلف وأخذه الأبناء عن الآباء. ومن الأدلة علي صدق القرآن الكريم أن ما وصفهم به من صفات نراها في كل زمان ومكان منطبقة عليهم، ولم تزدهم الأيام إلا رسوخاً فيها).<br /></span><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/Slt16FpUwNI/AAAAAAAABWk/IthCx2Plg90/s1600-h/%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A+%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%B2+%D8%B9%D9%84%D9%89+%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9+%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A9+%D9%81%D9%8A+%D9%83%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AE%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 230px; height: 111px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/Slt16FpUwNI/AAAAAAAABWk/IthCx2Plg90/s400/%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A+%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%B2+%D8%B9%D9%84%D9%89+%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9+%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A9+%D9%81%D9%8A+%D9%83%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AE%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5358005822495703250" border="0" /></a><br /><span style="font-size:130%;">الشيخ عام 1966حيث كان يحكمنا جمال عبدالناصر العروبي المعادي لإسرائيل كتب يقول في رسالته التي أراد بها الحصول علي درجة الدكتوراه فحصل: (ونحن المسلمين قد نالنا من اليهود أذي كثير.. فهم الذين حاربوا الدعوة الإسلامية بكل سلاح.. وهم الذين اغتصبوا بمعاونة دول الكفر قطعة من أرضنا المقدسة وهي فلسطين وأقاموا عليها دولة لهم في عام 1948م).<br /><br />لكن لماذا اختار الشيخ طنطاوي وقتها وعمره ثمانية وثلاثون عاما اليهود موضوعاً للدراسة وللرسالة، هو يرد في مقدمة رسالته: (ولقد كان مقصدي الأول عندما اخترت موضوع رسالتي «بنو إسرائيل في القرآن والسنة» أن أكشف للشباب المسلم بصفة خاصة، وللعقلاء والمنصفين بصفة عامة عن أحوال بني إسرائيل، وتاريخهم، وأخلاقهم، وأكاذيبهم، وقبائحهم.. معتمداً في بيان ذلك كله علي ما جاء عنهم في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية المطهرة، وفي التاريخ الصحيح).<br /><br />كان رأي الشيخ طنطاوي وقتها أن بني إسرائيل كذابون ويمتلئون بالقبح، ماشي وإيه كمان، يقول الرجل في رسالته التي تجاوزت السبعمائة صفحة في طبعتها الصادرة عن دار الشروق: (والشيء الذي نؤكده بعد سرد طرف من العقوبات التي نزلت باليهود في مختلف العصور والأمم، هو أن اليهود هم المسئولون عن كل اضطهاد وقع بهم، وأنهم مستحقون لهذه العقوبات لأسباب من أهمها:<br /><br />أنانيتهم وأطماعهم التي لا حدود لها، فقد سوغت لهم أنانيتهم أن العالم ملك لهم بكل من فيه وما فيه، وأن عليهم متي حلوا في أي دولة أن ينهبوا خيراتها بكل وسيلة، وأن يجمعوا أموالها بأي طريقة، فإن المال هو معبود اليهود من قديم. ويقول «كارل ماركس» اليهودي والشيوعي الأول: «المال هو إله إسرائيل المطماع، وأمامه لا ينبغي لأي إله أن يعيش، لأن المال يخفض جميع آلهة البشر ويحولها إلي سلعة، المال هو القيمة العامة والمكونة في ذاتها لجميع الأشياء، لقد أصبح إله اليهود إلهاً دنيوياً، هذا هو الإله الحقيقي لليهود»).<br /><br />تأمل شيخنا الفاضل في منتصف الستينيات يكتب عن اليهود: (لم يقل الصهاينة بل كان واضحاً جداً في «اتهامه اليهود من القرآن الكريم والسنة») بأنهم علي هذا القدر من الدناءة والأنانية والطمع بل يستشهد ويستعين مع القرآن والسنة لمزيد من التأكيد والتوثيق، بآراء كارل ماركس شخصياً الذي يصفه باليهودي والشيوعي الأول، إلي هذه الدرجة من الحماسة بلغ الشيخ طنطاوي منذ ثلاثة وأربعين عاماً في الهجوم علي اليهود، بل طبقاً لما كتبه الرجل فيمكن أن يتهمه اليهود بمعاداة السامية بل سيكون منطقياً جداً لو سمعنا من يصف ويوصف هذا الكلام المنشور في رسالة الدكتور طنطاوي بالعنصرية، بل لا أكاد أعقل هذه الاتهامات التي تنزع عن جنس بشري ودين إلهي أي قيمة طيبة بل تصفه بكل ما هو منحط، مما يجعل الواحد فينا المعادي لإسرائيل يطالب بأن يخفف الشيخ طنطاوي من غلواء الاتهامات التي تبدو فعلاً وهي تتلامس أو تتلاصق بقوة مع دعاوي العنصرية وكأننا قد أصبنا بعدوي أعدائنا، ومع ذلك فإن الشيخ طنطاوي يمضي في رسالته كأنما حماسه صنو إيمانه فيكتب نصاً: (وأنانية اليهود وجشعهم وأكلهم أموال الناس بالباطل، جعلهم محل نقمة العالم وغضبه، ولقد فطن بعض الزعماء العقلاء إلي خطر تغلغل اليهود في بلاده، فأخذ يطردهم منها، ويحذر أبناء أمته من شرورهم، ومن هؤلاء الزعماء العقلاء «بنيامين فرانكلين» ـ أحد رؤساء الولايات المتحدة ـ فإنه ألقي خطاباً قال فيه: هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك الخطر هو «اليهود» أيها السادة، إني أحذركم أيها السادة إذا لم تستثنوا اليهود من الهجرة إلي الأبد فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم.. إن عقليتهم تختلف عنا حتي لو عاشوا بيننا عشرة أجيال، والنمر لا يستطيع تغيير لونه.. اليهود خطر علي هذه البلاد، وإذا دخولها فسوف يخربونها ويفسدونها).<br /><br />ويضيف الشيخ طنطاوي: (للتعليق علي هذا الخطاب نقول: ما أصدق ما توقعه «فرانكلين» لولا أنه قد أخطأ التقدير في المدة اللازمة لتحويل أمريكا إلي بقرة حلوب لليهود، فقد قدر «فرانكلين» هذه المدة بمائتي سنة، بينما استطاع اليهود أن يسخروا سياسة أمريكا وأسلحتها، وأموالها، وعلمها ونفوذها وخيراتها، لخدمتهم الخاصة في مدة تقل عما توقعه بأكثر من خمسين سنة).<br /><br />الشيخ طنطاوي الذي يصافح رئيس إسرائيل ويحاوره في مؤتمر الأديان ويجلس في منصته معه في مؤتمر لقضاة الأديان قال عن اليهود (لا الصهاينة) في رسالته للدكتوراه إن من أسباب كراهية العالم لليهود (غرورهم وتعاليهم؛ فاليهود يعتبرون أنفسهم أبناء الله وأحباءه، وشعبه المختار، ومن قديم الزمن وهم يقسمون العالم إلي قسمين متقابلين: قسم إسرائيل وهم: صفوة الخلق، وأصحاب الحظوة عند الله، وقسم آخر يسمونه: الأمم أو «الجوييم» أي: غير اليهود، ومعني «جوييم» عندهم: وثنيون وكفرة وبهائم وأنجاس. وقد أدي هذا الغرور والتعالي باليهود إلي إهدار كل حق لغيرهم عليهم).<br /><br />واسمعوا الشيخ طنطاوي وصدقوه أو لا تصدقوه فلكم كل الحق في التردد والحيرة، فالشيخ الذي يصافح ويجلس مع اليهود الآن قال عنهم إنهم اشتهروا بـ (عزلتهم وعصبيتهم وخيانتهم للبلاد التي آوتهم، فهم متعصبون متحزبون، لا يجمعهم حب بعضهم لبعض، لكن تجمعهم كراهية من ليس علي ملتهم، كما يجمعهم الحقد علي العالم بأسره، وقد أصبحت العزلة والعصبية والعنصرية طابع اليهود الذي لا محيد لهم عنه. لأن اليهودي يهودي قبل كل شيء، مهما تكن جنسيته، ومهما يعتنق من عقائد، ومبادئ في الظاهر، وإذا تعارضت جنسيته مع يهوديته ناصر يهوديته، وحاول أن يشيع الخراب والدمار في الأمة التي هو فرد من أفرادها، خصوصاً إذا أمن العقاب، والصهيونية العالمية تأمر اليهود في كل مكان بأن يجعلوا ولاءهم لإسرائيل، وليس للدول التي يعيشون فيها).<br /><br />الشيخ طنطاوي بعد كل هذا الذي كتبه من هجوم ساحق وإدانة دينية وحملة إسلامية ضد اليهود لا أقول كيف جلس مع الرئيس الإسرائيلي بل كيف وافق الرئيس الإسرائيلي علي أن يجلس معه رغم أن عشرة في المائة مما قاله وكتبه أكبر عمامة في المذهب السني في العالم الإسلامي وهو شيخ الأزهر كفيل بأن يطلب اليهود محاكمته دولياً والتحريض ضده باعتبار ما كتبه عنصرية خالصة، بل إن الشيخ طنطاوي كتب مدافعاً عن هتلر النازي العنصري السفاح في مواجهة اليهود بل وعرض متعاطفاً لتبريراته لما فعله مع اليهود من حرق وتقتيل وإفناء فقال الشيخ في رسالته: (وقد عدد «هتلر» خيانات اليهود لألمانيا، فذكر منها استنزاف أموال الشعب بالربا الفادح، وإفساد التعليم، والسيطرة لصالحهم علي المصارف والبورصة والشركات التجارية، والسيطرة علي دور النشر، والتدخل في سياسة الدولة لغير مصلحة ألمانيا، وفي القمة من خياناتهم: التجسس ضد ألمانيا الذي احترفه عدد كبير منهم. ويختتم هتلر حديثه الطويل عن اليهود بقوله: «وإذا قيض لليهودي أن يتغلب علي شعوب هذا العالم، فسيكون تاجه إكليل جنازة البشرية، لهذا أعتقد أني تصرفت معهم حسبما شاء الخالق لأني بدفاعي عن نفسي ضد اليهودي إنما أناضل في سبيل الدفاع عن عمل الخالق)، والحقيقة أن ما قاله الشيخ طنطاوي ـ مسنوداً ومستنداً إلي فهمه للقرآن والسنة ـ لا يختلف كثيراً عما ردده وقاله هتلر شخصياً.<br /><br />ويمضي الشيخ طنطاوي: (والحق: أن مفاهيم اليهود الباطلة، وأنانيتهم الطاغية، وطباعهم اللئيمة وأخلاقهم الفاسدة، وعصبيتهم الذميمة، وقلوبهم القاسية، واستباحتهم لقتل غيرهم، وإهدار كرامته، كل ذلك جعلهم محل نقمة العالم وغضبه، وبسبب هذه الخلاق المرذولة سلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب إلي يوم القيامة، ومن يمزقهم شر ممزق).<br /><br />لكن الأهم والأخطر من هذا كله هو ما يطرحه الدكتور سيد طنطاوي في إجابة عن سؤال يوجهه هو لنفسه ولمشرف رسالته وهو: كيف نعيد فلسطين إسلامية عربية؟ تعالوا بقي نتأمل ما الذي نصح به أمته الشيخ طنطاوي وهو العالم المتدبر المتفكر يقول:<br /><br />(1- يجب علينا أن نعلم أن حرباً فاصلة ستقع بين المسلمين واليهود، وأن النصر فيها سيكون للمسلمين، ماداموا معتصمين بدينهم، ومنفذين لتعاليم قرآنهم، وعاملين بسنة نبيهم، فقد أخرج البخاري ومسلم، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله «صلي الله عليه وآله وسلم» قال: «تقاتلون اليهود حتي يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول: يا عبدالله هذا يهودي ورائي فاقتله».<br /><br />وفي حديث آخر للشيخين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله «صلي الله عليه وآله وسلم» قال: «لا تقوم الساعة حتي يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتي يختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود».<br /><br />فهذان الحديثان الصحيحان فيهما إخبار للمسلمين بأن قتالاً عظيماً سيقع بين المسلمين واليهود قبل قيام الساعة، وأن النصر سيكون للمسلمين، متي استجابوا للأوامر، التي أمرهم الله بها، وأن الله تعالي سيكرمهم بأن يخبر الحجر أو الشجر المسلم بأن يهودياً وراءهما فعليه أن يقتله.<br /><br />السؤال الآن: هل أخبر الشيخ طنطاوي رأيه هذا للرئيس شيمون بيريز وهما يتحاوران في الأديان؟ أو في الدينين الاسلامي واليهودي دعك من هذا وتعال نكمل ما قاله طنطاوي من نصائح لاسترداد فلسطين المحتلة مع الاعتبار بأنه لم يعمل بها:<br /><br />2- يجب علينا أن نوقن بأن الأيام دول، وأن ما أصابنا بفلسطين من الممكن تداركه، متي تحلينا بالإيمان الصادق، والعزم القوي، والتصميم علي استعادة أرضنا المقدسة، وباتخاذ الوسائل الكفيلة بذلك.<br /><br />3- يجب علي الأمتين: الإسلامية والعربية أن توحدا قيادة المعركة وأن تسلماها لأيد أمينة مخلصة، وأن تحوطاها بالتأييد إذا أحسنت واستقامت، وبالتوجيه والإصلاح والتقويم إذا أخطأت وضلت، وأن تنأي بها عن الخلافات والمنازعات التي قد تحدث بين الزعماء والملوك والرؤساء.. أريد أن أقول: (حتي لا تنسي فالشيخ طنطاوي هو الذي يقول): إن إنقاذ فلسطين من السرطان الصهيوني، يحتاج إلي جيش موحد القيادة، محدد الهدف، معد إعداداً كاملاً قوياً من جميع النواحي، مؤمناً بقدسية المعركة التي يخوضها، بعيداً عن التأثر بخلافات السياسيين، الذين بيدهم مقاليد الحكم في البلاد العربية.<br /><br />4- يجب أن تبذل الأمتان: العربية والإسلامية قصاري جهدهما في التذكير بقضية فلسطين، وأن تقوم وسائل الإعلام المختلفة في كل دولة بالدعاية الواسعة لها، وأن يدرس تاريخها في المدارس والمعاهد والجامعات، وأن توزع خريطتها وصور أماكنها المقدسة في كل مكان، وبذلك تبقي نكبة فلسطين حية في القلوب والمشاعر.<br /><br />إن هذا الجيل الذي عاصر مأساة فلسطين سوف ينقرض، وستأتي بعده أجيال أخري إذا لم نذكرها بهذه المأساة، ونربطها بقلوبهم دينياً وسياسياً وثقافياً واقتصادياً، فإنها ستصبح نسياً منسياً، ولن يمر وقت طويل حتي تختفي مأساة فلسطين من قلوبهم، كما اختفت مأساة الأندلس بمرور الأيام، وتعاقب السنين.<br /><br />5- يجب أن تقف الأمتان: العربية والإسلامية من الدول التي ناصرت الصهيونية موقفاً قوياً حاسماً، وأن تستعملا أسلحتهما المتنوعة في صرف هذه الدول عن مناصرتها الباطلة لليهود، ومن أقوي الأسلحة سلاح البترول الذي يوجد في بلادنا بكميات هائلة، الذي لو أحسنَّا استغلاله واستعماله، لكفت دول الكفر عن تأييدها الصهيونية الباغية، ولن يأتي هذا السلاح وغيره بالثمار المرجوة منه، إلا إذا وحد العرب كلمتهم، ووقفوا صفاً واحداً أمام مؤامرات الاستعمار واليهودية العالمية.<br /><br />6- يجب أن تعمل الدول العربية والإسلامية علي تقوية الفدائيين الفلسطينيين من كل النواحي، وأن تختارهم من العناصر المأمونة والمؤمنة بربها وبدينها وبوطنها.. وأن تعطيهم من الإمكانات ما يجعلهم يستطيعون أن يزلزلوا به كيان الصهيونيين، عن طريق حرب العصابات، لأن هذه الحرب من شأنها أن تهدد أمن إسرائيل واستقرارها واقتصادها، وجميع مرافقها. وتكون هذه الحرب كمقدمة للمعركة الفاصلة التي يجب علي الأمة الإسلامية أن تخوضها ضد إسرائيل حتي تطهر الأرض المقدسة من اليهود. ولقد اتبعت عدة دول طريقة حرب العصابات ضد المستعمرين فانتصرت عليهم في النهاية، واستطاعت أن تنال حريتها رغم أنوفهم، (الله يا شيخ طنطاوي هكذا تورد الإبل يا مولانا، لكن هذا كلامك أيام جمال عبدالناصر وقد راحت أيامه، فهل نذكرك بكلامك عن حرب العصابات في 2006 وعن حماس والفدائيين الفلسطينيين الآن؟).<br /><br />7- يجب أن نخوض معركة فلسطين المقبلة علي أساس من الجهاد الديني، وليس علي أساس النعرة الوطنية وحدها، وذلك لأن فلسطين بلد إسلامي مقدس كما قلنا سابقاً، وهي ملك لجميع المسلمين، وواجب الذود عنها فرض علي كل مسلم علي وجه الأرض.<br /><br />واليهود قد استغلوا الناحية الدينية علي أوسع نطاق، لتثبيت باطلهم في فلسطين بحيث أفهموا دول الغرب وخصوصاً إنجلترا أن فلسطين هي أرض معادهم، وأن أرضها لهم وحدهم بنص التوراة.. بينما العرب المسلمون أسقطوا هذا الجانب الديني المهم من حسابهم.. فخاضوا معركة فلسطين باسم النعرات الوطنية والقومية، وسخر بعض كتابهم بالنواحي الدينية.. فكان مصيرهم الفشل).<br /><br />هذه نصائح الشيخ طنطاوي لتحرير فلسطين من اليهود الذين كال لهم كل هذه الاتهامات المفزعة المقزعة استناداً إلي فهمه للقرآن الكريم والسنة المطهرة وهو يدعونا للمقاومة المسلحة بل حرب العصابات ضد اليهود، لكن بعد مجيء الرئيس السادات وقد جنح للسلم فجنح معه كل رجال الدين وشيوخه الذين قالوا كلام جمال عبدالناصر نفسه عن العدو الإسرائيلي بل ألبسوه رداء الدين وعمامة الفقه ، ثم يأتي حكم الرئيس حسني مبارك الذي تبدو فيه إسرائيل صديقاً وحليفاً فنري الشيخ طنطاوي صاحب رسالة دكتوراه عصر عبدالناصر هو شيخ أزهر عصر مبارك فيصافح اليهود ويجلس معهم ويحاورهم كذلك ويتشارك مع رئيس اليهود ذات نفسه!<br /><br />السؤال الآن بعد كل هذا التبدل والتغير والاختلاف والتنقل والتنصل من الأفكار المستمدة من القرآن عن اليهود: هل تغيرت إسرائيل أم تغير شيخ الأزهر أم تغير القرآن؟</span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-44532637366897096872009-05-30T07:53:00.000-07:002009-05-30T07:57:58.200-07:00قناة الجزيرة و«قطر» فى خطر<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SiFJbGC1UpI/AAAAAAAABLw/-Oho_YvvExI/s1600-h/%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D9%89+%D9%81%D9%88%D8%AF%D8%A9.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 320px; height: 168px;" src="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SiFJbGC1UpI/AAAAAAAABLw/-Oho_YvvExI/s320/%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D9%89+%D9%81%D9%88%D8%AF%D8%A9.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5341631362865910418" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" style="text-align: justify; font-weight: bold;"><span style="font-size:130%;">يسرى فودة<br />استقالتى من قناة الجزيرة لا تعنى أننى خاصمتها. ببساطة هى تعنى فقط أننى لا أريد أن أبقى رقماً فى معادلاتها الجديدة. إذا كان جانب منى حزيناً على فراق شاشتها، فإن جانباً آخر منى سعيد بانضمامى إلى مشاهديها. وإذا كان جانب منى يرجو لزملائى بها (هؤلاء فقط الصادقون المهنيون الذين يحترمون أنفسهم فيحترمهم الآخرون) كل التوفيق وكل النجاح ما وسعتهم الظروف، فإن جانباً آخر منى يدعونى إلى أن أتحمل واجبى ومسئوليتى تجاه نفسى وتجاه من أتوجه إليهم بما قدرنى الله عليه من عمل.<br /><br />تجربة الحرية، بمعنى من المعانى، كتجربة الموت؛ فمثلما لا يستطيع المرء أن يزور الموت ثم يعود منه، لا يستطيع المرء أيضاً أن يزور الحرية ثم يعود منها. وقع عقلى على هذه الصورة الملهمة بينما كان هؤلاء الذين شاركوا فى تأسيس قناة الجزيرة (وأنا واحد منهم) فى نشوة اللحظات الأولى لانطلاقة القناة عام 1996.<br /><br />كان الأمر مفاجأة لنا جميعا،ً فلم يكن أحد (حتى من هؤلاء الذين تخرجوا فى تليفزيون بى بى سى) ليتوقع ربع النجاح الفورى الذى أحرزته قناة انبثقت فجأة من صغرى الدول العربية. وأقولها صراحةً وإنصافاً إن الغالبية العظمى لهؤلاء الذين شكلوا نواة القناة غادروا لندن حين غادروها فى طريقهم إلى الدوحة مضطرين بعد انهيار مشروع بى بى سى (بقيت أنا لمجرد أننى استطعت البقاء مهنياً)، وأن أحداً منا لم تكن لديه فكرة عن كنه المشروع القطرى.<br /><br />سريعاً بات من الواضح أن قناة الجزيرة وجدت ضالتها فى شارع عربى يعانى حرماناً على مستويات عديدة: سياسية وإعلامية وثقافية وإنسانية، ومن ثم استحوذت فجأة على خانة لا منافس لها فيها. ولأن المرء يتفوق على أقران الصف لسبب من ثلاثة، إما لأنه اجتهد أو لأن الآخرين أهملوا أو لمزيج من الاثنين، فقد بدا تفوق الجزيرة لأول وهلة فى تقديرى للسبب الثانى أكثر منه للسببين الآخرين دون أن أنكر على زملائى جهودهم.<br /><br />فمن الناحية المهنية، لم نضف كثيراً إلى عالم الصحافة التليفزيونية عندما وضعنا مذيعاً فى استوديو ومعه ضيف أو اثنان. لكنّ الواقع العربى اكتسب الكثير عندما أضيف إلى الاستوديو عنصر آخر لم يعرفه من قبل، ولم يكن فى حاجة إلى ميزانية ولا إلى عبقرية: خط هاتف مفتوح لمن يريد أن يتكلم على الهواء أمام الملايين داخل بلاده وخارجها. لقد كان هذا ببساطة انقلاباً فى واقع المواطن العربى لا فضل كثيراً فيه للعاملين فى الجزيرة بقدر ما عاد الفضل فيه لما وصف وقتها بـ«سقف الحرية».<br /><br />ولأن ما مُنح من أعلى يمكن أن يُسترد فى أى لحظة، فقد كانت تلك ظاهرة سياسية أكثر منها ظاهرة إعلامية جعلت رد فعل الآخرين عليها يمر بثلاث مراحل. كانت ملامح المرحلة الأولى منها سياسية بحتة، تمثلت فى أمور من مثل سحب سفراء من الدوحة واتصالات مكثفة وضغوط حثيثة لاحتواء هذه التى أطلق عليها البعض مصطلح »الظاهرة الصوتية«. وكالطفل الصغير الذى جرب المشاغبة فاكتشف أنها تلفت الأنظار، اكتشف المسئولون فى قطر، صغرى الدول العربية (ولا عيب فى ذلك)، أن بين أيديهم الآن ما يمكن أن يتحول إلى كنز وبين أيديهم دائماً حجة ألا شىء يحدث فى قطر يستحق التغطية (وهو ما ليس صحيحاً).<br /><br />هذا فى الوقت الذى بدأ رد فعل الآخرين ينتقل إلى المرحلة الثانية تقوده طاقة سلبية أكثر منها إيجابية. فبدلاً من تطوير الأداء الإعلامى بدأت حملات لاذعة، بعضها تحت الحزام، صاحبها إغلاق مكاتب وتوقيف مراسلين و«شغل فى الأزرق». وكلما زاد ذلك زادت نشوة «الطفل المشاغب»، يوازيها شغف واهتمام متزايد فى دوائر إسرائيلية وأمريكية كانت تتابع انعكاسات هذه الظاهرة بدقة وعناية. ومن ثم بات واضحاً أننا أمام طوفان يحاصر البيت، وأننا إذا لم نبادر بإحداث بعض الثقوب فى الأبواب والنوافذ بأنفسنا، فلن يكون للطوفان سوى نتيجة واحدة حتمية.<br /><br />كانت تلك لحظة فارقة تُحسب طبعاً لقناة الجزيرة، لكنها تُحسب أيضاً لهؤلاء الذين قبلوا التحدى وانطلقوا بطاقة إيجابية نحو تحسين الأداء الإعلامى، فبدأنا نرى ألواناً جديدة من التغطية الخبرية وبرامج الأحداث الجارية، حتى بدأنا نرى قنوات بأكملها تنطلق تعبيراً عن هذه المرحلة، ومنها قناة النيل للأخبار فى عام 1998 وقناة أبوظبى فى عام 2000 وقناة العربية فى عام 2003. والمستفيد الأول دون شك هو المواطن العربى أينما كان.<br /><br />غير أن النجاح غير المشكوك فيه لقناة الجزيرة حتى تلك النقطة لم يكمن تماماً فى إزعاج الحكام العرب، وإنما ظهر واضحاً، كما يرى متابع جيد مثل أمير طاهرى، فى استغلال حالة ما يوصف بالشارع العربى واستدرار تعاطفه، عن طريق افتراض أن الأصولية الإسلامية فى تصاعد فى كل الدول العربية، وأن الغالبية العظمى تؤيدها سراً. ورغم ذلك كان هناك مجال لا يزال حتى تلك النقطة لمن يعتمدون العمل الصحفى الميدانى القائم على المهنية والبحث والتدقيق، للخروج عن هذا الخط، طالما أن ما يوصف بالبرامج الحوارية (التى يسهل السيطرة عليها) لا يزال «مسلّياً»، والأهم من ذلك أنه بطبيعته البحتة لا يستطيع الاستمرار بعيداً عن ذلك الخط.<br /><br />بدأت مرحلة جديدة فاصلة بعد خمس سنوات صارت الجزيرة فيها أهم من قطر، وهو وضع غير طبيعى فتح باباً واسعاً لكثير من المتناقضات، حتى أن أحد الضيوف من غير العرب سأل الزميل محمد كريشان يومها (وهذه ليست نكتة): «و كيف حال الطقس هذه الأيام فى الجزيرة؟» ظناً منه أن قطر هى القناة والجزيرة هى الدولة. وكانت قناعة المسئولين فى قطر قد اكتملت بأن لديهم الآن جيشاً قوى البنية حان الوقت لاستخدامه فى بعض الغزوات، ومن ثم رفضوا تماماً (على عكس ما كان مفترضاً وفق قانون إنشائها) طرح أسهم الجزيرة فى الأسواق بعد خمس سنوات، وبدأنا نلحظ وتيرة متصاعدة للتدخلات التحريرية. حتى ذلك الوقت فقط كانت الإدارة قد رفضت إذاعة ثلاثة تحقيقات جادة من برنامج «سرى للغاية».<br /><br />دشنت المرحلة التالية بدورها مرحلة أخرى على صعيد آخر: نظرة الغرب عموماً إلى مدى قدرة الإنسان العربى على ممارسة صحافة جادة قادرة على المنافسة العالمية، والأهم من ذلك نظرة دوائر بعينها فى إسرائيل وفى أمريكا إلى هذه «الورقة» الجديدة. ولأننا نعلم من قوانين الجغرافيا السياسية أن أى دولة فى حجم دولة كدولة قطر (مع صادق احترامنا لأهلها) لابد كى تحيا من أن تعيش تحت ظل دولة كبرى، عادةً تكون إحدى دول الجوار، فقد كان الموقف فى حالة دولة قطر كالتالى: إلى يمينها إيران «المتوثبة»، وإلى يسارها السعودية «كاتمة الأنفاس»، ومن فوقها عراق صدام، وعلى مرمى البصر إسرائيل ومصر. ثم بعد ذلك هناك شيخ الحارة كلها: أمريكا.<br /><br />ولأننا نعلم أى خيار استراتيجى ذهب إليه المسئولون فى قطر فقد صارت الجزيرة، خاصةً لدى بداية تلك المرحلة، عضلة تبدو عملاقة، وإن كانت فى الواقع عضلة هشة يمكن ببساطة إغلاقها بمكالمة هاتفية مختصرة، مثلما يمكن ببساطة «اختطافها» لخدمة أهداف بعينها بعضها فورى وبعضها الآخر استراتيجى، بعضها يمكن رؤيته بالعين المجردة، وبعضها الآخر يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير. فى لحظات المصير، رغم ذلك، تسقط الأقنعة وتبين الملامح.<br /><br />بدأت التهيئة الإعلامية لغزو العراق الذى أدى فى النهاية إلى كثير من النتائج، من بينها ذبح صدام حسين، لكن ذبحاً آخر كان قد سبقه لم يلتفت كثيرون إلى معناه: ذبح المدير العام للقناة حتى ذلك الوقت، محمد جاسم العلى. كانت مرحلة «اختطاف» قناة الجزيرة قد بدأت، وكنت أنا قد قدمت استقالتى منها رسمياً لأول مرة، الأمر الذى استدعى تدخلاً مباشراً من أمير قطر. وتلك قصة أخرى.<br /></span> </div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-79126597338027584022009-05-30T07:48:00.000-07:002009-05-30T07:53:37.112-07:00عروبـة مؤجلـــة للمستقبــل<div style="font-weight: bold; text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SiFIUp0IzuI/AAAAAAAABLo/RBFJdXnSDVk/s1600-h/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%2B%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 320px; height: 168px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SiFIUp0IzuI/AAAAAAAABLo/RBFJdXnSDVk/s320/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%2B%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5341630152697237218" border="0" /></a><br /></span></div><div style="text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">جاء نجاح المسابقة الأولى لـ«جوائز الصحافة المصرية» بمثابة الشرارة التى أطلقت مشاعر جياشة داخل المجتمع الصحفى وخارجه، كان يبدو أنها تراجعت تحت السطح، مشاعر بأهمية التفوق فى الأداء المهنى الصحفى لمصلحة القارئ أولا، ولحقيقة أن لدى الصحفيين ما يستحق المنافسة من أجله.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">ومن بين التعليقات العديدة المنشورة سأضرب مثلا بمقال على مساحة ثلاث صفحات فى مجلة «روزاليوسف» كتبه عدلى فهيم بعنوان «الليلة الكبيرة» حيث انطلقت أصوات الصحفيين الشبان على وجه الخصوص يغنون (سنة حلوة يا صحافة.. سنة حرة يا صحافة).. وقبل أن يغادر الجميع قاعة الحفل تجمعوا حول تورتة كبيرة من الشيكولاتة حملت شمعة واحدة، وترصعت بكلمات أشبه بحبات اللولى الحر: مبروك لجوائز الصحافة المصرية، وقطع التورتة واحد من شيوخ الصحافة ولكنه شيخ الشباب أيضا.. هو صلاح حافظ.</span></span><br /><br /><span style="font-weight: bold;font-size:130%;" class="NewsSubTitleText" >كانت</span><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> تلك هى طبيعة صلاح حافظ فعلا.. شاب فى شيخوخته.. وفنان فى حماسه، ومرة على الأقل فى كل أسبوع كان يذهب إلى مؤسسة «روزاليوسف» حاملا فى حقيبة يده تحقيقات وموضوعات صحفية أعاد صياغتها أو اختار لها عناوين أكثر جاذبية ليجرى نشرها.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">وفى المرة الأولى التى زارنى فيها بعد الاحتفال قال لى: «تصور.. أنا اعتدت منذ سنوات طويلة، وفى كل مرة أذهب فيها إلى روزاليوسف، على سماع المناقشات العديدة بين الصحفيين وفى مقدمتها الشكوى المستمرة من عدم كفاية المرتب أو استمرار الجمود المهنى، ومنذ احتفال الجوائز تذكر الصحفيون أنهم.. صحفيون، لقد تحولت المناقشات إلى التسابق على طرح أفضل الأفكار لتحقيقات صحفية يكفل لهم نشرها التقدم بها إلى المسابقات التالية، الكل بدأ يبحث عن الفكرة الجديدة أو غير المسبوقة، ويتعمق فى تفاصيلها لكى تصبح أشمل وأكثر جاذبية.. وهكذا.. وهكذا».</span></span><br /><br /><span style="font-weight: bold;font-size:130%;" class="NewsSubTitleText" >نفس</span><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> الانطباع خرج به أحمد بهاء الدين من مناقشات سعى إليها معه صحفيون من «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» بخلاف صحف المعارضة جميعا، وكان من الملاحظات التى نبهنا إليها هذا الحماس الصحفى المستجد، التساؤل المتكرر: لماذا فاتنا أن نضيف إلى المسابقة جوائز للإخراج الصحفى؟ ووجدنا أن هذا معقول فعلا، فالمخرج الفنى ويسمى غالبا: سكرتير التحرير هو بمثابة العقل المفكر المسئول عن جعل صفحات الجريدة أو المجلة أكثر تناسقا وجاذبية من حيث الإخراج والاستثمار المناسب لأحجام العناوين والصور والرسوم الكاريكاتيرية، إن وجدت.. إلخ.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">وكان هناك زملاء آخرون اقترحوا فروعا لجوائز إضافية، سواء للصحف الإقليمية.. أو لصحافة وكالة أنباء الشرق الأوسط، وهى الوكالة الوحيدة فى مصر.. و.. و.. إنما المشكلة كانت فى محدودية المساهمات المالية المتاحة، فهى كبيرة فى معناها لكنها فى النهاية لا تزال محدودة فى قيمتها المالية، هذا تغير فقط بعد الاحتفال الأول للجوائز، وكان فألا طيبا أن يتصل بى إحسان عبد القدوس مداعبا لى بقوله: يا محمود.. لو مش عايز تزورنى وتشرب قهوة.. على الأقل تعال لتستلم الشيك (بألف جنيه) للمسابقة الثانية.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">ومبدئيا فإن كل من ساهموا فى المسابقة الأولى كرروا مساهمتهم، وبنفس المبالغ، فى المسابقة الثانية، لكن فى هذه المرة زاد عليهم زملاء إضافيون جدد، صلاح منتصر مثلا قدم مساهمته المالية فى اليوم التالى مباشرة لتسلمه نصيبه السنوى من الأرباح فى جريدة «الأهرام».. قبل أن يصبح رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف ورئيسا لتحرير مجلة «أكتوبر».محمد سلماوى بدأ يساهم رغم أنه يرى أن فكرة الجوائز قد لا تكون مريحة، وربما مستفزة، للصحفيين غير الموهوبين، خالد محيى الدين رئيس حزب التجمع أراد المساهمة فقلت له إننا لا نقبل المساهمة من غير الصحفيين، فذكرنى ومعه الحق بأنه عضو قديم فى نقابة الصحفيين، فوق ذلك.. فقد حرص عدد من الفائزين بالجوائز فى المسابقة الأولى بأن يساهموا ماليا فى المسابقة الثانية.. كعبدالقادر شهيب وإحسان بكر مثلا، كل هذا، وغيره، سمح لنا أن نرفع قيمة الجوائز فى المسابقة الثانية من 18 ألفا إلى 25 ألف جنيه (بقيمة الجنيه فى سنة 1986).</span></span><br /><br /><span style="font-weight: bold;font-size:130%;" class="NewsSubTitleText" >لكن</span><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> قبل الوصول إلى تلك النقطة كنت فى طريقى إلى لندن لاستراحة قصيرة، وأيضا لعلاج آلام فى العمود الفقرى، وهناك اكتشفت أن الفكرة التى غادرتها فى القاهرة قد سبقتنى أيضا إلى لندن، فى ذلك الحين كانت لندن مقرا لطباعة وإصدار العديد من الصحف والمجلات العربية المهاجرة، وينشر فيها عدد لا بأس به من الصحفيين المصريين، هؤلاء أيضا وجدتهم يتساءلون: أليست هناك أى طريقة تسمح لنا بالتقدم إلى المسابقة بأعمال لنا منشورة فى لندن؟ للأسف.. لا توجد، فنحن فى لجنة الجوائز متفقون من البداية على أن تقتصر الجوائز فقط على الأعمال المنشورة فى الصحافة المصرية، حتى رؤساء تحرير الصحف العربية الذين كانوا قد اتصلوا بى من الكويت والإمارات وغيرهما كانوا يعرضون مساهمة صحفهم بمبالغ كبيرة تمويلا للمسابقة.. لكننى كنت أرد بأننا متفقون فى هذه المرحلة على تأجيل ذلك للمستقبل بعد أن تكتسب الجوائز ملامحها الدائمة، وكنت أرى أيضا أن الوقت لا يزال مبكرا لتوسيع نطاق الجوائز بالامتداد إلى صحف وصحفيى العالم العربى.</span></span><br /><br /><span style="font-weight: bold;font-size:130%;" class="NewsSubTitleText" > وفى</span><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> لندن أطلعنى الصديق اللبنانى فؤاد مطر، رئيس تحرير مجلة «التضامن» على عدد من المجلة خصصت فيه مقالها الافتتاحى للترحيب بالجوائز المصرية، والتنويه إلى أنه من بين ما جعل للجوائز المصرية صداها غير المسبوق فى الصحافة العربية -إلى جانب الاستقلالية فى التمويل- هو أن ثلاثة على الأقل من أعضاء لجنة التحكيم لهم مصداقيتهم باتساع العالم العربى بالنظر إلى انتشار مقالاتهم التى تنشرها لهم كبريات الصحف العربية، فى نفس الوقت كانت قد سبقته مجلة «الوطن العربى» التى تصدر من باريس إلى كتابة مقالها الافتتاحى عن المسابقة أيضا واختتمته بقولها: «هكذا تسبق مصر الجميع دائما، إن الروح الديمقراطية العادلة التى تسود مسابقة جوائز الصحافة المصرية هى التى فاجأت الجميع، ونحن نتطلع من الآن إلى أن تفاجئنا المسابقة مستقبلا بأن تشمل أيضا الصحفيين فى المطبوعات والإصدارات العربية»، ترحيبات من هذا النوع تواتر نشرها فى صحف ومجلات عربية أخرى أقدر مشاعرها تماما مؤجلا التفكير فى ذلك إلى المستقبل.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">وفى لندن أيضا كانت السيدة همت مصطفى هى المستشار الإعلامى للسفارة من بعد استقالتها من عملها كرئيسة للتليفزيون فى القاهرة، وحينما علمت بوجودنا فى لندن -أحمد بهاء الدين وأنا- تفضلت هى وزوجها بدعوتنا إلى العشاء فى منزلها.. لأفاجأ أيضا بأن مسابقة جوائز الصحافة المصرية قد تسللت إلى مناقشتنا: هل تتابع المسابقات الشبيهة فى الصحافة البريطانية؟ نعم، أتابع، فمؤسسة «الديلى ميرور» الصحفية تعهد سنويا إلى لجنة خاصة مهمة اختيار الأعمال الصحفية المرشحة للفوز، لكن الذين يرشحون هم رؤساء تحرير الصحف الأخرى أنفسهم، هذا قد لا يناسب حالتنا فى مصر لأن الثقة ليست كبيرة بعد فى بعض رؤساء التحرير من حيث تغليب انحيازاتهم السياسية أو الشخصية، والدليل على ذلك أن صحفيين عديدين من صحف قومية تقدموا إلينا بأعمال لهم منشورة فى صحف المعارضة وليس فى صحفهم القومية.</span></span><br /><br /><span style="font-weight: bold;font-size:130%;" class="NewsSubTitleText" >كنت</span><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> أيضا قد درست جوائز «بوليتزر» السنوية فى الصحافة الأمريكية وتنظمها مدرسة الصحافة فى جامعة كولومبيا لإعطاء جائزة واحدة عن كل واحد من عشرة فروع صحفية حددتها، فى الحالة البريطانية قيمة الجائزة ألف جنيه إسترلينى، وفى الحالة الأمريكية القيمة ألف دولار، ونحن فى مسابقتنا المصرية بدأنا بثمانية فروع ستصبح عشرة فى المسابقة الثانية، والجائزة الأولى فى كل فرع 1500 جنيه بخلاف جائزة ثانية وثالثة، لا بأس من المقارنة إذن مع تميز جوائزنا بأنها ممولة بالكامل من صحفيين، 18 ألف جنيه فى المسابقة الأولى أصبحت 25 ألف جنيه فى السنة الثانية، وربما لو حسبنا فارق العملة فسنجد أن فلوسنا هى «الأكثر حلالا فى بر مصر» بتعبير أحمد بهاء الدين.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">ونتيجة للمصداقية التى أكدتها «جوائز الصحافة المصرية» فى سنتها الأولى فقد أخذها الصحفيون بجدية مضاعفة فى سنتها الثانية، لقد تضاعف الإقبال، سواء من حيث عدد الصحفيين المتقدمين أو من حيث أعمالهم المنشورة وتقدموا بها، هذا بدوره ضاعف من جهد رؤساء لجان التقييم وأعضاء اللجنة العامة للتحكيم بمراعاة اعتبارين: إن كل هذا مجهود تطوعى من أوله إلى آخره.. وأن معظمنا لديه التزاماته الصحفية الثابتة، سواء على مستوى الصحافة المصرية أو العربية.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">ومع إعلان نتائج المسابقة فى سنتها الثانية أصبح عدد الفائزين 31 صحفيا من بين مئات معظمهم تقدم للمسابقة بأكثر من عمل فى أكثر من فرع، ونستطيع أن نستعيد ضراوة المنافسة من معرفة أنه من الفائزين فيها من هم برصيد وخبرة مرسى عطا الله وحسن المستكاوى وهدايت عبد النبى ومجدى مهنا وطارق الشناوى.. كمجرد أمثلة.</span></span><br /><br /><span style="font-weight: bold;font-size:130%;" class="NewsSubTitleText" >ومع</span><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> الاحتفال بتوزيع جوائز الصحافة المصرية فى سنتها الثانية، وتحدد له 19/7/1986، كان المدعو للمشاركة هو رئيس الوزراء الجديد الدكتور على لطفى. فى تلك المرة كان الإصرار مستمرا على أن يكون الصحفيون أنفسهم مسئولين عن كل خطوات المسابقة من أولها وحتى تنظيم الاحتفال بها، وبالإجمال.. كان رد الفعل فى المجتمع الصحفى يتلخص فى: إن هذه المسابقة ولدت لتبقى.. وتستمر.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">بببوبكل تلك الآمال والانفعالات أصبح الصحفيون يتساءلون من اليوم التالى مباشرة للاحتفال: متى ستفتحون باب التقدم إلى الجوائز فى سنتها الثالثة؟</span></span><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">ولم يكونوا يعرفون بعد أن الثالثة.. تابتة.</span></span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-293089931819351182009-05-30T07:43:00.000-07:002009-05-30T07:50:40.739-07:00توابع النزاهـة والأحكام الغيابية<div style="font-weight: bold; text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SiFGYg8VVkI/AAAAAAAABLg/9Y6K7BUSSvE/s1600-h/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%2B%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 320px; height: 168px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SiFGYg8VVkI/AAAAAAAABLg/9Y6K7BUSSvE/s320/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%2B%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5341628020011914818" border="0" /></a><br /></span></div><div style="text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">فى طريقى إلى رئيس الوزراء كمال حسن على، كانت تغمرنى تلك المشاعر المتضاربة التى خرجت بها من التجربة الأولى لإقامة مسابقة «جوائز الصحافة المصرية»، وباعتبارها تجربة أولى، فقد كان القلق عليها بقدر الحماس لها.. والتفاصيل بنفس أهمية الخطوط العريضة وتفاعل شيوخ المهنة مع شبابها يوازى رد الاعتبار لأهمية إتقان الأداء المهنى فى الصحافة، الذى هو الوجه الآخر لحق القارئ فى المعرفة ومسئولية الصحفى عن التمييز بين الرأى والخبر.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> وبوجهه البشوش الذى لا يوحى أبدا بخلفيته العسكرية (ترك كمال حسن على القوات المسلحة برتبة فريق ) قال لى رئيس الوزراء: الحقيقة أنا طلبتك لسببين.. لأعتذر لك.. ولأشكرك.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;" class="NewsSubTitleText">فأما</span><span style="font-weight: bold;"> الاعتذار.. فلأننى جئت إلى هذا الاحتفال مترددا، أقدم رجلا وأؤخر أخرى، لم تكن لهذا الاحتفال سابقة لأقيس عليها، ولا لتلك الجوائز تاريخ لأعود إليه، وطبعا.. أولاد الحلال كثير.. قالوا لى يا أفندم معقول تروح برجليك لتجلس فى وسط 300 صحفى فيهم كده، وكده. </span></span><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> قلت له: يا سعادة رئيس الوزراء.. من غير كده، وكده.. مالهم الصحفيين؟ وحوش الغابة أو من أكلة اللحوم البشرية مثلا؟</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> قال رئيس الوزراء ضاحكا: مش بالضبط.. إنما أنت شايف.. كفاية رسوم الكاريكاتير اللى بتسلخنى أنا والحكومة كل يوم، على أى حال.. جئت إلى الاحتفال بهذا التوجس، وأنا هنا أكلمك بصراحة، لكن من أول دقيقة بدأت فكرتى المسبقة تتغير تماما بعد أن وجدت نفسى فى وسط صورة متحضرة وغير مسبوقة لمهنة جعلت تلك الجوائز شيوخها يتفاعلون مع شبابها على ذلك النحو البديع، وخلال ربع ساعة أدركت من هو صاحب المولد كله، ولذلك رجوت حضورك لأعتذر لك مبدئيا عن ترددى فى الحضور الذى سبق الحفل.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> فى تلك اللحظة استعدت تلقائيا تلك الغصة فى حلقى المستمرة معى منذ اليوم الذى استقبلنى فيه مدير مكتبه ليطرح أمامى شروطا عبثية رفضتها جميعا.. قبل أن يعيد الاتصال بى فى مساء نفس اليوم، بينما كان يزورنى مصطفى حسين، ويخبرنى بموافقة رئيس الوزراء على قبول الدعوة لحضور الاحتفال.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> ثم أضاف كمال حسن على رئيس الوزراء بكل مودة: الآن أكرر لك شكرى عن نفسى وعن الحكومة على أنكم بدأتم هذا التقليد غير المسبوق فى الصحافة أو أى مهنة أخرى، وقد عرفت أنك واجهت صعوبات وبذلت جهدا كبيرا فى جمع الـ18 ألف جنيه للجوائز. </span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> قلت له: هذا طبيعى.. بالنظر إلى أن مسألة أن يتولى الصحفيون أنفسهم تمويل الجوائز هى تقليد جديد لا سابقة له.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;" class="NewsSubTitleText">وبابتسامة</span><span style="font-weight: bold;"> عريضة قال رئيس الوزراء: عموما دعنا نتطلع الآن إلى المستقبل، فلكى تستمر هذه الجوائز وتصبح أكبر وأكبر، ولكى يكون شكرى لك عمليا، فإننى كلفت المستشار القانونى لمجلس الوزراء بأن يضع تصورا تنظيميا يسمح للحكومة بأن تساهم فى تلك الجوائز بمائة ألف جنيه سنويا و..</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> كانت مفاجأة، وهى مفاجأة من العيار الثقيل أربكتنى بالكامل بما جعلنى للحظات أبحث عن كلمات أرد بها، ويبدو أن تعبيرات وجهى فضحت شعورى بـ«الخضة».. لأن رئيس الوزراء استرسل قائلاً: لا.. لا.. لن تكون مساهمة الحكومة لسنة واحدة فأنا سمعت فى الاحتفال أنكم تسعون لاستمرارها سنويا، لذلك فعن نفسى أتكلم عن التزام لخمس سنوات يمتد إلى من يخلفنى كرئيس للوزراء، وبعدها.. إنت وشطارتك.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;" class="NewsSubTitleText">قلت</span><span style="font-weight: bold;"> له: الحقيقة إن العقدة ليست هنا.. فهذا التقليد الذى شهدته وأثار لديك كل هذه المشاعر الجميلة أساسه هو أنه ليوم واحد فى السنة يجىء كبار الصحفيين من بيوتهم ليحتفلوا معا بصحفيين فائزين بجوائز جرى تمويلها بالكامل من الصحفيين، وإذا كنت أنا قد ساهمت بالفكرة وبالتنظيم إلا أن قيمة الجوائز هى بقيمة من آمنوا بالفكرة وساهموا فى نجاحها.. بالمال أو بالجهد أو بكليهما معا.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> للحظة أو لحظات بدا أننا على موجتين منفصلتين.. رئيس الوزراء وأنا، لكن شعورى بالامتنان لاهتمام الرجل كان يجب أن يتساوى مع التعبير بوضوح عن جوهر هذه المسابقة وجوائزها.. فهو يتساءل مستغربا تماما من أن نكون فى حالة استغناء وتعفف عن هذا المستوى الحكومى من التجاوب والتفاعل.</span></span><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> وقلت له من قبيل الدعابة تخفيفا للنقاش: سيادتك أكيد تعرف المثل الشعبى.. يا نحلة لا تقرصينى، ولا أنا أنتظر منك عسلا.</span></span><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> مال رئيس الوزراء بكل جسمه قليلا إلى الخلف وضحكته المجلجلة تملأ المكان مستغربا: للدرجة دى؟!</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> قلت له : يا سعادة رئيس الوزراء.. لعلك تتذكر أننى فى كلمتى التى ألقيتها فى الاحتفال قلت تحديدا إن هذه المسابقة «سوف تستمر مهنية تماما، ومستقلة حتى عن نقابة الصحفيين ذاتها وعن أى مؤسسة منفردة لأن هذا يضيف إلى مصداقيتها وقوتها». أنا حرصت على توضيح ذلك من البداية أمام كل الصحفيين الحاضرين، وفى وجودك مع رئيس مجلس الشعب والوزراء ورؤساء الصحف القومية والحزبية، وفى كل التغطيات الإعلامية وما نقلته وكالات الأنباء عن الاحتفال فى الأيام الماضية كان أهم ما ركز عليه الجميع هو استقلالية المسابقة فى تمويلها وتنظيمها وتحكيمها.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> تدافعت الأفكار فى عقلى وفى كلماتى حتى أوضح أننى من البداية ليس لى أى سلطة على المساهمين من كبار الصحفيين تتجاوز مصداقيتى بينهم، كل واحد من هؤلاء، وبخبرته بالمهنة وبالعاملين فيها لأكثر من ثلاثين وأربعين سنة يستطيع من منزله أن يشم رائحة النزاهة أو عدمها من أبعد مسافة ممكنة، بغير التأكد مسبقا من النزاهة والمصداقية لن يساهم ولن يغادر منزله ليحضر الاحتفال على نحو ما جرى، حتى من طرأ عليه سفر أو ظرف صحى، كمحمود السعدنى وكامل زهيرى ويوسف إدريس مثلا، حرصوا على نقل تهانيهم للفائزين بصورة أو بأخرى، وبكل اهتمام ومحبة ورعاية.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;" class="NewsSubTitleText">ثم</span><span style="font-weight: bold;"> إن دخول الحكومة، أو حتى المؤسسات الصحفية، سيكون عامل ضغط حقيقى على القائمين بالتحكيم والتقييم بما يخصم من استقلالية الجوائز، وأحد المعانى الجميلة التى سجلها المعلقون على الجوائز هو أنهم شهدوا لأول مرة رئيس حكومة يشارك فى تسليم جوائز لمن انتقدوا حكومته.. هذا لن يكون واردا إذا تحولت المسابقة لتعتمد على مساهمة الحكومة و.. و.. و..</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;" class="NewsSubTitleText">فى</span><span style="font-weight: bold;"> النهاية قال لى رئيس الوزراء بكل لطف ومودة: على أى حال لو غيرت رأيك اتصل بى، وسأظل عند وعدى طالما بقيت رئيسا للحكومة.. و(بابتسامة عريضة) أنت فى هذه المقابلة وفرت لى مادة لحكاية ربما سأضعها فى مذكراتى.. حكاية حكومة تعرض نصف مليون جنيه وصحفيين يعتذرون عن عدم قبولها، تفتكر.. حد حا يصدق؟</span></span><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> قلت له مع انصرافى: أنا سأصدق، زملائى ومن سأحكى لهم سيصدقون.. على الأقل هذه أول مرة يتذكر فيها رئيس حكومة الصحفيين بالخير.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> ربما من باب الاطمئنان إلى صحة موقفى، أو على الأقل الاستئناس بمشورة إضافية، كانت أول مكالمة تليفونية أجريها بعد وصولى إلى البيت هى مع أحمد بهاء الدين، وفى اللحظات الأولى بدا بهاء كما لو كان يسترجع مرة بعد مرة ما حكيته له فى التو واللحظة قائلا لى: أعد ما ذكرته مرة أخرى.. رئيس الحكومة عرض مائة ألف جنيه للجوائز.. ولخمس سنوات.. وأنت اعتذرت عن عدم القبول؟ والله كمال حسن على عداه العيب، وكشف عن سعة أفق واستنارة لا نعهدها غالبا فى رؤساء الحكومات، وأنا أضم صوتى إليك.. فاستقلالية الجوائز تمويلا وتحكيما وتنظيما هى المكسب الكبير الذى خرجنا به.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> وبعد برهة أضاف أحمد بهاء الدين: قبل أن أنسى.. مساهمتى المالية بالألف جنيه فى المسابقة الجديدة جاهزة من الآن.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;" class="NewsSubTitleText">لم</span><span style="font-weight: bold;"> أكن قد غادرت، بعد، توابع المسابقة الأولى، فرئيس مجلس إدارة إحدى المؤسسات الصحفية مثلا اتصل بى معاتبا: هل معقول وأنا أرأس مؤسسة تضم 270 صحفيا فلا تعطون فى المسابقة جوائز لأحد منها بينما مؤسسة أخرى تحصل على ست جوائز؟</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> وقلت له: من أولها فكرتك عن الجوائز خاطئة، فأنت تتصور أننا كلجنة قلبنا فى كل الصحف والمجلات المصرية لنختار منها الفائزين. هذا غير صحيح، نحن فتحنا باب التقديم لمن يرغب من الصحفيين والصحفيات، ولجان التقييم مارست مهمتها للاختيار من بين من تقدموا، المشكلة أن الإدارة فى مؤسستك استلمت إعلان المسابقة لكنها حجبته عن الصحفيين، ومن هنا لم يتقدم أحد من مؤسستك أصلا وتنبهوا فقط بعد انتهاء موعد التقدم للمسابقة.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> لكن سوء الفهم لم يكن فقط من داخل المهنة، كان من خارجها أيضا. فزميلة عزيزة وصحفية نشيطة هى فى حينها المحررة الأولى للشئون الدبلوماسية قى صحيفتها اتصلت بى لتداعبنى بكلمات فاجأتنى بما هو أغرب: إن السفارة الأمريكية فى القاهرة تشعر بالاستياء من تعبير بعض الجوائز عن موقف سياسى معاد لأمريكا.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> معاد لأمريكا؟ كده.. خبط لزق؟ نعم، هكذا قال لها المستشار الإعلامى للسفارة الأمريكية بالقاهرة، وهى رفضت بشدة ذلك الانطباع من جانبه، وعرضت أن نتقابل نحن الثلاثة على الغداء.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> مع الغداء زاد المستشار الأمريكى فى الشرح والتفسير، فأحد الأعمال الفائزة بالجائزة الأولى مقال تحليلى نشره عبد القادر شهيب فى جريدة «الشعب» التى كان يصدرها حزب العمل المعارض، والمقال عن أخطار المساعدات الأجنبية مع التركيز أساسا على المعونة الأمريكية لمصر معتمدا على أرقام ووقائع تؤكد فى النهاية أنها ليست لوجه الله.</span></span><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> وسألت المستشار الأمريكى: ماذا يزعجك فى ذلك المقال؟</span></span><br /><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> أجاب: أولا.. دوافعه أيديولوجية، وثانيا.. أرقام عديدة ذكرها.. إما غير صحيحة أو غير دقيقة.</span></span><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> قلت له: دعنا ننحى مسألة الدوافع جانبا لأنك ناقص تقول لى إن الكاتب شيوعى، دعنا نتحدث بشكل مهنى، فإذا كانت بالمقال أرقام وبيانات غير صحيحة.. فلماذا لم ترسل ردا وتصحيحا إلى الجريدة التى نشرت المقال؟</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;" class="NewsSubTitleText">رد</span><span style="font-weight: bold;"> بكل ثقة: الجريدة لم تكن ستنشر أى رد.. فموقفها العام من مجمل السياسات الأمريكية غير ودى.</span></span><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> قلت له : بصرف النظر عن موقف الجريدة السياسى، فإن القانون يلزمها بنشر الرد والتصحيح، وإذا سايرتك جدلا فى افتراضك بأن الجريدة لم تكن لتنشر ردك.. فمن حقك أن ترسل إلينا فى نقابة الصحفيين صورة من الرد المرفوض نشره ونحن سنطبق القانون، هذا أفضل كثيرا من أن تجلس فى مكتبك وتصدر الأحكام الغيابية أو تستسهل التفسيرات الأيديولوجية.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> ويومها انتهى الغداء بغير أن يبدو أن الرجل اقتنع.. ولا أنا أيضا قبلت بمنطقه، وفيما بعد أصبح الزميل عبد القادر شهيب رئيسا لتحرير مجلة «المصور» ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال.. بغير أن يعرف بتلك الواقعة لسنوات وسنوات، لكننى بالطبع كنت سأحكيها له لو تقدمت أمريكا بشكوى ضده إلى مجلس الأمن الدولى.</span></span> <span style="font-weight: bold;font-size:130%;" ><span></span></span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-36250175820025563202009-05-30T07:34:00.000-07:002009-05-30T07:48:17.558-07:00وداعاً قناة الجزيرة<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SiFFeRyWdII/AAAAAAAABLY/3fNJMQTXbHU/s1600-h/%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D9%89+%D9%81%D9%88%D8%AF%D8%A9.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 320px; height: 168px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SiFFeRyWdII/AAAAAAAABLY/3fNJMQTXbHU/s320/%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D9%89+%D9%81%D9%88%D8%AF%D8%A9.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5341627019511100546" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" style="text-align: justify; font-weight: bold;"><span style="font-size:130%;">يسرى فودة<br />شيئان فى الدنيا لا حيلة لنا فيهما ولا اختيار: آباؤنا والأرض التى ولدنا عليها. نختار دونهما ما شئنا أن نختار، ونعتز باختياراتنا التى تصنع شخصياتنا وتميزنا عن الآخرين ثم نمشى فى مناكب الأرض شرقاً وغرباً. ومهما طال مشينا، رغم ذلك، يبقى أعز ما لدينا هو ذلك الذى لم تكن لنا فيه حيلة ولا كان لنا فيه اختيار. أمام هذا لا بد أن يتوقف الإنسان متأملاً، يلقى نظرةً إلى الوراء، ولو مرة، لعله يدرك أين يقف وإلى أين يريد أن يتوجه من هنا. فاللهم احفظ أمى وارحم أبى وطهّر أرضى، اللهم ألهمنا من بعد ذلك نفاذ البصيرة.<br /><br />فكرت كثيراً قبل كتابة هذه السطور، فكرت كثيراً، لسنوات. وفى كل مرة كنت أوشك على اتخاذ هذا القرار كان ثمة سبب يدفعنى إلى التراجع، له علاقة برؤيتى أحياناً، وأحياناً أخرى فوق طاقتى.<br /><br />اليوم، بعد عامين من التأمل بعيداً عن زحام العمل وعن لفحات المغامرة وعن إغراءات الشاشة، أصل إلى نقطة من الصفاء الذهنى والتكامل النفسى والراحة الجسدية تسمح لى باتخاذ القرار الصعب: أن أعلن من هذا المنبر انتهاء علاقتى بقناة الجزيرة متمنياً لأصدقائى وزملائى بها، هؤلاء فقط الصادقون المهنيون الذين يحترمون أنفسهم فيحترمهم الآخرون، كل تقدم وكل إبداع ما وسعتهم الظروف.<br /><br />لكنّ من أريد أن تطول التفاتتى نحوه فى هذه اللحظة هو الإنسان العربى أينما وُجد وقد كان، ولا يزال، مرجعى أولاً وأخيراً (بعد ضميرى الإنسانى والمهنى) فيما كنت أختار من تحقيقات وفيما كنت أطمح إلى الإسهام به نحو واقع عربى أفضل. من هذا الشيخ الجليل الذى أقبل علىّ فى صحراء الجوف كى يعانقنى وهو الذى لم تتح له فرصة لتعلم القراءة والكتابة، إلى ذلك الأستاذ العربى فى جامعة هارفارد الذى أمدنى باكتشافاته حتى قبل أن تُنشر، وبينهما كل آبائى وأمهاتى وإخوتى وزملائى وأصدقائى وأبناؤنا جميعاً الذين باهتمامهم ألهمونى وبحبهم ساعدونى على الإسهام بما قدّرنى الله على الإسهام به، والذين من أجلهم هان طريق الأذى أمام لذة الاكتشاف وقيمة الحقيقة. إلى هؤلاء أتحدث اليوم.<br /><br />وفى بداية حديثى لابد أن أطمئن هؤلاء الذين أسعدونى بمتابعة عملى الصحفى، على قناة الجزيرة وعلى غيرها، إن هذا ليس خطاباً للتنحى عن مهنة الصحافة؛ فمن ولد صحفياً يموت صحفياً، ولا هو ردة فعل فى لحظة انفعال؛ فلقد استغرقنى الأمر سنوات. ولحسن الحظ فقد ولدت فى جيل أتيح له من نوافذ الإعلام ما لم يُتح لسابقيه. وإننى لأشعر بسعادة غامرة على المستويين الاجتماعى والمهنى لعودتى إلى بلدى، مصر، ولتمكنى من المساهمة فى بناء جريدة اليوم السابع التى أراها تكبر يوماً بعد يوم وأنا أطل منها على القارئ العربى، ولأن إطلالتى التليفزيونية القادمة على المواطن العربى ستكون أيضاً من مصر.<br /><br />سيتساءل البعض: لماذا هذا القرار؟ ثم ربما يتساءلون: لماذا هذا القرار «الآن»؟ وحقيقة الأمر أننى عبرت علناً مرات عديدة عن تحفظى على أمور بعينها على الشاشة ووراء الشاشة، لبعضها علاقة بالإدارة ولبعضها علاقة بالمهنة ولبعضها الآخر علاقة بالسياسة، وأننى قدمت استقالتى مكتوبة موقّعة إلى رئيس مجلس الإدارة، الشيخ حمد بن ثامر آل ثانى، مرتين: مرة عام 2003 ومرة ثانية قبل عامين. وأن استقالتى رُفضت فى المرة الأولى بتدخل مباشر من أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، وتحولت فى المرة الثانية إلى اتفاق بينى وبين رئيس مجلس الإدارة على ما يشبه «استراحة محارب» باقتراح منه مشفوع بالتماس ألا أنضم إلى قناة أخرى يقابله طلب منى بأن يتقبل قرارى أيما كان بصدر رحب لدى نهاية الاستراحة. واتفقنا على ذلك.<br /><br />ورغم أننى أحاول دائماً فى عملى أن أرى الأمور من منظور المشاهد فقد أتاحت لى هذه الاستراحة أن أتابع قناة الجزيرة لأول مرة بعين المشاهد متخلصاً من صخب العمل وغمامة الاستغراق. كما أتاحت لى فرصة عريضة كنت أتوق لها من زمن بعيد لاتخاذ مقعد خلفى يتيح لى منظوراً أعرض للتأمل فى لحظة ماضية ومعايشة لحظة حاضرة واستشراف أخرى آتية.<br /><br />ألقى بى التأمل إلى بداية عام 1994. كنت وقتها أدرس الدكتوراه فى جامعة جلاسكو فى اسكتلندا كى أعود بعدها لاستئناف عملى الأكاديمى فى جامعة القاهرة. وفى تلك الأثناء أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية عن عزمها إطلاق أول قناة تليفزيونية باللغة العربية متخصصة فى الأخبار وبرامج الأحداث الجارية. وبعد تفكير شاركت مع الصف الأول فى تأسيس القناة وشرفت باختيارى أول مراسل عربى متجول.<br /><br />كانت تلك لحظة فارقة على طريق صحافة تليفزيونية عربية، حتى أنه بوصولى أول مرة إلى منطقة الحرب فى سراييفو فتح زملاؤنا الإنجليز فى غرفة الأخبار فى لندن زجاجات الشمبانيا احتفالاً بالحدث.<br /><br />لكن هذا التليفزيون لم ينطلق إلا حين دخلت بى بى سى (بعقليتها الإنجليزية) فى شراكة مع شبكة أوربيت (بعقليتها السعودية) ما زرع بالضرورة ناراً تحت الرماد انتشر دخانها فى غرفة الأخبار أكثر من مرة حتى بات العاملون بها على فوهة بركان؛ فكان هذا خطأً قاتلاً ظلم الشريكين معاً، وإن كان ظلم العاملين تحت إمرة البريطانيين برواتب سعودية ظلماً أفدح. لقد كان هذا، فى الواقع، زواجاً قام باطلاً وانهار باطلاً بعد ذلك بنحو عامين.<br /><br />غير أنه، وقد انهار، ترك بين يدى المراقب مثالاً فريداً من نوعه؛ فلأول مرة فى التاريخ، على حد علمى، تقوم شركة لا يريد أحد الشريكين لبضاعتها أن تنتشر، ولأول مرة يكون تأثير قناة تليفزيونية فى العاملين بها أعمق بكثير من تأثيرها فى تلك القلة من رواد فنادق النجوم الخمسة التى أتيح لها أن تشاهدها.<br /><br />لم يصدق هؤلاء الصحفيون، وبعضهم من الطراز الأول، أنهم سقطوا فجأة، ولو ليوم أو بعض يوم، فى سوق البطالة بعد أن تسرب من بين أصابعهم أمام أعينهم حلم عزيز. وسرعان ما تلقفت الدوحة كثيراً منهم وهى تعلم أنهم، بغض النظر عن الاختلافات الشخصية والمهنية والسياسية، تخرجوا فى أكثر المدارس الإعلامية فى العالم ثقلاً واحتراماً.<br /><br />شكل هؤلاء، مع نخبة أخرى من الصحفيين العرب، نواة «قناة الجزيرة الفضائية» التى انطلقت فى الأول من نوفمبر 1996. هذه المرة من عاصمة عربية. هذه المرة بلا خطوط حمراء، أو هكذا كان يبدو. هذه المرة بلا شراكة. هذه المرة يريد البائع لسلعته أن تنتشر. فجأة يدرك المشاهد العربى أنه كان يفتقد شيئاً ولم يكن يدرى.<br /><br />بقيت أنا فى لندن أؤسس مكتباً لها فى العاصمة البريطانية بينما انتقل كثير من زملائى إلى الدوحة، لكننا جميعاً وجدنا لأول وهلة فى قناة الجزيرة نظاماً فريداً من نوعه لا يوجد مثيل له واقعياً فى مؤسسة إعلامية أخرى، ولا يوجد مثيل له نظرياً فى كتب الأنظمة الإذاعية والتليفزيونية. يجمع هذا النظام بين مجموعة من القيم والمصادر المتنوعة، المتناقضة أحياناً، تتراوح بين القَبَلى والحضرى، بين العربى والغربى، بين اليمينى واليسارى، بين الديمقراطى والديكتاتورى، وبين الدينى والعلمانى.<br /><br />وتبين هذه المتناقضات من اللحظة الأولى لتوقيع عقد إنشاء الجزيرة بمنحة أميرية على هيئة «مؤسسة عامة للقنوات الفضائية» تحصل على تمويلها من «مجموعة من المستثمرين» للسنوات الخمس الأولى على أن يتم «طرح أسهمها فى الأسواق» بعد ذلك لمن يريد أن يشترى. ولم يكن لذلك أن يحدث، كما أثبتت الأيام، ففى غضون عام واحد صارت الجزيرة بأيدٍ مهنية غير قطرية أكبر من قطر ومن أمير قطر، وحين يحدث هذا لا بد من لحظة أخرى للتأمل.</span> </div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-35817433570675221882009-05-15T08:58:00.000-07:002009-05-15T09:09:17.083-07:00صحفيون بكبرياء وحكومة بأنغام الموسيقى<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/Sg2TlXDZC6I/AAAAAAAABLQ/V_tKLSIPnVM/s1600-h/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%2B%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 320px; height: 168px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/Sg2TlXDZC6I/AAAAAAAABLQ/V_tKLSIPnVM/s320/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%2B%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5336083403556588450" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><span style="font-size:130%;">محمود عوض<br />لو لم أكن طرفا فى تلك المناقشة «العبثية» مع مدير مكتب رئيس الوزراء لما صدقت أن مشاعر البيروقراطية الحكومية نحو الصحافة والصحفيين مشوهة بهذا القدر، هو لا يشترط لحضور رئيس الوزراء كشفا بثلاثمائة صحفى فقط، وبأسمائهم الثلاثية وعناوينهم، وبأسبوعين على الأقل قبل أن نحدد موعد الاحتفال، يريد أيضا حجز خمس موائد فى الاحتفال (يعنى خمسين مقعدا) تحت عنوان «تأمين» رئيس الوزراء، تأمينه ممن؟ من صحفيين يحتفلون لأول مرة بمسابقة مهنية تحفز الصحافة المصرية نحو الأفضل؟ وعلى حسابهم؟<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">وقلت</span> لمدير مكتب رئيس الوزراء: موعد الاحتفال قررناه فعلا ليكون فى الرابع من يوليو (1985)، ومن قبيل حسن الاستضافة وليس «التأمين» سنخصص لمرافقى رئيس الوزراء مائدة واحدة بعشرة مقاعد، وحضور رئيس الوزراء سيضيف إليه قبل أن يضيف إلى الصحفيين، وليس عندى كشوف بأى أسماء ثلاثية أو غير ثلاثية، وأمامنا يومان فقط قبل أن نطبع الدعوات، فإذا لم تتصل بى قبلها سأعلن فى الاحتفال أننا دعونا رئيس الوزراء وهو لم يستجب.<br /><br />فى عودتى إلى البيت شعرت بالحيرة، هل كان خطأ من الأصل التفكير فى دعوة الحكومة؟ وأن نتوسع فى الاحتفال على هذا النحو؟ مالها حفلة شاى بسيطة لتسليم الجوائز وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ ومن يريد الحكومة، عليه أن يذهب إليها لأنها لن تذهب إليه، إذن.. بلاها الحكومة.<br /><br />فى المساء كان يزورنى الصديق الرسام مصطفى حسين ليسلمنى تصميمه لشهادة التقدير التى سيتسلمها الفائزون، حاملة شعار الكاتب المصرى، الرسم بديع والألوان رائقة بما عهدته دائما من مصطفى حسين، وبينما نتبادل الحديث دق جرس التليفون بجوارى لأجد المتحدث من الطرف الآخر مدير مكتب رئيس الوزراء، فى هذه المرة تختلف اللهجة بالكامل عن لهجة الصباح: يا أستاذ محمود.. السيد رئيس الوزراء يخطرك بترحيبه بالدعوة وسيحضر فى الموعد المحدد، فقط أريد أن أعرف منك كم من الوقت سيبقى رئيس الوزراء فى الاحتفال حتى ننسق جدول مواعيده، هل تكفيكم ساعة زمن؟<br />نعم، تكفينا.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">حكيت</span> لمصطفى حسين خلفيات المكالمة فاستغرب هو الآخر قائلا بسخرية: يبدو أن ملف الصحافة والصحفيين عند الحكومة مهبب، ولا تستبعد أن يكون بعض الصحفيين أنفسهم سببا فى هذا الهباب.<br /><br />هذا ذكرنى بحكاية كان قد رواها لى أحمد بهاء الدين فى سياق آخر، فذات يوم جمعت إحدى المناسبات بين ممدوح سالم رئيس الوزراء فى حينها وأحمد بهاء الدين صاحب الرصيد الكبير فى المهنة وفوق ذلك نقيب سابق للصحفيين ورئيس تحرير سابق لجريدة «الأهرام»، وباعتبار أن ممدوح سالم ضابط شرطة أساسا ووزير سابق للداخلية قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، فقد قال له بهاء مداعبا ومتسائلا: لماذا تعتمد وزارة الداخلية فى معلوماتها عن الصحافة والمجتمع الصحفى على صحفيين درجة عاشرة.. وغالبا متخلفين مهنيا؟<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">يومها</span> رد عليه ممدوح سالم بكلمات تبدو مفحمة: إيدى على إيدك.. هات لى واحد ابن ناس وتخرج بتفوق فى جامعته واشتغل بالصحافة معتمدا على كفاءته.. وقل لى بذمتك.. هل يقبل هذا الموهوب أن يصبح «ناضورجى» لحساب الأمن داخل المهنة الصحفية؟!<br /><br />بالعودة إلى المهنة كان إعلان نتائج المسابقة مدويا لأنه أكد عمليا للمجتمع الصحفى كله استقلالية المسابقة ونزاهتها ومسئولية أعضاء لجان التقييم عن كل خطوة فيها، لكن الفائزين اشتكوا من نقيصة غير متوقعة، فإذا كان عدد الفائزين 25 صحفيا وصحفية من صحف عديدة قومية وحزبية، إلا أن كل جريدة اكتفت بنشر أسماء وصور الفائزين منها فقط دون الآخرين، ووجدت أن هذا يتنافى مع روح المسابقة ذاتها، لأننى أؤمن بأن هذه مهنة صحفية وليست قبائل صحفية.<br /><br />واتصلت بعدد من رؤساء التحرير أرجوهم نشر أسماء وصور الفائزين جميعا بمن فيهم المنتمون إلى صحف أخرى، وفعلا استجاب بعضهم وأعاد نشر أسماء وصور جميع الفائزين.. ربما لأن صحفا عربية عديدة نشرت نتائج «جوائز الصحافة المصرية» بالكامل بعد أن نقلتها إليهم وكالات الأنباء.<br /><br />لكن الأهم من فرحة الفائزين كان رد الفعل فى المجتمع الصحفى ذاته، كثيرون ركزوا على نزاهتها واستقلاليتها لكننى سأكتفى هنا ببعض ما كتبه حافظ محمود نقيب الصحفيين سابقا لعدة مرات فى مقال بجريدة «الجمهورية» بعنوان «قصة الجوائز الصحفية»، زمان.. قبل الثورة.. قدم إدجار جلاد (باشا) صاحب جريدتى «الزمان» و«جورنال ديجيبت» جائزة من عنده أسماها «جائزة مولانا جلالة الملك فاروق الأول» تمنح لصحفى واحد من المتقدمين.<br /><br />لكن السياق فى ذلك الوقت كان مختلفا بالكامل، وهذا ما شرحه حافظ محمود فى مقاله المطول مستهلا له بقوله: تحتفل نقابة الصحفيين يوم الخميس المقبل بتوزيع الجوائز المالية على الفائزين من شباب الصحافة فى المسابقة التى أخذت فيها لجنة الحريات فى النقابة بزمام المبادرة.. وهى مناسبة تستحق الاحتفال فعلا لأنها مسألة لا تتصل بنهضة أسرتنا الصحفية فقط، بل لسبب اجتماعى أقوى من هذا بكثير جدا وإن لم يلتفت إليه أحد من قبل.<br /><br />«فأنت إذا قلبت النظر بين كل الفئات المهنية وغير المهنية لا تكاد تجد فئة لم تطرق فكرة الجوائز بابها فى هذا العصر.. إلا فئة الصحفيين الذين يروجون لجوائز كل الفئات الأخرى، لهذا فإننى كأب لجيل الصحفيين الجدد أرى من واجبى أن أقدم التهنئة للجنة الحريات بنقابة الصحفيين التى قامت بتنفيذ هذا المشروع، وأنوه بكل الكبرياء بأن هذه اللجنة لم تعتمد فى تمويل هذا المشروع إلا على الصحفيين أنفسهم».<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">والسطر</span> الأخير تحديدا من كلمات حافظ محمود كان هو الذى ركزت عليه وكالات الأنباء والصحف العربية التى أبرزت نتائج المسابقة وفكرتها.. مكررة فى كل مرة أن هذه المسابقة الإيجابية غير المسبوقة لا تعنى الصحافة المصرية فقط وإنما أيضا الصحافة العربية بمجموعها.<br /><br />واتصل بى عديدون يرجون دعوتهم لحضور الاحتفال وفى المقدمة منهم الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب فى حينها، مداعبا لى بقوله إنه يستحق تلك الدعوة بصفته كان أحد أساتذتى بالجامعة. أنت تشرفنا يا دكتور رفعت وأرجوك تعتبر من الآن أن الدعوة وصلتك ونحن فى انتظارك.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">وشىء</span> آخر: اتصل بى الصديق محمد عبد الحميد رضوان، وزير الثقافة فى حينها، ليداعبنى متسائلا: هل صحيح الجوائز الجديدة يمولها الصحفيون أنفسهم؟ نعم.. صحيح، والله حاجة مشرفة يا ريتنى صحفى علشان أساهم فيها.<br />قلت له وقد طرأت على بالى فكرة: من غير ما تكون صحفى.. تستطيع المساهمة بشىء آخر.. فبصفتك وزير الثقافة ابعث لنا بفرقة الموسيقى العربية لتعزف بعض الموشحات، ولو لساعة زمن، فتضيف إلى الاحتفال لمسة فنية، تمام، لك منى ذلك.<br /><br />وشىء ثالث أيضا، فقد اتصل بى وزير الإعلام الأردنى محمد الخطيب وقتها، لكن من غير معرفة سابقة، هو يرجو دعوته لحضور الاحتفال ولو بصفته صحفيا سابقا، لكن أيضا باعتباره وزيرا للإعلام فهو يرجونى تعريفه بفكرة المسابقة وقواعدها لأنه يطمح فى الدعوة لإقامة مسابقة مماثلة فى الصحافة الأردنية، وفى كلمتى فى الاحتفال نوهت بحضوره معنا وتفاعله الكبير مع تلك المسابقة الأولى، وتاليا نشرت له عدة صحف تصريحات قال فيها: «لقد طلبت من مقرر جوائز الصحافة المصرية حضور ذلك الاحتفال لأننى حسدت الصحافة المصرية على هذا العيد، إن مصر رائدة دائما وسوف نسعى لإقامة عيد مماثل للصحافة الأردنية».<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">لكن</span> الوصول إلى ليلة الاحتفال لم يكن هو الآخر سهلا، وقد ازدادت الصعوبة على ضوء جلستى الأولى مع مدير مكتب رئيس الوزراء قبل أن تتغير لهجته تماما فى مساء نفس اليوم، وهكذا اجتمعت مع زملائى فى «لجنة الحريات»، شرحت لهم توجسات الحكومة، وأنه لذلك فعليهم أنفسهم ضمان حسن تنظيم الاحتفال، هكذا تطوع لتلك المهمة زملاء عديدون فى مقدمتهم (الراحل) مجدى مهنا وعاصم القرش ومحمد حسن البنا ونصر القفاص ونوال مصطفى وخالد جبر وآخرون، أصبح عليهم استقبال الضيوف وإرشادهم إلى مقاعدهم مع أن بعضهم تقدم بأعمال صحفية إلى المسابقة ولم يقدر لهم الفوز، وقلت لهم: إن ما يعنينى بالدرجة الأولى، وقبل الاحتفال بالفائزين، هو الاحتفاء بالمساهمين من كبار الكتاب والصحفيين.. فإذا كانت قد فرقت بينهم السياسة.. فإننى أريد فى تلك الليلة أن تجمع بينهم المهنة.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">فى</span> النهاية أصبح برنامج الاحتفال من شقين، هناك ثلاث كلمات من أحمد بهاء الدين رئيس اللجنة العامة وإبراهيم نافع نقيب الصحفيين وأنا كمقرر للمشروع، وفى مداولاتنا اتفقنا على ألا تتجاوز كل كلمة خمس دقائق، بعدها كلمة رئيس الوزراء، ثم إعلان أسماء الفائزين ليسلم كل منهم الشهادة التقديرية وشيكا بقيمة الجائزة موقعا من أحمد بهاء الدين ومنى، حيث الجائزة الأولى فى كل فرع 1500 جنيه ثم ثانية وثالثة ليصل المجموع إلى 18 ألف جنيه.<br />أما الجزء الثانى من الاحتفال فكان تناول العشاء ثم الاستماع إلى موشحات غنائية أعيد توزيعها وتقوم بعزفها وغنائها فرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو يسرى قطر.<br /><br />جاء رئيس الحكومة إذن وفى معيته نصف دستة من الوزراء، وجاء كبار الكتاب جميعا، ورئيس مجلس الشعب ووزير الإعلام الأردنى وسفراء عرب وأجانب ومراسلو صحف عربية وممثلو خمس وكالات أنباء أجنبية. كلهم جاؤوا يشهدون ما أسماه عبد السلام داود فى عاموده بجريدة الأخبار بـ«عيد الصحافة المصرية».. أو بتعبير جريدة «الأنباء» الكويتية بعد يومين: «لأول مرة فى العالم العربى: الصحفيون المصريون يقررون جوائزهم ويستضيفون الحكومة».<br /><br />فى تلك الليلة كانت الصحافة هى البطل، وكان رئيس الحكومة ودودا للغاية فى كلمته، خصوصا أن بعض الأعمال الفائزة تنتقد أداء حكومته. لكن هذا لم يمنعنى من أن أتوجه إليه فى إحدى النقاط لأقول له إن الساعة بلغت التاسعة والنصف، وبذلك تنتهى عهدتى.<br />سألنى مستغربا: أى عهدة؟<br />قلت له: مكتبك اشترط علىّ مسبقا ألا تتجاوز فترة حضورك معنا ساعة زمن.. الآن مضت الساعة.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">رد</span> كمال حسن علىّ بابتسامة عريضة: لماذا تريد أن تحرمنى من متابعة هذا الاحتفال المتحضر.. أنا سأنصرف فقط قبيل موعد العشاء.. ولولا ارتباط سابق لكنت بقيت معكم الاحتفال كله.<br /><br />بعدها بيومين تلقيت اتصالا من مكتب كمال حسن على: رئيس الوزراء يريد استقبالك فى مكتبه ظهر الأربعاء.. هل يناسبك الموعد؟<br />ماذا جرى؟ اللهجة غير اللهجة ورئيس الحكومة هو الذى يطلب والمتحدث يريد منى تأكيدا بالحضور.. و.. و..<br />فى مكتب رئيس الوزراء وجدت فى انتظارى ومنه هو شخصيا مفاجأة من العيار الثقيل.</span> </div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-88496101528977654702009-05-09T15:18:00.000-07:002009-05-09T15:24:23.074-07:00حتى بفلوسنا للحكومة شروط<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SgYCCXPhfVI/AAAAAAAABLI/YMnxsq0Nozc/s1600-h/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%2B%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 320px; height: 168px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SgYCCXPhfVI/AAAAAAAABLI/YMnxsq0Nozc/s320/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%2B%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5333953048289049938" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" style="text-align: justify; font-weight: bold;"><span style="font-size:130%;">محمود عوض<br />لم تكن «جوائز الصحافة المصرية».. باعتبارها أول مسابقة مهنية يقوم بتمويلها وتنظيمها الصحفيون أنفسهم.. صادرة من فراغ. فى الواقع سبقتها سلسلة ندوات مفتوحة اقترحتها، لبحث «حرية الصحافة فى مصر». وتعبير «ندوات مفتوحة» هنا، لم يكن فى حينها سهلا بالمرة. فحينما عرضت الفكرة لأول مرة، وجدت زملاء فى مجلس نقابة الصحفيين يصرون من البداية على أن تكون الندوات مغلقة، يحضرها صحفيون محدودو العدد والأسماء مسبقا.<br /><br />وحينما رأونى مصرا على الندوات المفتوحة أجابونى بقولهم: نحن نشفق عليك.. فالسائد فى النقابة فى حينها غالبا، هو أنه لا يجتمع عشرة صحفيين، إلا ويظهر على الفور صحفى آخر ممن أسميهم «جرحى المهنة» يقوم بحسن أو سوء نية بإفساد الاجتماع.<br /><br />وحينما فاتحت مصطفى أمين ليكون ضيف الندوة الأولى، فاجأنى هو أيضا بتردده فى القبول، وإن كان لسبب مختلف تماما. قال لى مصطفى أمين: وهل ترضى لى بأن يصرخ فى وجهى من يسلطه الشيوعيون، ليقوم بالشوشرة على انتقاداتى المعروفة لأوضاع الصحافة السائدة فى مصر الآن؟<br /><br />وقلت له: إنك ستكون ضيفى أولا قبل نقابة الصحفيين. وأيا كانت الآراء التى ستقولها، أو المناقشات التى ستجرى، فإننى أضمن لك مستواها المهنى وموضوعيتها الكاملة.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText"> وبالطبع</span> لم يكن لدى ذلك النوع من السلطة الذى يتيح مثل ذلك الضمان المفتوح. سلطتى مستمدة فقط من حماس وإيمان الصحفيين أنفسهم، بضرورة الارتفاع بمستوى مهنتهم، ورغبتهم فى المناقشة المفتوحة مع أساتذة لهم فى المهنة، لم يعودوا يلتقون بهم إلا على صفحات الصحف.<br /><br />فى الندوة الأولى كان المتحدث هو مصطفى أمين. وفى الثانية أحمد بهاء الدين. وفى الثالثة صلاح حافظ، وصلاح منتصر. وفى الرابعة رؤساء تحرير الصحف الحزبية فى حينها. وفى كل الحالات كان ما أسعى إليه، هو طرح قضية حرية الصحافة من وجهة نظر من هم على يمين الأمر الواقع، ومن هم على يساره. وكما نشرت صحف مصرية وعربية عديدة وقتها، فإن متوسط الحضور من الصحفيين تراوح بين ألف و1200 صحفى، وهو تطور غير مسبوق فى تاريخ نقابة الصحفيين المصريين. وفى كل مرة كان يجرى طرح القضايا والآراء والانتقادات والمناقشات بكل حرية وموضوعية.. وفى الهواء الطلق. والأكثر أهمية أن الإقبال فى الحضور والمشاركة، كان من الصحفيين المهنيين الذين اعتادوا سابقا العزوف عن كل ما فيه نقابة.<br /><br />من تلك التجربة اخترت عددا من الزملاء، أعتمد عليهم فى تحويل مشروع «جوائز الصحافة المصرية» إلى واقع جديد وغير مسبوق فى الخريطة الصحفية المصرية. وقد أشرت سابقا إلى شعور أحمد بهاء الدين بالمفاجأة، وهو يقرأ فى بيتى مساهمات مكتوبة من كبار وشباب الصحفيين، بلغت 18 ألف جنيه.<br /><br />ولتوضيح أهمية هذا الرقم، أتذكر أن الميزانية السنوية لنقابة الصحفيين كانت تعانى من عجز مزمن، رغم المعونة السنوية التى تساهم بها الحكومة. وفى أول ميزانية قرأتها بعد عضويتى لمجلس النقابة، كان العجز يتجاوز 59 ألف جنيه.<br /><br />واكتشفت أن هناك شكوى متكررة سنويا من مكرم جاد الكريم الزميل المصور بجريدة «الأخبار»، وهو الذى انفرد (مع رشاد القوصى) بأبرز صور اغتيال أنور السادات فى أكتوبر 1981، وتناقلتها عنه فى حينها وكالات الأنباء الأجنبية. لكن هذا المصور المتميز، كان يهمه أساسا أن يتم تكريمه داخل مهنته الصحفية هنا فى مصر، وقد تلقى وعدا مكتوبا من نقيب الصحفيين وقتها، ومن مجلس النقابة بجائزة مالية قدرها ألف جنيه.<br /><br />مع ذلك لم يتم تنفيذ ذلك الوعد، لأن النقابة سنة بعد سنة بعد سنة، لم يكن لديها تلك الألف جنيه لتكافئ بها مصورا موهوبا.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">والآن</span> ها هى جوائز حقيقية تقام لأول مرة، ويقوم بتمويلها الصحفيون أنفسهم وقيمتها 18 ألف جنيه، اعتبر أحمد بهاء الدين أنها «أكثر الفلوس حلالا فى بر مصر». كانت الفلوس خطوة أولى لكن الخطوات التالية لم تكن أقل صعوبة. هناك أولا تحديد فروع المسابقة: التحقيق الصحفى.. المقال التحليلى.. الصورة.. الكاريكاتير.. التغطية الرياضية... إلخ. وهناك لجنة تحكيم لكل فرع، حرصناعلى أن يرأسها فى كل حالة زميل مخضرم مشهود له بالنزاهة والموضوعية. زملاء بمستوى: سلامة أحمد سلامة، وحلمى التونى، ومصطفى حسين، وعبد السلام داود، وصلاح الدين حافظ، ومصطفى نبيل، ومحمد العزبى، وصلاح هلال، وممدوح طه، ومحمد يوسف، وناصف سليم و.. و..<br /><br />وأخيرا هناك اللجنة العامة للجوائز، وتضم أحمد بهاء الدين، وصلاح وحافظ، ومصطفى بهجت بدوى، وإبراهيم نافع كنقيب للصحفيين فى سنته الأولى، ومحمود عوض كمقرر للجنة وصاحب فكرة الجوائز. كل هؤلاء ومن زاد عليهم مساهما فيما بعد، قدموا من وقتهم وجهدهم الكثير كمتطوعين لوجه الله والمهنة الصحفية. وبعد أن حددنا قواعد التقدم للجوائز، تقدم للمسابقة الأولى 226 صحفية وصحفيا. والرقم قد يبدو قليلا، لكن أهميته تصبح أكبر حينما نعرف أن مجموع الأعمال التى تقدم بها هؤلاء بلغ 351 عملا، جرى نشرها بالصحافة المصرية بامتداد سنة.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">كانت</span> اللجنة العامة تجتمع فى بيتى مرة بعد مرة، لمراجعة ترشيحات اللجان النوعية للأعمال الفائزة. وبالطبع لهذه اللجنة وبالإجماع أن تقر الترشيحات، أو تعدل فيها، أو تعيد هى نفسها قراءة الأعمال المقدمة من جديد. وكان على اللجنة عبء آخر هو التنسيق بين ترشيحات اللجان النوعية. فما جرى، ولم نتنبأ به، هو أن صحفيين عديدين تقدموا بأعمال عديدة لعدة فروع صحفية. وهنا تصبح المسألة هى: أى الفروع الصحفية تصبح أكثر مناسبة للصحفى المرشح للفوز. مسألة أخرى لم نتنبأ بها.<br /><br />ففى المسابقة الأولى (عن عام 1984) تقدم الدكتور عبد المنعم سعيد، والسيد زهرة من مركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة «الأهرام» بأعمال منشورة لهما. وجزء من نقاش اللجنة العامة أصبح هو: هل ما ينتجه مركز دراسات الأهرام أقرب إلى العمل الأكاديمى، أو هو فى صلب المهنة الصحفية؟<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">اجتماعات </span>اللجنة العامة كانت فى بيتى والمناقشات المستفيضة بيننا، تستمر أحيانا حتى الواحدة صباحا. ويزيد الأمر صعوبة حينما نعرف أن أحمد بهاء الدين مثلا كان يعانى من آلام فى عينيه، وقرر له الأطباء عدسات إضافية كالميكروسكوب، يضعها فوق نظارته الطبية وقت القراءة. وحينما يلح عليه بعضنا أو كلنا بأن يخفف من هذا الجهد المؤلم يصر على الاستمرار قائلا: هذه الجوائز ستصبح مسئوليتنا جميعا. وشهادة التقدير التى سيحصل عليها الصحفى الفائز وعليها توقيعاتنا نحن الخمسة، سيحتفظ بها الفائز طول العمر. فالمسئولية كبيرة رغم أن الصحة بسيطة.<br /><br />وفى تلك النقطة خطر لى أن أطلب من الصديق الرسام مصطفى حسين تصميما لشهادة التقدير يناسب الفكرة. ورحب تماما بالمهمة، مصمما شهادة تحمل رسما للكاتب المصرى المعروف تاريخيا، فأضاف مصطفى حسين جهدا آخر فوق رئاسته للجنة الكاريكاتير ومساهمته المالية فى الجوائز.<br /><br />وكما كتب أحمد بهاء الدين فيما بعد: «شرفتنى لجنة الحريات فى نقابة الصحفيين باختيارى رئيسا للجنة التحكيم فى أول مسابقة، تقيمها النقابة لإعطاء جوائز صحفية... كانت مهمة شاقة وممتعة.<br /><br />فقد قرأنا الكثير من الموضوعات الممتازة. وكانت فرصة لنرى إيجابيات كثيرة للصحافة المصرية ولشبابها، فى وسط إحساسنا وكلامنا الدائم عن عيوبها وسلبياتها. وأستطيع أن أقول باسم اللجنة، إننا تجردنا عن كل الاعتبارات، ما عدا اعتبار التفوق المهنى المحض.<br /><br />ففاز شباب من كل الصحف، ومن كل الأحزاب، ومن كل الاتجاهات... وعدد كبير من الفائزين فوجئوا أكثر من الجميع، ولم يتصوروا أنه يمكن أن يتبرأ الاختيار من اعتبارات حياتنا المعروفة: رأى السلطة، أو المعرفة الشخصية، أو المجاملة، أو الميل الخاص، أو الشهرة والصيت».<br /><br />لكن قبل أن نصل إلى تلك النقطة، كان السؤال فى اللجنة هو :كيف سنعلن الجوائز ونحتفل بها؟<br />قال صلاح حافظ: طالما أننا اتفقنا من البداية على أن الـ18 ألف جنيه تذهب كلها إلى الجوائز.. فلا يبقى سوى أن نقيم حفل شاى بسيطا بمبنى النقابة، ندعوا فيه الفائزين لاستلام جوائزهم.<br /><br />وقلت له مداعبا: يا صلاح كل صحفى فائز يهمه إعلان فوزه أمام أكبر عدد من الناس وليس مجرد مهنته.. ولولا قصور إمكانياتنا لكنت فكرت فى حفل عشاء كبير وتليفزيون يصور.. و..<br />قاطعنى مصطفى بهجت بدوى: لن يجىء التليفزيون إلا إذا جاءت الحكومة.<br /><br />تدخل النقيب إبراهيم نافع: إذن نعزم الحكومة ونعمل العشاء، ويكون فى فندق خمس نجوم، لكى يليق بهذه المسابقة الأولى من نوعها فى العالم العربى كله. وسكت قليلا قبل أن يضيف: وبصفتى رئيسا للأهرام، سأرفع عنكم هذا الهم، وستتحمل الأهرام تكاليف الاحتفال..<br />بعد تلك البشرى من إبراهيم نافع فى سنته الأولى كنقيب للصحفيين بقى السؤال: من يدعو؟ ومن يدعى؟<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">فى</span> أوراق ذلك الاجتماع تحديدا، وقعنا على بندين: دعوة رئيس الوزراء كمال حسن على وقتها، يقوم بها إبراهيم نافع.. ودعوة كبار الكتاب، يقوم بها محمود عوض.<br /><br />بعدها بيومين اتصل بى إبراهيم نافع ليخبرنى بكلمات غاضبة، بأنه أنهى لتوه مكالمة تليفونية مع مدير مكتب رئيس الوزراء بعد مناقشة حادة وهذا هو رقم تليفونه.. تفضل أنت وتصرف.<br /><br />لم أعرف كيف أتصرف، فلم أكن أعرف رئيس الوزراء ولا مدير مكتبه. لكننى بعد أن فكرت فى المشوار الطويل الذى قطعته الجوائز، وكل ذلك الجهد، اتصلت بمدير مكتب رئيس الوزراء.<br />فى جلستنا بمكتبه وجدته يسترسل فى حكاية ورواية مكالمته الغاضبة مع نقيب الصحفيين. وقلت له: دعنا نبدأ من جلستنا هذه. نحن نريد دعوة رئيس الوزراء لحضور احتفالنا بجوائز، نحن الذين ساهمنا بها بغير حكومة ولا نقابة ولا مؤسسات. ما طلباتك؟<br />قال بكلمات حادة: كم عدد الصحفيين المدعوين؟<br />قلت له: المساهمون والفائزون والآخرون.. بالإجمال نحو ثلاثمائة صحفى.<br />قال مدير مكتب رئيس الوزراء: أولا.. أريد كشفا مكتوبا بأسمائهم جميعا وبالاسم الثلاثى لكل منهم وعنوان إقامته.<br /><br />انعقد لسانى من الدهشة والاستغراب والمفاجأة: الاسم الثلاثى؟ لماذا؟ أنا لا أعرف حتى الاسم الثلاثى لجارى فى المسكن من عشرين سنة.. ما هى فكرتكم بالضبط عن الصحفيين؟ هل هم من غرائب الطبيعة والمخلوقات؟<br />رد الرجل بكل اطمئنان: انت بتقول فيها؟<br />الآن جاء دورى فى الغضب، فقلت له: هذه أول مرة نعزم فيها الحكومة، وعلى حسابنا، وكمان تفاجئنا بمثل هذا الطلب الغريب؟<br />رد جازما: هذا شرط أولى.. إنما هناك أيضا شروط أخرى.</span> </div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-74189994726940652182009-05-04T02:34:00.000-07:002009-05-04T02:47:24.809-07:00من حـال الصحافـة والصحفيين<div dir="rtl" style="text-align: justify; font-family: arial; font-weight: bold;"><img src="file:///G:/%D8%B5%D9%88%D8%B1/%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF+%D8%B9%D9%88%D8%B6.jpg" alt="" /><span style="font-size:130%;">محمود عوض<br />هى فكرة. فى واقع الصحافة المصرية كان القلق مما يجرى متزايدا. هناك تآكل فى المدارس الصحفية. ولم يعد الصحفى الأجود مهنيا فى المقدمة. وفى أحيان عديدة أصبح انشغال الصحف ببعضها البعض أكثر من انشغالها بقضايا الناس. ومع ضغوط الحياة أصبح صحفيون واعدون يهاجرون مؤقتا إلى الصحافة العربية فى الخليج وغير الخليج. ومن يعد منهم بعد سنوات، يكتشف أنه ربما كسب مالا لكنه خسر عمرا، ومهنة، ومستقبلا. واستجد فى الداخل إغراء الخلط بين الصحافة والإعلان، وهو ما يعتبره الضمير الصحفى فى طليعة المحرمات الكبرى التى يعنى انتهاكها نسف مصداقية الصحافة والصحفيين معا.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">هل</span> يمكن فى هذا المناخ السائد أن تسترد الصحافة المصرية معايير مهنية فى الأداء، تصبح نموذجا يحتذيه الآخرون؟ هل يمكن إتاحة شعاع من الضوء يهدى الصحفيين نحو مستقبل أفضل؟ هل يمكن أن نستلهم عناصر القوة القليلة الباقية فى صحافتنا، وهى التى نشهد تراجعها، فى مواجهة ضغوط ومصالح ضارية متصاعدة؟ وهل يتحقق هذا الأمل إلا بالعودة إلى استنهاض أهم تلك العناصر فى المهنة الصحفية، وهم الصحفيون أنفسهم؟ أتحدث هنا عن تجربة ذاتية فى أحد جوانبها.. لكنها موضوعية فى نهاية المطاف.<br />هى فكرة.<br /><br />أتحدث عن يوم وجدت نفسى فيه منتخبا من جموع الصحفيين المصريين عضوا فى مجلس نقابتهم، بغير أن أكون قد فكرت سابقا فى مثل هذا التوجه. أتحدث عن سنة 1984، وكنت فى ذروة صراع تصديت فيه لأحد أبرز جوانب الفساد والانحراف فى سلطة الإدارة، فاخترت اللجوء إلى القضاء ثقة فى القانون والعدالة من ناحية.. ولأننى لم أرغب فى الهبوط بمستوى الصدام إلى تمزيق متبادل للثياب يستنزف الجهد والطاقة، بعيدا عن صلب الموضوع، بمثل ما رأيته يحدث سابقا لزملاء موهوبين آخرين، جرى سحق موهبتهم مبكرا.. وبلا رحمة.. ليتحولوا إلى أشلاء.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">ربما</span> توسم صحفيون عديدون، معظمهم موهوبون، أن إقناعى بدخول مجلس نقابة الصحفيين، قد يعطيهم أملا فى حماية أكبر لمواهبهم ولمستقبلهم. لم أكن انتخابيا بطبعى.لكنهم بشرونى بأن كل ما يطلبونه منى هو التوقيع على استمارة الترشيح للانتخابات وهم كفيلون بالباقى. لم أصدر أى بيان انتخابى. لم أطلق أى وعود. لم أقم بأى جولة فى أى مؤسسة صحفية. لكنهم شكلوا من أنفسهم لجانا تقوم بكل ذلك نيابة عنى. ومن تلك اللحظة بدأت أخوض التجربة كما لو كنت أشاهد فيلما سينمائيا تفاجئنى مشاهده. وجاء المشهد الأخير بفرز أصوات الناخبين بما جعلنى عضوا فى مجلس نقابة الصحفيين مع أحد عشر زميلا آخر. وفى أول اجتماع للمجلس الجديد، جرى توزيع مسئولية الأعضاء على لجان العمل النقابى.. كلجنة الإسكان ولجنة العلاقات الخارجية ولجنة النشاط.. و.. و.. بقيت لجنة الحريات. عندها قال النقيب وبعض الأعضاء: لنترك رئاسة تلك اللجنة لمحمود عوض.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">لم</span> أعرف لحظتها.. هل النقيب يعطينى جائزة.. أو برميل بارود. لا تهم الإجابة هنا. المهم أنه بعد انتهاء الفيلم كله جلست أفكر: ماذا سأفعل مع الذين أعطونى ثقتهم على بياض، ودفعونى إلى عضوية مجلس نقابة الصحفيين من خلال صندوق الانتخاب؟ إن مدة العضوية أربع سنوات. وبالتأكيد هناك سؤال مشروع قد يطرحه على زملاء صحفيون من الآن فصاعدا، خلاصته: ماذا فعلت بأصواتنا؟ ماذا فعلت لنا؟ لم أكن بالطبيعة أصلح للوساطة فى أى شىء من نوع الوساطة للحصول على تليفون أو سيارة أو شقة، وكل تلك الأشياء التى قد يتوقعها البعض خدمات نقابية. لكن السؤال يظل مشروعا، وإجابتى عنه يجب أن تكون جاهزة ومقنعة. وفى النهاية اخترت أن تكون إجابتى هى فى صلب المهنة الصحفية وليس فى قشورها. كان اختيارى هو: إقامة أول مسابقة سنوية تكافئ المتميزين والمتفوقين مهنيا فى الصحافة المصرية.<br />هى فكرة.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">لكن</span> حتى الأفكار تحتاج إلى أجنحة لكى تحلق. وفى حالتنا هذه يصبح المال مطلوبا بشدة. فإذا كنت أفكر فى مسابقة سنوية لاختيار أفضل الأعمال المنشورة من حيث الأداء المهنى، فإن الصحفى الفائز يريد جائزة تتجاوز مجرد أن أقول له: أحسنت. وحديث المال هنا يبدأ من حقيقة مفزعة، عرفتها فى أول اجتماع لمجلس النقابة للتصديق على ميزانية سنة سابقة. فى الميزانية إعانة سنوية تتلقاها النقابة من الحكومة لتسديد المعاشات وتغطية خدمات أخرى، لا تكفى اشتراكات الأعضاء لتغطيتها. لم أكن أريد أيضا اللجوء إلى المؤسسات الصحفية لتمويل الجوائز لأن هذا يجعل الجوائز أسيرة للمصالح السائدة.. وهى فى معظمها مصالح صنعت الواقع الذى جعل الصحفى نفسه أرخص ما فى المهنة، بدل أن يكون أغلاها.<br /><br />وقلت لزملائى: إننى أفكر فى أن تعبر هذه الفكرة عن مسابقة مهنية حقيقية . مسابقة مستقلة ومنزهة عن الهوى والغرض والسياسة. وأول ما تعنيه استقلالية المسابقة، هو استقلالية تمويلها. سوف أسعى لإقناع كبار الصحفيين بأن يكونوا هم أنفسهم ممولى هذه الجوائز السنوية، وبأن تكون لجان التحكيم وترشيح الأعمال الفائزة من صحفيين مخضرمين لهم رصيد حقيقى داخل المهنة، من حيث موضوعيتهم ومصداقيتهم ونقاء ضميرهم.<br />وقال لى بعض الزملاء: لكن كبار الصحفيين هؤلاء، عازفون عن النقابة. هم لا تلزمهم النقابة أصلا.<br />قلت لهم: هم لا تلزمهم النقابة. صحيح. لكن هم لازمون للنقابة. وهذا سيكون هو التغيير.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">هى</span> فكرة. لكن الأفكار مهما كانت جاذبيتها ترتبط بواقع. وفى الواقع كانت مفاجأتى كبيرة، حينما جلست مع أحد شيوخ المهنة لإقناعه بالمساهمة، لكنه بادرنى بالتساؤل معترضا: هل الصحافة بأوضاعها الراهنة تستحق أن نقدم لها جوائز؟ فليقوموا أولا بإصلاح الصحافة قبل أن نقوم نحن بعمل جوائز لها. أجبته قائلا: ولماذا لا نبدأ نحن بإعطاء النموذج؟ لماذا لا نعطى أملا للصحفيين الموهوبين، وهم بالطبيعة أقلية فيشدون إليهم الآخرين.. وهم أغلبية ؟ لم أنتظر إجابة. لكننى انتقلت إلى آخر من شيوخ المهنة.. وآخر.. وآخر.<br />فى حوارى مع أحمد بهاء الدين، وهو الكاتب المخضرم الذى كان له فى حينها عاموده اليومى فى جريدة «الأهرام»، بعد أن كان رئيسا لتحريرها فى مرحلة سابقة، طرحت عليه الفكرة قائلا له: إننى سأبدأ بنفسى مساهما فى هذه الجوائز بألف جنيه.<br />رد أحمد بهاء الدين على الفور: أنا أيضا سأساهم بألف جنيه.<br />قلت له: لم أجئ إليك لتساهم ماليا.. جئت لأقنعك برئاسة اللجنة العامة للتحكيم، وهى التى ستتحمل المسئولية عن نتائج المسابقة.<br />قال بهاء ضاحكا: ولماذا لا تسمح لى بأن أفعل الاثنين معا؟ فلنؤجل مسألة رئاسة لجنة التحكيم هذه.. ولتقبل منى الآن التزاما بألف جنيه.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">ثم</span> سكت بهاء قليلا قبل أن يضيف: إننى مسافر إلى الكويت غدا لعشرة أيام. ومن الآن أقول لك: إنك لو نجحت فقط فى جمع خمسة آلاف جنيه، فسيكون هذا بحد ذاته إنجازا غير مسبوق فى مهنتنا الصحفية.. لأن هذه الخمسة آلاف جنيه ستكون أكثر الأموال حلالا فى بر مصر!<br />وبعد عودته من الكويت بادر أحمد بهاء الدين بالاتصال بى متلهفا: هل نجحت فى جمع خمسة آلاف جنيه أو حتى ما يقترب منها؟<br />وأجبته: ساقول لك ما فاجأنى أنا نفسى. لقد جمعت 18 ألف جنيه.<br />مضت لحظات قبل أن يرد بهاء متهللا: بتتكلم جد؟ إذن سأزورك فى بيتك مساء لأعرف التفاصيل.<br /><br />وفى بيتى بدأ بهاء يقرأ بضع أوراق تمثل استجابة لرسالة منى توجز الفكرة ومبادرتى بالمساهمة بألف جنيه.<br /><br />من إحسان عبدالقدوس: «الأستاذ محمود عوض. موافق ومرحب بهذا المشروع، وإنى أساهم معك فيه بالتبرع بمبلغ ألف جنيه مصرى تضاف إلى قيمة الجائزة. وأشكرك على اهتمامك بمستقبل الصحافة والصحفيين».<br /><br />من عبدالسلام داوود: «أهنئكم على هذه الفكرة الرائعة، وأرجو أن تقبلوا منى مبلغ ألف جنيه مساهمة فى إنجاح هذا المشروع العظيم. وفقكم الله إلى ما فيه خير العمل الصحفى الشريف».<br /><br />من صلاح حافظ: «أخى الأستاذ محمود عوض: الفكرة رائعة وتعيد إلى الصحفيين بعض الاهتمام بالمستوى المهنى لما يكتبونه وبعض الاحترام للمستوى المهنى. وأرجو أن تقبل اشتراكى بألف جنيه فى ميزانية هذه الجائزة. ومن يدرى؟ لعلى ذات يوم أفوز بها! حظا سعيدا لك وللفكرة. أصدق احترامى».<br /><br />من محمود السعدنى: «عفارم عليك، للفكرة منى ألف جنيه، ولك عندى دعاء الوالدين».<br />من مصطفى حسين: «يارب يا محمود تكتمل سعادتى بأن ترى هذه الفكرة النور، فتصبح تاجا على رؤوسنا جميعا.. وأتعهد لك بالمساهمة بخمسمائة جنيه وأى جهد آخر تطلبه منى».<br />من مصطفى شردى: «أنا وجريدة الوفد التى أرأسها معك بقلوبنا. ويسرنى المساهمة بثلاثمائة جنيه، تدعيما لهذه الفكرة الرائدة . وشكرا للزميل الفاضل محمود عوض الذى طرحها واحتضنها حتى بلغت مرحلة التنفيذ».<br /><br />من محمود المراغى نائب رئيس تحرير «روزاليوسف»: «فى وقت تراجعت فيه المبادأة، وغابت الرعاية الصحفية اللازمة لجيل واسع جديد، تجىء فكرة جوائز الصحافة المصرية لأحسن عمل صحفى لتذكى روح المنافسة وتربط الجيل الجديد بالقديم، وتبرز الأجود والأفضل مما قد لا يحس به القارئ، أو يحس به المجتمع الصحفى بالدرجة الكافية. مع تحياتى والتزامى بالمساهمة بثلاثمائة جنيه».<br /><br /> من محمد حسنين هيكل :«لى الشرف أن أساهم فى هذه الجوائز بمبلغ خمسة آلاف جنيه. مع موفور الشكر».<br /><br />و.. و.. و18 ألف جنيه وليس فقط خمسة، هى بتعبيرك أكثر الفلوس حلالا فى بر مصر، وساهم بها ثلاثون من كبار وشباب الصحفيين.<br /><br /><span class="NewsSubTitleText">تهلل</span> وجه أحمد بهاء الدين بسعادة استثنائية، ثم قال لى: طالما أصبحت لديك كل هذه المستمسكات فهات ورقة. بعدها كتب: «أهنئكم على الفكرة ويشرفنى أن أساهم فى الجوائز المقدمة بمبلغ ألف جنيه. مع أطيب تحياتى». شرحت لأحمد بهاء الدين أننى فى هذه المرحلة، لم أكن أريد تسلم أموال أو شيكات بأموال، لأن هذا سيحدث فقط بعد فتح حساب باسم الجوائز فى أحد البنوك قبل الدخول فى المرحلة التالية. ثم صمت بهاء قليلا قبل أن يتساءل: لكن.. هل هيكل متأكد مسبقا من نجاح هذه الفكرة واستمرارها لخمس سنوات قادمة، حتى يساهم بخمسة آلاف جنيه؟<br />قلت له: هيكل فاجأنى بما لم أتوقعه.. فاجأنى بقوله إنه يساهم بخمسة آلاف جنيه فى هذه المرة.. وبنفس المبلغ فى كل سنة تالية.<br /><br />وبكل تلك الثقة من المساهمين بدأت أنا وزملائى طريق الألف خطوة لكى تتحول «جوائز الصحافة المصرية» من فكرة جاذبة، وحلم هائم، إلى واقع يتابعه الصحفيون جميعا.. بغير أن أتصور أنها جوائز سترصدها وتتابعها أيضا سفارات دول كبرى فى القاهرة</span> </div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-24677240729609765562009-04-20T06:30:00.001-07:002009-04-20T06:36:00.658-07:00البحث عن الدكتورة «ن»..<div style="text-align: justify;"><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/Sex5vqWKrbI/AAAAAAAABKg/OxYnzYmlnKs/s1600-h/%D9%87%D8%A8%D8%A9+%D8%B1%D8%A4%D9%88%D9%81+%D8%B9%D8%B2%D8%AA.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 133px; height: 152px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/Sex5vqWKrbI/AAAAAAAABKg/OxYnzYmlnKs/s320/%D9%87%D8%A8%D8%A9+%D8%B1%D8%A4%D9%88%D9%81+%D8%B9%D8%B2%D8%AA.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5326766319000530354" border="0" /></a><br /></div><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><div id="{FA28CE3F-A526-4611-A040-9650D85A5F87}" align="right"><span style="font-size:130%;">د.هبة رءوف عزت<br /><br /><a href="mailto:heba.raouf@gmail.com">heba.raouf@gmail.com</a><br /><br />من أين تنبت العدالة في مصر إذا لم نرويها في البيوت؟ وكيف نتطلع للتغيير الحقيقي ونحن أول أعدائه، وكيف نطالب بتطبيق الشرع والدين ونحن أول مخالفيه، وكيف نشكو من تراجع الأخلاق ونحن نتواطأ علي هدر كل قيمة نبيلة بصمت غريب وتخاذل عجيب غير مبرر ولا مفهوم.. ونخشي الناس ولا نخشي الله.. وكيف وكيف وكيف؟<br />ما زالت ضحكتها في أذني، هذا الصوت القوي وتلك الشخصية المرحة وهذا العقل الراجح.<br />تعارفنا منذ قرابة عام، وتقاربنا رغم أنها تقيم في الصعيد وأنا من أهل القاهرة. اتصلت بي لتكتب في تقرير دوري جزءاً عن الحالة الصحية..وبدأ التعاون.<br /><br /></span> <script language="JavaScript" type="text/javascript"> <!-- var prefix = 'ma' + 'il' + 'to'; var path = 'hr' + 'ef' + '='; var addy52837 = 'heba.raouf' + '@'; addy52837 = addy52837 + 'gmail' + '.' + 'com'; document.write( '<a>' ); document.write( addy52837 ); document.write( '<\/a>' ); //-->\n </script><script language="JavaScript" type="text/javascript"> <!-- document.write( '<span style="\'display:">' ); //--> </script><span style="display: none;">هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته <script language="JavaScript" type="text/javascript"> <!-- document.write( '</' ); document.write( 'span>' ); //--> </script></span></div> <div id="{D0B25F74-1616-41C2-BB38-B0529FACF90E}" align="right"><span style="font-size:130%;">مع الأيام تطورت الصداقة وعلمت أنها تتعرض للضرب والإهانة من زوجها منذ سنوات، وآلمني أنه من أصحاب الخطاب الديني الذين يتحركون في المجال العام بشكل منظم. الإهانات المتكررة تتعرض لها أمام أبناء تتراوح أعمارهم بين طلبة الجامعة وطلبة الابتدائي..بل ويتم التعدي عليها بالقول في مكان العمل أحياناً أمام الزملاء، رغم أنها تحترم زوجها بل تأخرت عمداً في الحصول علي الدكتوراه كي لا تتخطاه..لأنهما في التخصص نفسه.<br /></span></div> <span style="font-size:130%;"><br />حدثتني عن الأحلام البريئة حين قبلته زوجاً، عن مشاعر الحب التي ملأت قلبها نحوه، والآمال الكبري عن إصلاح المجتمع وتأسيس أسرة تنهض بالأمة، وكيف ذهبت هذه كلها مع الريح. ما أسهل أن نتحدث عن نهضة الأمة دون أن نغير طباعنا، وأن نرفع شعارات الحل لإقامة دولة لكن إقامة العدل والإحسان في داخل بيوتنا أصعب، حدثتني عن التفاصيل البسيطة..وما الحياة الزوجية إلا مجموعة من التفاصيل البسيطة.<br /><br />شكت لي كثيراً وأنا أنصت حزينة علي حال مجتمع يشكو ظلم حكامه ونخبته وهو أكثر ظلماً لنفسه وسكوتاً عن الحقوق، تشكو في مرارة وأنا أنصحها بالمصارحة والكلام، فالكلام لا بديل له سوي صمت قاتل.. أو عنف بالغ، ثم كان نصحي مع تطور الأحداث بتدخل الأهل للإصلاح.<br /><br />لكن العمر يمضي، والكيل يفيض، والزوج لا يقيم وزناً لمكانتها الإنسانية والزوجية والعلمية بل والاجتماعية، فهي ليست ابنة بيئة اعتاد أهلها علي تلك الخشونة فوالدها طبيب وكذلك والدتها، ومكانتهما الاجتماعية معلومة، والأولاد تكبر، وآثار الضرب علي وجهها تظهر فتبررها كل مرة أمام الصديقات والزملاء في الجامعة بأنها اصطدمت بالباب(!).<br /><br />الدكتورة «ن» اعترضت وطلبت الانفصال ..لكنه تمادي، التمست النصرة من الأهل فنصحوها بالاستمرار حتي لا تهدم البيت،..ونظرت لأبنائها فوجدت كل واحد منهم مشغول بصورته أمام دائرة أصدقئه و«سمعته» لو صارت أمه «مطلقة» وطالبوها -كلهم- بالصبر، واستغاثت بمن يرفعون الشعارات الكبري من أصدقاء وزملاء زوجها الأكبر سناً والأعلي مقاماً منها فتحدثوا عن أولوية استقرار البيت، وهي تكرر بإصرار طلبها المشروع والشرعي: «إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»..لكن التفاوض الودي لم يثمر إلا المزيد من الإهانة فالتمست المشورة القانونية وبدأت- وحدها- تتصل بالمحامين في مدينتها وفي القاهرة. تعثر التفاوض مع الزوج وأهله، وخذلها الأبناء، وتراجع أهلها، وهي تتألم، لكن لا تتخلف عن أداء مسئولياتها ولا عن القيام بعملها بل وتتابع وتتحرك وتنشط في حملات العمل الاجتماعي لخدمة الفقراء من المرضي وتوعية النساء.. رغم أعبائها وأزمتها.<br /><br />كانت الدكتورة «ن» في آخر مكالمة معي قد شكت لي أن زوجها الآن يتحدث عنها أمام الناس باعتبارها «أصابها مس من الشيطان أو حالة نفسية»، وأشعرني هذا بالخطر المقبل، فما أسهل أن يتم تشويه سمعة امرأة حين يكون من يفعل ذلك هو الزوج.. رافعاً شعار حرصه -هو- علي الحفاظ علي البيت.<br /><br />وفجأة..<br /><br />اختفت الدكتورة «ن»!<br /><br />لا ترد علي الهاتف، ولا تتصل.<br /><br />ثم وصلت رسائل للمحيطين بها تطلب منهم عدم الاتصال بها «حتي لا يحل عليهم غضب الله والناس»، ثم أصبح الهاتف مغلقاً.<br /><br />سأل من يعرفونها من المحيطين عنها فجاءت الإجابات متضاربة، قالت الأم هي في زيارة لخالتها في محافظة أخري، وقال الابن لبعض الناس إنها تعاني من أعراض أشبه بالتوحد فتم عزلها عن الناس -وهي التي لم تكف عن الكلام والتواصل والحركة منذ عرفتها-، وبادر الزوج بالاتصال بآخرين قائلاً بحزم: «زوجتي حالتها النفسية متوترة فلا تحاولوا الاتصال بها..وإلا!».<br /><br />سأل بعض معارفها الذين بدأوا يشعرون بمسئوليتهم أمام الله خبراء من أهل القانون فقالوا لا يمكن تحريك أي بلاغ إلا «من ذي صفة»، وهي لا يوجد حولها من أهل الصفة من يريد أن ينصرها، وحيدة هي الدكتورة «ن» تطلب العدالة، فكان جزاؤها أن تتهم بأنها «ليست في حالة طبيعية»..أما كل هؤلاء فأصحاء..لأن هدفهم الأسمي أن يحافظوا علي الأسرة....بهذا الثمن..لا بإمساك بمعروف..ولا بتسريح بإحسان..بل بهذا الذي يجري..ويبدو أن الأمر صار أكبر من حالة الدكتورة«ن»، صار مبدأ..ومذهباً..و«سمعة جماعة».<br /><br />بلغني الخبر من عشرات المكالمات والرسائل، الكل يسأل ويتعجب، بل بدأ البعض في الإعداد لحملة علي الإنترنت للبحث عن الدكتورة «ن»..تدعو أن يشارك أي أحد يعرف معلومة منها أو عنها بما يعرف.<br /><br />أنا لا أعلم أين هي الآن الدكتورة «ن» ..وخشيت أن أسأل فأنا «غير ذي صفة»، و«أصحاب الصفات» الحقيقيون يديرون الآن حياة امرأة تجاوزت الأربعين عاقلة طبيبة ملتزمة ناشطة.. ويهددون من يحاول الاقتراب منها أو السؤال عنها، أما هي فغائبة..لا يدري أحد خارج أسرتها أين مكانها ولا يعرف كيف يصل إليها.<br /><br />كل ما أملكه وفاء لصداقتنا هو أن أكتب قصتها..قصة تلك المرأة الرائعة التي كانت تملأ الدنيا بزخم مشاعرها وحركتها وتمنح أبناءها ومرضاها ومن حولها وكل من عرفوها الطاقة والقوة والقدوة والعون..وناصرت أهل الحاجة والكرب لكن أحداً لم يناصرها حين طالبت أن يكون لها في بيتها قليل من الكرامة..أو حياة أكثر عدالة.<br /><br />لا أحد!<br /><br />ادعوا معي للدكتورة «ن» أن تعود من.. «مخبئها»، ادعو الله لها أن يفرج كربها..الذي هو كرب مصر.</span> </div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-47202193726441999812009-04-20T06:03:00.000-07:002009-04-20T06:10:03.492-07:00كلمة هادئة في المشكلة الشيعية<div dir="rtl" style="text-align: right; font-weight: bold;"><span style="font-size:130%;">أيمن محمد الجندى<br />هذه سباحة ضد التيار ، تغريد خارج السرب ، حضن دافئ للابن الضال . الواجب الأخلاقي للأغلبية ، أي أغلبية ، تجاه الأقلية ، أي أقلية ، في الاستيعاب . أما النبذ والاحتقار ، والتخوين والتضليل ، والسباب والتكفير فحيلة الضعيف الذي لا يملك حجة دامغة ولا دليلا قاطعا . ونحن ، والحمد لله ، أهل السنة والجماعة ، البحر الهادر الذي يستوعب ألف موجة ، ولو كانت شاردة ، وألف قناة ، ولو كانت مليئة . لدينا المنطق والحجة ، والعلم والتاريخ ، والمنهج العقلي السديد .<br />منذ شهور ، كما تذكرون ، كتبت في جريدتكم الموقرة ، مقالا بعنوان : " أيها المسيحي ، إنني أحبك " ، وكان منطقي واضحا ، إن هناك من الأشياء ما لا تستطيع الحصول عليه إلا بالحب !! ، بالحب نكسب القلوب ونكسب الأتباع ، بالحب تلين الخصومة وتهدي الضال ، بالحكمة والموعظة الحسنة . هذا دين مبدؤه الحب ، ومنتهاه الحب ، ولنا في رسول الإسلام أسوة حسنة ، كان صلى الله عليه وسلم كان في حالة حب دائمة ، لأنه - ببساطة - لا يوجد تفسير لحزنه الثقيل وصبره الطويل إلا الحب . منذ أن نزل على قلبه الوحي ، يطالبه بدعوة الناس إلى رب الناس ، هذه الدعوة التي لا يقدر على أعبائها إلا من امتلأ قلبه بالحب ..<br />والعقل يقول ، والمنطق البسيط ، أن دعوة الحب ، والرفق واللين ، التي اتسعت لأهل الكتاب ، الذين لا يؤمنون أصلا برسول الإسلام ، يجب أن تتسع – بدون أي شك – لأخوان لنا في الدين ضلوا ، فازوا بحب الرسول وآل البيت ، وخسروا بكراهية الصحابة رضوان الله عليهم . بالحب نستوعبهم لا بالسباب . إنني لأرتجف هولا ، إذا تصورت أن أحد الشيعة يقرأ التعليقات المفعمة بالكراهية ، التي تصورهم أنجس من الخنازير والكلاب . هذا كلام لا يليق ، ولا هو من هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولا هي اللغة التي استخدمها مع المشركين . إن الحلم والرفق والأناة ما دخلوا في شيء إلا زانوه ..وإنني إذ أخاطب الشيعة استخدم لغة راقية ، فأؤكد إسلامهم كما أكدها العلماء الثقات ، مثل الشيخ شلتوت وأبي زهرة والقرضاوي ، وأثني على حبهم لآل البيت ، ثم أقول برفق وحب :<br />- أخواني من أهل الشيعة ، أشهد الله أني أحبكم ورفيق بكم وحزين من أجلكم . إنني أعرف أنكم تعرضتم لأكبر عملية استنزاف عاطفي في التاريخ ، وباسم الثأر لآل البيت تم استدراجكم لكراهية أخوانكم من أهل السنة ، نحن نشارككم الحب لآل البيت ، فهم السمع والبصر ، والعقل والفؤاد ، لا تظنوا أبدا يا معشر الشيعة أننا ، أهل السنة ، أقل منكم حبا لهم ، فكيف لا نحب من لا تصح صلاتنا بدون الصلاة والسلام عليهم ، ونحن نعتقد أن الإمام علي من خير الناس وأكرم الناس وأحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن في حبه ذائبون ، وبمعرفة فضله مشتركون . ولا ينقص من حبنا للإمام علي أننا نحب أيضا أبا بكر وعمر وعثمان ، رضوان الله عليهم أجمعين ، أو لا نعتقد في نظرية الإمامة التي تؤمنون بها ، لأنها إذا كانت ركنا في الدين ، كما تعتقدون ، فلماذا لم تذكر ، ولو إجمالا ، في القرآن الكريم ؟ ، وهل تتصورون – أيها العقلاء - أن فتى الفتيان وفارس الفرسان ، سيدنا علي رضي الله عنه ، الذي حسم المعارك بشجاعته الخارقة ، كان يسكت لو أوصى له الرسول بالخلافة ؟ ، إن حسن ظننا في حبيبنا الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه ، هو الذي يجعلنا نرفض ما تتهمونه أنتم به من غير قصد ، أن يصمت على وصية الرسول وركن الدين ؟ ، لقد تم التغرير بكم بفعل روايات مغرضة دسوها عليكم ، كما دس الفاسقون روايات على رسول الله .<br />أيقولون أن عمر بن الخطاب كسر ضلع فاطمة وتسبب في موتها ؟ ، أمن المعقول أن يسكت الإمام علي عن قاتل بنت الرسول ؟ ، حاشا وكلا ، فإن الواحد منا يدافع عن زوجته ولو دفع حياته ، فكيف بإمام المتقين ؟ ، أيسكت على ذلة ، وهو العزيز . هذه رواية واضحة التلفيق .<br />ومثلها ما تزعمون أن مجمل الصحابة نكصوا عن عهد الرسول بعد موته ؟ ، أيعقل أن رسول البشرية فشل في تربية أصحابه ؟ ، ألا يتناقض هذا مع ثناء القرآن المتكرر عليهم ؟ . أنتم ضحايا سوء فهم ، وروايات مغرضة دسها الحاقدون على الإسلام .<br />وفي كل الأحوال ، أيا كان رأيكم ، فإن كتمانه أولى ، لأن أهل السنة ، وهم الأغلبية ، لن يقبلوا أبدا المساس بالصحابة ، خصوصا كبارهم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، تلك فتنة ، والفتنة أشد من القتل . ونحن لنا عدو مشترك ، يبتغي إضعافنا ، والاستيلاء على ثرواتنا . والعقل يقول أن نتجاوز الخلافات التاريخية ، التي لا تقدم ولا تؤخر ، ونتفرغ لواقعنا المرير ، واقعنا الذليل ، واقعنا الذي لا يرضي الله ورسوله ".<br />................<br />هذا هو الخطاب الوحيد الممكن للشيعة ، خطاب الحب الذي يبتغي الهداية ، لا البغض الذي يبتغي التفريق . عار علينا أن نستأسد على حزب الله ونسكت على جرائم إسرائيل . أو يرفرف في هواء المحروسة علم إسرائيل في الوقت الذي نقطع فيه العلاقات مع إيران. لقد نهانا القرآن عن الكيل بمكيالين ، وتوعد المطففين ، وأمرنا ألا ننسى الفضل بيننا . وفضل حسن نصر الله في المقاومة مشهود ، الرجل الذي وهب ابنه فداء للوطن والإسلام لا يمكن أن يكون عميلا لأحد ..نعم أخطأ الرجل ، لكنه خطأ الصديق !! . اللهم اهدي حسن نصر الله وأصلح الفاسد من عقيدته . اللهم تقبل جهاده وتعبه في سبيلك ، وأهده يا رب العالمين إلى محبة أصحاب نبيك وتوقيرهم . هذا ما ينبغي أن نفعله مع أعدائنا ، الدعاء ، وحسن نصر الله لم يكن أبدا عدوا ، ولن يكون إن شاء الله .<br />.....................<br />وفي نهاية المقال ، أود أن أعلن تأييدي المطلق والكامل لشيخنا الجليل القرضاوي ، في تحذيره من نشر التشيع ، في بلاد سنية خالصة ، لأن هذا يبذر الفتنة ويفرق بين المسلمين . كما أعلن تأييدي الكامل له في اعتباره الشيعة الجعفرية مسلمين مبتدعين ، فما نطق به هو عين الحقيقة ، نعم هو مسلمون ، وحتى اعتقادهم في الإمامة لا يخرجهم من الإسلام رغم خطئه ، وحتى سبابهم للصحابة ، عافانا الله وعافاهم ، لا يخرجهم من الإسلام وإن وصمهم بالفسوق . لكني في الوقت نفسه أرجوكم وأضرع إليكم ألا تعتبروا كل مخالف في الرأي مخدوعا أو مرتشيا أو عميلا ، تلك لغة ينبغي أن نعرض عنها فهي لم تجلب لنا غير الوبال ، وبرغم تأييدي الكامل للعلامة القرضاوي ، واعتقادي التام أن الصواب كان معه في هذه القضية ( وفي غيرها من القضايا حفظه الله وأطال عمره ) ، فإن حبي واحترامي وتقديري للأستاذ الجليل فهمي هويدي لم ينقص خردلة ، كان الرجل كما عهدناه شريفا وطنيا رائعا . وهب أنه ، أو السيد سليم العوا ، اختلفوا مع شيخهم ، فهو اختلاف الأصدقاء لا اختلاف الأعداء .<br />وقد تقدمت شخصيا بطلب فتوى من دار الإفتاء المصرية برقم 590956 على النحو التالي : " يحزننا ويدمي قلوبنا ما يقوم به الشيعة الجعفرية الأثنا عشرية من سب الصحابة رضوان الله عليهم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها . ولا يراودني شك أنها جريمة شنعاء وذنب عظيم . سؤالي هو : هل سب أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة كفر بواح يخرج من الملة ويترتب عليه أحكام غير المسلمين أم أنه ذنب عظيم بدون كفر" انتهى .<br />وكان رد دار الإفتاء المصرية كالتالي : الـجـــواب . 1- لا خلاف بين الفقهاء في أنّ سبّ عائشة رضي الله تعالى عنها ممّا برّأها اللّه تعالى منه كفر ، لأنّ السّابّ بذلك كذّب اللّه تعالى في أنّها محصنة. أمّا إن كان السّبّ بغير القذف لعائشة أو غيرها من أمّهات المؤمنين فقد صرّح الزّرقانيّ من المالكيّة بأنّ السّابّ يؤدّب. 2- لا خلاف بين العلماء في أنّه يحرم سبّ الصّحابة رضوان الله عليهم لقوله صلى الله عليه وسلم : « لا تسبّوا أصحابي فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه » . فذهب جمهور العلماء إلى أنّه فاسق. انتهى . عافانا الله من الكفر والفسوق .<br />...............<br />وأخيرا ، وقد قلت حيلتي وضعفت مقدرتي ، لا يتبق لي غير الدعاء . اللهم اجمع كلمة المسلمين سنة وشيعة على حب رسولك وآل بيتك وصحابتك الأجلاء ، اللهم اجعلنا كما وصفتنا في كتابك العزيز " أشداء على الكفار ، رحماء بينهم " ، اللهم اهدي أخواننا من أهل الشيعة إلى الأدب مع صحابة رسولك وأمهات المؤمنين ، واجعلنا يا مولانا صفا واحدا أمام أعدائنا المشتركين ، واغفر لنا ولهم ، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ، ربنا إنك غفور رحيم.<br />وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .<br />Elguindy62@hotmail.com</span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-31549502430628649192009-04-19T15:32:00.000-07:002009-04-19T15:44:46.292-07:00أسرار حرب «الرصاص المصهور»<div dir="rtl" style="text-align: right; font-weight: bold; font-family: arial;"><div id="{7C4F6F62-BA1F-427E-AB51-7BFCBFA6AA51}" align="right"><span style="font-size:130%;">أحمد منصور:<br />الكل حرب أهدافها المعلنة وأهدافها الخفية، وقد أعلنت إسرائيل عن أهدافها من وراء حرب الإبادة الهمجية التي خاضتها في الفترة من السابع والعشرين من ديسمبر من العام الماضي 2008 وحتي السابع عشر من يناير 2009 ضد قطاع غزة، والتي أهلكت فيها الحرث والنسل والجماد والحيوان وكل أشكال الحياة واستخدمت فيها معظم أنواع الأسلحة مع أسلحة جديدة محرمة دوليا لم يكشف عن نوعياتها بعد</span></div><div id="{E66738D3-EF39-4863-A09B-FE712CEE0F1A}" align="right"><span style="font-size:130%;"> </span></div><span style="font-size:130%;">ثم أعلنت بعد كل جرائمها أنها قد حققت أهدافها من وراء حملتها، لكنها لم تتعرض علي الإطلاق إلي أن هدفا أساسيا من أهداف هذه الحرب يتعلق بالسيطرة علي الغاز المكتشف علي شواطئ غزة والذي يغطي كما تقول التقارير الخاصة بشركة « بريتش غاز» مكتشفة حقول الغاز في شواطئ غزة حوالي 30% من احتياجات إسرائيل، فإذا كان أحد الأهداف الأساسية للحرب الأمريكية علي العراق هو السيطرة علي منابع النفط وسرقتها كما يحدث الآن فإني أؤكد من خلال هذه الدارسة ـ التي استغرق إعدادها عدة أسابيع ـ أن أبرز أهداف الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة هو السيطرة علي منابع وآبار الغاز التي تتواجد في سواحل غزة والتي لا يعلم عنها كثير من الناس حتي من أهل غزة إلا معلومات قليلة.<br /><br />تعود جذور القصة إلي شهر نوفمبر من العام 1999 حينما زار ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الأسبق لندن، وكشفت بعض المصادر البريطانية وقتها أن دراسات لدي مجموعة «بريتش غاز» البريطانية أكدت وجود كميات كبيرة من الغاز قبالة سواحل غزة، وتدخل توني بلير رئيس الوزراء البريطاني آنذاك لدي عرفات وطلب منه التوقيع مع شركة «بريتش غاز» علي حق التنقيب واستغلال تلك الآبار مقابل خمسين مليون دولار تمنح سنويا لصالح السلطة الفلسطينية توضع في حساب خاص يخضع لمراقبة دولية ـ وقد أخبرتني مصادر خاصة أن هذا الحساب موجود في أحد البنوك في الأردن ـ ولم يتأخر ياسر عرفات المعروف بمجاملاته عن التوقيع الذي تم في 29 نوفمبر من العام 1999 في لندن حيث منح عرفات بصفته رئيسا للسلطة الفلسطينية التي تتبعها سواحل غزة شركة «بريتش غاز» حق التنقيب عن الغاز في سواحل غزة لمدة 25 عاما، لكن لم يمر عام واحد علي هذا التوقيع حتي نجحت بريتش غاز في اكتشاف أول بئرين للغاز قبالة سواحل غزة أطلقت عليهما غزة بحري 1 وغزة بحري 2، وقد أكدت لي مصادر«بريتش غاز» هذه المعلومات خلال اتصالات بيني وبين مقر الشركة الرئيسي في لندن استمرت ما يقرب من شهر بعدما رفض مكتب الشركة في إسرائيل تزويدي بأية معلومات عن الموضوع، وأكد المكتب الرئيسي لبريتش غاز في الرد الذي وصلني علي أن البئر الأولي تم اكتشاف الغاز بها في العام الأول، بينما « البئر الثاني أكد علي اكتشاف غاز جديد ومهم وقد زودوني بصورة لمنصة الحفر للبئر الأول غزة بحري 1 كما زودوني بخريطة توضح موقع البئرين من شواطئ غزة ومن عسقلان.<br /><br />وكان توني بلير ـ رئيس الوزراء البريطاني ـ قد سعي لدي رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لإلزامه حصول إسرائيل علي هذه الصفقة التي كانت ستدر عدة مليارات من الدولارات علي شركة «بريتش غاز» وعلي الإسرائيليين كمستفيد أول ووحيد من وراء هذا الغاز مقابل الفتات الذي كان سيحصل عليه عرفات والسلطة كل عام تحت رقابة دولية، إلا أن قيام الانتفاضة في العام 2000 واضطراب الأمور في غزة أجل تنفيذ الصفقة، كما أن سعي شارون للحصول علي الغاز من الحكومة المصرية بسعر أقل من سعر بريتش غاز جعله يضغط من أجل الحصول علي الغاز المصري بسعر أقل وامتيازات أفضل، علي ألا يساعد في وصول أية مبالغ للسلطة الفلسطينية، وبالفعل نشرت صحيفة «الأندبندنت» البريطانية تقريرا عن تلك الصفقة في 19 أغسطس من العام 2003 قالت فيه: «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد أعلن عن معارضته لصفقة غاز غزة متعللا باضطراب الأوضاع في قطاع غزة، وأن عائدات الأموال يمكن أن تستخدم في شراء سلاح يمكن أن يستخدم بعد ذلك ضد الإسرائيليين»، وهو يرفض إدخال أموال إلي خزانة السلطة الفلسطينية دون أن يعرف فيما سيتم استخدامها، لكن السبب الأبرز ـ كما أوضح شارون ـ هو أن الحكومة المصرية قد وعدته ببيع الغاز لإسرائيل مقابل أسعار رمزية وكانت المفاوضات جارية آنذاك للتوقيع مع الحكومة المصرية، ورغم أن جون فيلد ـ المدير العام لمجموعة بريتش غاز في إسرائيل ـ قال في تصريحات نشرتها الأندبندنت البريطانية في 19 أغسطس 2003 أن شركة «بريتش غاز» تأمل أن يعيد شارون التفكير في خياراته فإن شارون مضي في مفاوضاته مع الحكومة المصرية.<br /><br />وبالفعل بعد مفاوضات مطولة تم التوقيع في القاهرة في 30 يونيو من العام 2005 علي صفقة طويلة الأجل بين الحكومة المصرية وإسرائيل مدتها خمسة عشر عاما قابلة للتجديد خمس سنوات إضافية، وقد وقع عن الجانب المصري وزير النفط سامح فهمي، وعن الجانب الإسرائيلي وزير البنية التحتية بنيامين بن أليازر الذي كان قد التقي الرئيس المصري حسني مبارك قبل التوقيع، ونصت الصفقة علي أن تبيع مصر لإسرائيل من الغاز 7.1 مليار متر مكعب سنويا اعتبارا من أكتوبر من العام 2006 بإجمالي مقداره 25 مليار متر مكعب من الغاز ـ وذلك حسب المصادر الإسرائيلية ـ، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون آنذاك أنه فضل «شراء الغاز من مصر علي شرائه من شركة بريطانية ـ فلسطينية مشتركة خشية استفادة المسلحين الفلسطينيين من عائداته».<br /><br />وكانت إسرائيل قد اضطرت للتوقيع علي الصفقة مع مصر التي بدأ التفاوض عليها قبل عشر سنوات من توقيعها بعد فشل جهود شركة «إسرامكو» الإسرائيلية في تطوير آبار للغاز اكتشفتها بالاشتراك مع شركة «بريتش غاز» قبالة سواحل عسقلان، حيث طلبت هذه الشركات من الحكومة الإسرائيلية في 29 يناير من العام 2000 وفق تقرير بثته وكالة الأنباء الفرنسية بالتمهل في توقيع العقد مع المصريين حتي يتم التثبت من جدوي تطوير الحقول قبالة سواحل عسقلان، لكن إسرائيل حصلت علي أكثر مما تريده من الحكومة المصرية بعد ذلك حيث حصلت إسرائيل علي الغاز المصري بأسعار أرخص من استخراجه من قبالة سواحل عسقلان، وهذا ما دفع مجموعة من الناشطين المصريين علي رأسهم السفير السابق إبراهيم يسري إلي رفع دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري في القاهرة التي أصدرت حكمها في 18 نوفمبر من العام 2008 بوقف تصدير الغاز المصري إلي إسرائيل، وبطلان الاتفاقية لأنها لم تعرض علي مجلس الشعب المصري وقالت المحكمة إن قرارا كهذا يجب التصويت عليه في البرلمان «لأن الموارد الطبيعية الوطنية هي ملك للشعب المصري والأجيال اللاحقة ولذلك علي السلطة التنفيذية أن تحظي بموافقة السلطة التشريعية قبل اتخاذ قرار كهذا».<br /><br />ورغم صدور حكم في الأول من إبريل من العام 2009 من محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة بوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري فإن ذلك لم ينه المعركة القضائية حول الموضوع، ومن ثم حرصت إسرائيل علي إحياء مشروع الحصول علي الغاز من آبار سواحل غزة مرة أخري خوفا من أي عوامل يمكن أن تؤدي إلي منع تدفق الغاز المصري إلي إسرائيل، ولأن غزة تقع منذ العام 2006 تحت سلطة حكومة حركة حماس فإنه يجب التخطيط ـ وفق المنظور الإسرائيلي ـ لكيفية الاستيلاء علي آبار الغاز دون الحاجة للتفاوض مع حكومة حماس أو الرجوع إليها بل يجب القضاء عليها وإزالة وجودها من غزة ومن ثم يتم تحقيق أهداف كثيرة فيما يختفي هدف الحرب من أجل الغاز وراء مجموعة من الأهداف المعلنة التي تشترك فيها بعض دول المنطقة المتحالفة مع إسرائيل.<br /><br />أما فيما يتعلق بغاز غزة وجدواه فقد أعلنت شركة «بريتش غاز» بعد اكتشافها الغاز في سواحل غزة في العام 2000 في تقرير نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية في 23 مايو من العام 2007 أنها تقدر احتياطيات الحقل المكتشف في العام 2000 بأنها تزيد علي تريليون قدم مكعب من الغاز أي ما يساوي 150 مليون برميل من النفط، وفي تقرير الأندبندنت الذي نشر في 19 أغسطس من العام 2003 أعلنت بريتش غاز أنها يمكن أن تضخ من حقل غزة إلي إسرائيل بين 5،1 إلي 2 مليار متر مكعب من الغاز سنويا وهو ما يعادل ثلث الاحتياجات الإسرائيلية من الغاز.<br /><br />وبعد شعور إسرائيل أن هناك عقبات داخلية تواجهها الحكومة المصرية قد تضطرها إلي التوقف عن تصدير الغاز لإسرائيل أحيت مشروع غاز غزة مرة أخري ونشرت صحيفة «التايمز البريطانية» في تقريرها المشار إليه في 23 مايو من العام 2008 أن مجموعة «بريتش غاز» علي وشك الاتفاق علي شروط صفقة تاريخية تقدر بأربعة مليارات دولار لتوصيل الغاز الفلسطيني إلي إسرائيل من الحقول المكتشفة علي سواحل غزة، وأن اجتماعا قرر في نهاية مايو من العام 2008 بين ممثلي الشركة البريطانية وممثلين للحكومة الإسرائيلية لدراسة عقد مدته خمسة عشر عاما وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها تود إبرام الصفقة في «أقرب وقت ممكن» حيث اعترفت الحكومة الإسرائيلية أنها بحاجة إلي مصادر جديدة من الطاقة لمواجهة احتياجات الاقتصاد الإسرائيلي المتزايدة.<br /><br />وقد أكدت لي بريتش غاز ردا علي أسئلة أرسلتها إليهم علي طلب الحكومة الإسرائيلية تقديم مقترحات لتزويد شركة الكهرباء الإسرائيلية بالغاز وهي الشركة الوطنية لتوفير الكهرباء التي تمتلكها الدولة، وقامت مجموعة بريتش غاز بالفعل بتقديم اقتراح للحكومة الإسرائيلية لتوفير الغاز من حقل غزة البحري، وأكدت بريتش غاز في جوابها علي أسئلتي أنها استأنفت بالفعل المباحثات مع الحكومة الإسرائيلية بعد أن أعلنت عن نيتها علي شراء الغاز من حقل غزة البحري وذلك من أجل سد العجز المتوقع في إمدادات الغاز بعد العام 2011.<br /><br />هذا العقد وهذه الصفقة المليئة بالشبهات القانونية والجنائية هي التي جعلت إسرائيل تعجل بحربها علي قطاع غزة لأسباب كثيرة معلنة وسبب رئيسي غير معلن هو إنهاء وجود حماس في غزة وإعادة السلطة أو أي طرف يمثل الشعب الفلسطيني يساعدها في السيطرة علي غاز غزة بثمن بخس وعبر اتفاق يتم إضفاء الشرعية عليه دون أن تبدو العملية كما هي قائمة الآن عملية سطو علي مقدرات الشعب الفلسطيني وثرواته حيث سعي شارون بالفعل لإلغاء العقد الموقع بين عرفات وبريتش غاز عام 1999 وصرح في العام 2001 بأن احتياطات غزة البحرية من الغاز تمتلكها إسرائيل.<br /><br />ومن هنا بدأت إسرائيل مخططها لشن حرب الغاز علي غزة في العملية التي عرفت باسم «الرصاص المنصهر» في شهر يونيو من العام الماضي 2008 وذلك وفقا لمصادر صحيفة «هاآرتس الإسرائيلية» في عددها الصادر في 27 ديسمبر الماضي 2008، وهذا يعني أن قرار شن الحرب جاء بعد أيام من عودة التفاوض بين بريتش غاز والحكومة الإسرائيلية الذي أشارت له صحيفة «التايمز» وأكدته لي بريتش غاز كذلك بشكل غير مباشر في ردها علي أسئلتي، وهذا يفسر أيضا سر أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني كانت أحد الصقور التي تقود الحرب لأن وزارتها هي التي أعلنت أنها يجب أن تبرم الصفقة في أقرب وقت ممكن.<br /><br />وقد أشار مايكل تشوسديفسكي في مقال نشره في 8 يناير 2009 علي موقع «جلوبال ريسرش» نقلا عن «جلوبس في 13 نوفمبر 2008» أنه في الوقت الذي انتهت فيه إسرائيل من وضع خطة حربها علي غزة المعروفة باسم «الرصاص المسكوب» كانت تتفاوض مع شركة «بريتش غاز» حيث بدأت مفاوضات جدية في شهر أكتوبر من العام 2008، وفي نوفمبر من العام 2008 أمرت وزارة المالية ووزارة البنية التحتية الإسرائيليتان شركة كهرباء إسرائيل بالدخول في مفاوضات مع شركة بريتش غاز لشراء غاز طبيعي من الحقل البحري لمجموعة بريتش غاز البريطانية، وبالفعل وافق مجلس إدارة شركة كهرباء إسرائيل بقيادة موتي فريدمان علي مبادئ الإطار المقترح منذ أسابيع أي بداية التفاوض في شهر مايو كما أشارت التايمز.<br /><br />كل هذه المعطيات تؤكد علي أن الحرب علي غزة كانت بالدرجة الأولي من أجل الغاز مع تحقيق أهداف أخري كثيرة كانت هي المعلنة، ومع نهاية الحرب وإعلان إسرائيل عن انسحابها من أراضي غزة بشكل شبه كامل صبيحة تولي الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما مقاليد الرئاسة في العشرين من يناير من العام 2009 وبعد اثنين وعشرين يوما من الحرب المدمرة، إلا أنها بقيت تحتل سواحلها ويبدو أنها لن تغادرها لأن بها الثروة التي يمكن أن توفر 30% من احتياجات إسرائيل من الغاز، وبالتالي نحن أمام عملية معقدة من الناحية القانونية والأخلاقية تشترك فيها بريتش غاز مع إسرائيل وربما أطراف أخري متواطئة لأنها تتعلق بثروات الشعب الفلسطيني ومقدراته، وبالتالي يجب أن يتحرك المدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني ورجال القانون الذين يمثلون الشعب الفلسطيني علي جميع المستويات السياسية والقانونية الدولية لإيقاف هذه الجريمة الكبري التي لا تقل عن الجرائم التي ارتكبت في غزة طوال ثلاثة وعشرين يوما من الحرب.</span> </div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-6612823956339490112009-03-12T21:21:00.000-07:002009-03-12T21:58:17.462-07:00ليالي الإصلاح بمكتبة الإسكندرية<div dir="rtl" style="text-align: right; font-family: arial; font-weight: bold;"><span style="font-size:130%;"><span style="font-size: 14pt;">إبراهيم البيومى غانم<br />في الليلة الأولي (1 مارس الجاري) لمؤتمر الإصلاح العربي السادس بمكتبة الإسكندرية كاد المشاركون في المؤتمر يروحون ضحية وجبة العشاء التي تناولوها في واحد من أفخر فنادق الثغر، إذ يبدو أنها كانت نصف فاسدة، أو بالأقل "كانت بايتة"، فأصيب أغلبهم بتلبك معوي بدرجات متفاوتة، وفي الصباح كان حديث الاضطرابات المعوية هو سيد التعليقات والثرثرات التي لم تنقطع طوال أيام المؤتمر، ولا أحد يعرف ما الذي كان سيحدث لو أن العشاء كان كامل الفساد.<br />فاق عدد ضيوف المكتبة في هذا المؤتمر الـ 600 شخص- حسب ما أعلنه مدير المكتبة في إحدي كلماته الافتتاحية- جاءوا من عدد كبير من البلدان العربية ومن مصر طبعاً، شيباً وشباناً، رجالاً ونساءً، بعضهم أصحاب رؤي واختيارات فكرية وسياسية (إسلامية، ويسارية، وليبرالية، وقومية). ومنهم موالون للحكومات علي طول الخط، ومنهم معارضون لها علي طول الخط، وآخرون منهم لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء، وإنما هم في حكم "عابري السبيل". ووسط هذا الحشد كان لأعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي حضور بارز، بعضهم التزم الصمت وآثر السكوت، وبعضهم تحدث حتي قال الحاضرون ليته سكت كزملائه ولم يتكلم.<br />في الليلة الأولي للمؤتمر أيضاً، وبعد محاضرة بارعة لمدير المكتبة- الحق يقال إنها كانت وحدها التي حملت جديداً من الأفكار في كل ما قيل في المؤتمر- أثار الانتباه بقوة ما قاله في الجلسة الافتتاحية الدكتور صبري الشبراوي- وهو شخصية مرموقة في الاقتصاد والإدارة، فضلاً عن عضويته في لجنة السياسات بالحزب الوطني- فقد أدان منهج الحكومة في إدارة البلاد. وكثّف انتقاده في عبارة موجزة وبليغة للغاية وهي أن "الإدارة الحالية هي إدارة للفقر وتوزيعه"، وتساءل: لماذا يتحدثون دوما عن الفقر فقط، ولا يتحدثون عن مصادر الغني والثراء والموارد الطبيعية والبشرية التي تتمتع بها مصر؟. وقال في حسرة: ليس لمصر أي ترتيب في عالم التقدم الصناعي!، وقال: هل يعقل أن تكون مبيعات محلات كارفور السنوية في مصر 78 ملياراً ينفقها 700.000 مستهلك، وأن يكون إجمالي الدخل القومي لمصر كلها أكثر قليلاً من هذا الرقم؟. وكرّر القول: مصر غنية جداً، فلماذا يتحدثون فقط عن الفقر.. وليه ليه؟". وقد سألته في تعليق علي ما قيل في الجلسة- دون انتظار إجابة منه- وليه ما بيسمعوش كلامك يادكتور شبراوي؟!.<br />في الليلة الثانية أثار الانتباه أيضاً في جلسة عن التفاعلات العربية العربية، ما ورد علي لسان السيد عدنان عمران- الذي شغل سابقاً ولسنوات عديدة منصب الأمين العام المساعد للجامعة العربية- وهو قوله" عملت طويلاً في العمل العربي المشترك، ولكني أكثر الناس جهلاً بهذا الموضوع"!!. وكان واضحاً أن الرجل لا يتحدث حديث التواضع، وإنما حديث الحيرة والغموض ولم يحاول مجرد محاولة، ولم يلمّح ولو بالقليل إلي سر فشل العمل المشترك. وظل كلامه في عموم العموميات، ويبدو أن "العموميات" هي الدرس الأكبر الذي يعيه كبار المسئولين العرب إذا أرادوا أن يظلوا تحت الأضواء- ولو كانت خافتة- بعد خروجهم من مناصبهم.<br />في ليلتي المؤتمر (أول وثاني مارس) شوهد عدد من أبرز الأساتذة والمفكرين المصريين والعرب وهم يغطون في نوم عميق أثناء الجلسات. من هؤلاء: أستاذ فلسفة شهير بأقدم جامعة عربية (كان ينتبه بين الحين والآخر علي سماع التصفيق للمحاضر، ثم يستأنف النوم)، وأستاذ قانون لا يقل شهرة بجامعة الزقازيق، وأستاذ آخر بطب قصر العيني وعضو في لجنة السياسات (كان دمه زي العسل، إذ كان يجلس بجواري، وواصل النوم دون انقطاع إلي نهاية الجلسة، ولما انتبه في نهايتها سألني: إحنا فين؟ قلت له: مازلنا في المكتبة. فشكرني، وقال لي: يبقي أنت ما نمتش). ونام أيضاً رجل دين كاثوليكي معروف، إضافة إلي عدد آخر من الحضور. وانتهت ليالي الإصلاح!.<br />صحيح أن شيوع ظاهرة النوم ليست حكراً علي مؤتمرات الإصلاح بمكتبة الإسكندرية، بل هي في أغلب المؤتمرات، وآخرها المؤتمر الحادي والعشرون للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية حيث نشرت بعض الصحف المصرية الصادرة (6 مارس الجاري) صورة تجمع شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية وهما يغطان في نوم عميق أثناء الكلمة التي ألقاها وزير الأوقاف محمود زقزوق في الجلسة الافتتاحية. فهل يعني هذا أن النوم مشروع في المؤتمرات؟ أم أنه لابد من شرطة متخصصة في مطاردة النوم من أعين المشاركين فيها؟، أم أن المطلوب هو إصلاح منهجية المؤتمرات ذاتها؟</span></span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-53437179590771249862009-02-24T01:57:00.000-08:002009-02-25T06:13:37.201-08:00لأول مرة بعد الإفراج عنه يتكلم كما لم يتكلم من قبل فى حوار مع الدستور2<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaVRckgypDI/AAAAAAAABJ8/zVPpQV-zsOQ/s1600-h/1_561193_1_34.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 390px; height: 310px;" src="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaVRckgypDI/AAAAAAAABJ8/zVPpQV-zsOQ/s400/1_561193_1_34.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5306737287205397554" border="0" /></a><br /><br /><br /><br /><span style="font-size:130%;"><br /></span><br /><span style="font-size:130%;"><a style="font-weight: bold;" onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaPFhK2oLfI/AAAAAAAABJE/nM3P0dnoZwk/s1600-h/3303126919_6b8cfc8ee2_m.jpg"><br /></a></span><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><span style="font-size:130%;">حوار: رحاب الشاذلي</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">تواصل «الدستور» اليوم الحلقة الثانية من حوارها مع دكتور أيمن نور - زعيم حزب الغد - الذي بدأته أمس وقدم خلالها اعترافاته لأول مرة عن أخطائه في السياسة والحزب والصحافة. وفي الجزء</span><span style="font-size:130%;"> الثاني من الحوار يكشف نور عن تفاصيل العرض الذي تلقاه داخل محبسه من كبار المسئولين مقابل الإفراج عنه وإلي نص الحوار:</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> مَنْ هم المسئولون الذين قاموا بزيارتك في السجن؟ وما تفاصيل هذا اللقاء؟</span><br /><br /><br /><br /><span style="font-size:130%;">- ما أستطيع قوله في هذا الموضوع أنه منذ عامين عُرض عليَّ من قبل وسطاء بعضهم رسميون وآخرون دبلوماسيون، الإفراج عني بشرط السفر في ذات اليوم للعمل في مؤسسة دبلوماسية دولية في الخارج فرفضت العرض بشدة وأكدت أنني غير راغب في السفر للخارج وأنني أفضل أن أبقي في السجن علي أن أجبر علي مغادرة بلدي.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> وأنت تراجع حساباتك وأخطاءك السياسية في السجن كيف قيمت معركتك مع النظام وهل تري أنك أخطأت؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- لم أخطئ في تعاملي مع النظام ولم أفعل شيئًا يمكن أن أندم عليه في معركتي لكن ممكن في بعض الأوقات تص</span><span style="font-size:130%;">در بعض التعبيرات الانفعالية ولكن هذا أمر مسموح به في الانتخابات ومرتبط باللحظة فقط، لكنني في الحقيقة لم أر علي الإطلاق أنني كنت متجاوزا، طوال سنوات عملي السياسي كنت أتحدث بصوت منخفض حتي في البرلمان لم أرفع نبرة صوتي لمرة واحدة لكنني كنت في نفس الوقت أحمل مبدأ في طرحي السياسي ولا أقبل التنازل، وأري أني كنت أعبر عن أمة مأزومة، وبقدر تلك الأزمة وحجمها كنت أتحدث وكان الصراخ بحجم الألم، خاصة أن مصر فيها فساد واستبداد وخداع بصري في كل شيء، وارتفاع نبرة المعارضة هو انعكاس حقيقي لمقدار الأزمة وحجم الفساد والإستبداد والمغالطة والمكابرة السياسية ومحاولات «تلبيس» كل الكلمات الإيجابية معاني وحقائق مختلفة.. المغالطة في كل شئ عندنا تتم عيني عينك.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">والنظام المصري يمارس سياسة السير عكس خط السير فيعطي إشارات أنه سيتجه نحو إصلاحات لكنه يترجم تلك الإصلاحات علي أرض الواقع إلي إفساد ما كان صالحا وليس إصلاح ما كان فاسدا.</span><br /><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaVRwd_5MqI/AAAAAAAABKE/Dd2hOUo0qiQ/s1600-h/3303126051_508dae000a_s.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 75px; height: 75px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaVRwd_5MqI/AAAAAAAABKE/Dd2hOUo0qiQ/s400/3303126051_508dae000a_s.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5306737629054186146" border="0" /></a><br /><span style="font-size:130%;">> من داخل سجنك كنت تتابع أخبار جمال مبارك وكل ما يصدر عنه من تصريحات أو ما ينشر عنه من أخبار كما أنك تحتفظ بكل هذا في أرشيف خاص.. كيف تقيم الأداء السياسي لجمال خلال الفترة الأخيرة؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- شايف أنه يجب أن نتوقف أمام حالة جمال مبارك بوصفها حالة متكررة في العالم العربي، وأنا أريد أن أسترشد بجمل قالها «سيف الإسلام القذافي» في حواره مع جريدة الشرق الأوسط عندما سئل عن أسباب اعتزاله العمل السياسي قال جملة في غاية الأهمية في تقديري وهي: «كنت أريد أن أقوم بدور لحل بعض المشكلات التي يعاني منها الشعب الليبي ففوجئت بسبب المنافقين الذين يحيطون بي أنني أصبحت المشكلة الأولي»، والحقيقة أن «جمال مبارك» أصبح الآن مشكلة في حد ذاته بسبب وجوده الكثيف حتي أصبح هو عين المشكلة ، اليوم كل شيء في مصر يدور في فلك جمال مبارك وكل تطور مفترض أنه إيجابي يدور حول شخصه وأفكاره.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> طرحت بعد خروجك من السجن أنك مهتم بفتح نقاش سياسي مع جمال مبارك.. لو أتيحت لك الفرصة، ماذا ستقول له وهل تعلن له صراحة ما سبق وأشرت إليه من أنه «عين المشكلة في مصر»؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- أنا أريد عمل حوار سياسي وطني معه ووصفي له بأنه «عين المشكلة في مصر» سأعلنه أمامه صراحة لأنه تحول من شخص نشط في حزب إلي شخص تدور حوله كل الأحداث في مصر لتبرير وجوده في هذا الحزب أو في هذا الوضع الذي تجاوز الحدود القانونية والدستورية التي تسمح لشخص في مثل وضعه أن يتواجد فيها. صحيح جمال مبارك نجل الرئيس مبارك لكنه في النهاية الأمين العام المساعد للحزب الوطني وهذا الدور الذي يقوم به مرتبط بوصفه ابن الرئيس وليس بوصفه الأمين المساعد للحزب بدليل أن هناك أمناء مساعدين في الحزب لايحظون بذات القدر من الاهتمام الإعلامي والرسمي ولا يتحركون في مواكب تضم عشرات الوزراء..!!</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">«جمال» يمثل حكومة أخري موازية في مواجهة الحكومة الحقيقية في مصر وهذا الوضع يمثل حالة من حالات الخلل الدستوري وحالة من حالات الارتباك السياسي. الحزب ليس الحكومة، فحتي لو كان هذا الحزب هو الذي يشكل الحكومة إلا أنه فهو لا يمكن له أن يتحدث ويصرح باسم الحكومة والوطن كله، هذا الوضع أمر في غاية الخطورة ولايفيد الديمقراطية.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> لو أتيح حوار مع «جمال مبارك» في إطار حوار وطني أو بين حزب الغد والفكر الجديد في الوطني متمثلا في شخص جمال - كما يقولون- أنا شخصيا أريد أن أستوضح منه موقفه الأيديولوجي والسياسي فهل يري أنه إصلاحي ليبرالي أم ليبرالي شمولي ؟ وهل يري أن الليبرالية توجه اقتصادي واجتماعي فقط وليس توجها سياسيا؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- إذا كان السيد «جمال» ليبراليا بحق فعليه أن يصارحنا بموقفه من قانون الطوارئ والقوانين الاستثنائية، وعليه أن يصارحنا بموقفه من الاعتقالات العشوائية، والاعتقالات التي طالت آلاف المصريين الذين أمضوا عشرات السنين داخل السجون دون محاكمة أو توجيه اتهام حقيقي أوعرضهم علي قاض يحسم في شأن تلك الاتهامات، لكان علي جمال </span><span style="font-size:130%;">مبارك أيضا أن يكشف عن موقفه من تلفيق القضايا للخصوم السياسيين وموقفه من عدم تداول السلطة وحالة التصلب في شرايين الوطن والتي طالت مستويات مختلفة من السلطة علي المستوي التنفيذي والتشريعي وجميع سلطات الدولة. ولكان عليه أيضا أن يواجهنا بموقف واضح ومحدد من مسألة نزاهة الانتخابات في مصر. وهل يؤمن فعلا أن مصر بلد تجري فيه الانتخابات وفقا للقواعد الدولية لنزاهة وشفافية الانتخابات وهل يؤمن أيضا بأن الليبرالية الحقيقية تعني القبول بالآخر، وأن ما يحدث في مصر هو نفي الآخر سواء كان بدعوي أنه محظور سياسيا أو أنه ممنوع من ممارسة حقوقه السياسية؟!.. هل هذه المواقف مواقف ليبرالية وهل تتسق مع منطق أو قيم الليبرالية التي لاتعرف التجزئة والتي لايمكن اختزالها في برامج اقتصادية ومواقف اصلاحية دون غيرها؟!</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> هل تابعت زيارات أمين السياسات في القري والنجوع وأن هذه الزيارات متشابهة إلي حد التطابق مع ت</span><span style="font-size:130%;">لك التي أجراها من قبل الرئيس مبارك... وبماذا تفسر ذلك ؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- المشكلة أن جمال مبارك شخص يعلن أنه يحمل أفكارًا جديدة ولكنه يطبق تلك الأفكار بأدوات قديمة وبوسائل قديمة، فكثير من الأمور التي يقوم بها والتي من المفترض أن نصفق له عليها لا نجد تعبيرا يلخص كل هذه الأعمال غير «قديمة» كل حاجة بتحصل في مصر «قديمة».</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> بعض الآراء والتحليلات السياسية تقول إن عملية التوريث ونقل السلطة إلي جمال ستتم خلال فترة قصيرة في ظل وجود مبارك الأب ذلك لأن هناك جهات سيادية في الدولة تقف ضد هذا المشروع بكل قوتها.. ما رأيك في هذا الطرح وما تصورك لعملية انتقال السلطة؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- أنا كمواطن أسمع شائعات كثيرة وتكهنات بخصوص عملية التوريث، لكني كسياسي ليس لدي معلومة يقينية، وبالتالي لا يمكن لي إصدارحكم قطعي في هذا الموضوع إلا أنه من خلال الحقائق المنظورة والتي تقول إن هناك خطوات تصاعدية تزيد من توسع دور«جمال» في الحياة السياسية، حيث يظهر في الاحتفالات الرسمية والعامة في صفوف متقدمة لدرجة</span><span style="font-size:130%;"> أننا لا نجد تفسيرًا أو مبررًا، لماذا يكون مكان الأمين العام المساعد للحزب الوطني بجوار رئيس الوزراء، و يسير الوزراء في كل الاحتفالات خلف جمال مبارك بعدة خطوات، و يصدر توجيهاته للوزراء بشكل علني وأمام الناس والكاميرات بصورة تعطي انطباعًا ظنيًا لدي من لا يعرف أنه رئيس الوزراء الحقيقي، الذي يدير الأمور في مصر..</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">أنا لست ضد أن يكون جمال مبارك رئيسا للوزراء.. بس يعلن، لأن السلطة تواجه قدرًا من المسئولية بقدر ذات السلطة.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> خلال الأربع سنوات الماضية صعد أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني بشكل كبير خاصة علي المستوي السياسي داخل الحزب الحاكم.. ذلك الصعود السياسي والاقتصادي أيضا أصبح مثيرًا لطرح تساؤل حول منصبه القادم في الدولة؟</span><br /><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaVRwqElSpI/AAAAAAAABKM/XObUhPUMVik/s1600-h/3303957548_cdd8558c1a_s.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 75px; height: 75px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaVRwqElSpI/AAAAAAAABKM/XObUhPUMVik/s400/3303957548_cdd8558c1a_s.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5306737632295078546" border="0" /></a><br /><span style="font-size:130%;">- تقييمي الشخصي لـ«أحمد عز» وأنا زاملته خمس سنوات في المجلس حيث بدأت علاقتي به بانطباع سيئ عن شخصه، لكن عندما حضرت بعض اجتماعات اللجان التي كان يشارك فيها تنبهت إلي أن هذا الرجل شديد الذكاء واسع الاطلاع في بعض المجالات وله فريق عمل ضخم جدا يحضر له الملفات والمعلومات، وأري أن «عز» يحاول تعويض نقاط ضعف كثيرة في شخصيته، وأقوي علامات الضعف هو أن قبول أحمد عز إجمالاً ضعيف جدًا ويصل إلي حالة من حالات النفور منه، وفي نفس الوقت هو شخص مجتهد وذكي وحاد ومحدد جدا، وهذه الأمور مفترض أن تحسب له، لكن المشكلة أنه شخص ليس لديه القبول الكافي بل والاقل من الكافي لدي الناس والمتابعين والمشاركين في الحياة السياسية.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> في ظل الإمكانيات التي يمتلكها عز وصعوده الاقتصادي وقوته السياسية كيف تري مكانه السياسي القادم؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- صعوده القادم قد يكون صعودًا للهاوية، لأن عز نفوذ اقتصادي قوي ونفوذ سياسي أقوي، لو تزحزح النفوذ السياسي سيؤثر بشدة علي النفوذ الاقتصادي وقد يؤدي إلي كارثة سيدفع ثمنها غاليًا، لأني متخوف من التزاوج غير المفهوم بين الصعود والنفوذ السياسي والاقتصادي لأنه لا يمكن الإجماع بين الاثنين، فالجمع بينهما هو جمع بين نقيضين «عز» يمثل رجال الأعمال والقطاع الخاص والاستثمار الخاص، وهو في نفس الوقت يضع الموازنة العامة للدولة ويضع خريطة الاوضاع السياسية والحزبية بحكم وضعه كأمين تنظيم في الحزب، وهذا التداخل ليس مجرد أخطاء بل خطايا فادحة في حق البلد، وتوازن السلطات فيها، أما الرهان علي أن «عز» سيقوم بإحداث التوازن بين فكرة الرقابة والمسئولية وأن يكون رقيبًا أم شريكا أم طرفا مستفيدا من كل هذه التوازنات وهذا أمر صعب جدًا وفوق احتمال أي إنسان.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> وإن نجح في تقييمك ما هو منصبه القادم؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- مش عايز أتكهن بأمور البعض يتحدث فيها باعتبارها احتمالات، لكن بالقطع أحمد عز شخص له طموح. وهو أذكي من أن يأخذ أي منصب لأنه يمثل مرحلة وسطي بين الدولة الرسمية والدولة الخفية.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">في مصر أصبحت هناك دولتان بحكومتين الأولي الدولة الرسمية التي يمثلها أحمد نظيف وحكومته والثانية هي الدولة الخفية التي يرأسها جمال مبارك ويمثل رئيس أركانها أحمد عز. لذلك أتصور أنه طالما بقي جمال مبارك يلعب هذا الدور الموازي طالما بقي عز محافظًا علي هذا الدور الموازي أيضا، أما إذا انتقل جمال إلي الدور الرسمي فهذا يعطي انطباعًا أن عز ممكن أن ينتقل إلي الدور الرسمي.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> أحمد عز يدعم ويشكل نسبة كام من قوة جمال مبارك السياسية ؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- عز يدعم جمال ويشكل علي الأقل نسبة 60% من قوة نجل الرئيس.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> والنسبة الباقية من قوة دعم جمال.. من يمثلها؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- النسبة الباقية في مجموعات أخري من رجال الأعمال الموجودين في الحزب الوطني.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> ما تقييمك لفتحي سرور وهل هو مع التوريث أم ضده وما طبيعة دوره في رأيك؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- سرور شخصية وسطية يأخذ مواقف جوهرية في القضايا الثانوية ويأخذ مواقف ثانوية في القضايا الجوهرية، وهذا منهج وسطي لتفادي الصدام ولضمان الاستمرار والبقاء فهو حرس نفسه وكرسيه فقط، ليس له علاقة بتقسيمة الحرس القديم والجديد،وسرور شخصية مؤهلة بحكم علمه أن يكون الشخص رقم واحد وهو يدرك هذا ولكنه يوظف هذا العلم لكي يبقي الشخص الثاني، لأنه مدرك أن الدخول في مربع رقم واحد هو الدخول في مربع المنافسة علي السلطة.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> وماذا عن تقييمك لأداء الحزب الوطني وكيف تري المرحلة الراهنة التي يمر بها ؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- لا يمكن لنا الفصل بين الحزب الوطني وبين مسئوليته عما يحدث في مصر لأنه في النهاية هذا الحزب سواء في عهد جمال مبارك أو ما قبل ظهوره هو الذي يحكم منذ أكثر من 30 سنة، فهو مسئول عن كل ماحدث في هذه المرحلة من أخطاء ومضاعفات لمشاكل مزمنة، وكون أن الحزب الآن يجلب بعض الأفكار التي تبدو جيدة في ظاهرها وحديثة وتوافق ما يحدث في بعض الدول المتقدمة، لا يبرئ ساحته أو ينفي مسئوليته عن هذه المضاعفات والإشكاليات التي تكونت بسبب الفساد والازدواجية في المعايير وعدم وجود معيار حقيقي لكفاءة التنفيذ في أي شيء، كثيرًا ما نسمع أفكاراً تبدو جيدة لكنها في التطبيق تتخذ مسارًا مختلفًا تمامًا.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">المشكلة الحقيقية أننا أمام حزب يتحدث بلسانين ويفكر بعقلين وينفذ بطريقة تالتة خالص.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> تجربة السجن هل ساعدتك علي رؤية النظام الحاكم وحزبه من مساحة أقرب عما كنت فيها بالخارج؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- من داخل السجن استطعت أن أري صورة بانورامية لمشاكل مصر، المسجون نصف ميت لأنه ينتقل إلي عالم آخر، ولا يستطيع أن ينتقل إلي العالم الأول بسهولة ومرونة ومن ثم رأيت صورة أكثر شمولاً عن التي كنت أراها وأنا داخل الأحداث وتفاصيلها التي تحجب رؤية الصورة مكتملة، أصبح لدي قناعة بعد السجن أن السبب في كل ما يحدث هو الإهمال والفشل والكذب، هذا الثالوث المقدس السبب في كل الكوارث.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> بصراحة هل كان طموحك في الشهرة والترشح لانتخابات الرئاسة في مواجهة الرئيس مبارك من ضمن أسباب إصرارك علي الترشح والمواصلة؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- بنسبة قليلة جدًا جدًا بصراحة. لأني في المرحلة الأولي من حياتي البرلمانية من 95 إلي 2000 لم أكن راضياً عنها بشكل جيد لأنه وقتها كان مازال لدي قناعة أن الإصلاح يمكن أن يتم من خلال التعاون مع النظام وتوسيع جسور الثقة، لكن في الآخر اكتشفت أن هذا أمر صعب تحقيقه وأنه مهما قدمنا من تنازلات لا يمكن الحصول علي إصلاحات حقيقية وجذرية، لكن من 2000 إلي 2005 أنا راض بنسبة 100% عن أدائي البرلماني والسياسي وكان موقفي السياسي واضحًا جدًا وأقول رأيي دون النظر إلي الحسابات والمصالح السياسية.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> ما الأخطاء السياسية التي وقع فيها حزب الغد وسيتم أخذها في الاعتبار ومعالجتها الفترة القادمة؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- الحزب كمؤسسة لم يقع في أخطاء. لكنه كان ينبغي في وقت ما أن نتنبه إلي أن معركة بناء الحزب خلال 89 يومًا وهي فترة قصيرة جدًا كانت محتاجة تكون أطول وكان ممكن في نفس الوقت نعيد ترتيب أولوياتنا. أنا شخصيًا لو عاد بي الزمن كنت أخذت قرارًا بإنشاء الغد ولن أتراجع عنه، لأنه علي الرغم من أنه أضر بالحزب في بعض الجوانب إلا أنه صنع حزبًا كبيرًا مأزوما وده أفضل ما كنا خضنا المعركة كحزب صغير غير مأزوم.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> كيف تري قرار العفو الصحي عنك بهذا الشكل المفاجئ.. هل النظام المصري عقل فجأة وبناء عليه قرر العفو أم ماذا حدث من وجهة نظرك؟!</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- لو كان هذا القرار سبق وصدر في وقت مناسب دون مماطلة في اتخاذه الذي استمر لأربع سنوات كنت وصفته بأنه قرار عاقل وحكيم، لكن تأخر صدوره حتي ما قبل الإفراج عني بقوة القانون بأربعة شهور يعطي انطباعًا بأن الغاية النبيلة من القرار لم تكن هي نفسها الغاية المقصودة وقت اتخاذه. بمعني أني بالنسبة ليه كنت خارج خارج.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">> كيف تري المستقبل السياسي في مصر؟</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">- رغم كل شئ أنا متفائل رغم أن عناصر التفاؤل تنقص كل يوم لكن ولد بداخلي عناصر جديدة، علي سبيل المثال السجن علمني أن الأمل هو السلاح الوحيد للإنسان ليدافع عن نفسه في مواجهة أن يموت قهرًا أو ظلمًا أو يأسًا.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><br /></span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-76026115976167018302009-02-23T02:33:00.000-08:002009-02-23T02:46:12.538-08:00لأول مرة بعد الإفراج عنه يتكلم كما لم يتكلم من قبل فى حوار مع الدستور<div style="text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><a style="font-weight: bold;" onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaJ94rFui_I/AAAAAAAABI8/ooJ6slBfBGk/s1600-h/spaceball.gif"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 1px; height: 1px;" src="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaJ94rFui_I/AAAAAAAABI8/ooJ6slBfBGk/s320/spaceball.gif" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5305941723588758514" border="0" /></a></span><br /><span style="font-size:130%;"><a style="font-weight: bold;" onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaJ8nKl8IiI/AAAAAAAABI0/UWiWcOw9g20/s1600-h/640649.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 300px; height: 225px;" src="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaJ8nKl8IiI/AAAAAAAABI0/UWiWcOw9g20/s400/640649.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5305940323296092706" border="0" /></a>حوار : رحاب الشاذلى</span><br /></div><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><span style="font-size:130%;">> هل تتذكر أول يوم لك داخل السجن والشخصيات التي قابلتها ورد فعلهم علي سجنك؟<br /><br />- لم يفاجأ أحد بالعكس كلهم قالوا لي إنهم كانوا متوقعين سجني وفي أول يوم حبس التقيت بشخص اسمه «جمال حبيب» تاجر سيارات وكان هذا الرجل سبق وزارني قبل سجنه في مكتبي لرفع إحدي القضايا،<br />وفي أول تعليق له علي سجني قال «إحنا كنا عارفين إنك جاي بقالنا أسبوعين منتظرينك» وسألته عرفتم منين ده أنا شخصياً فوجئت بقرار القبض وتنفيذه فرد : من السكرتير بتاعك اللي اسمه «إسماعيل عبداللطيف» وقاللي أوصاف كلها انطبقت علي هذا الشخص الذي كنا نعرفه في الحزب باسم «ضياء» والذي اكتشفنا فيما بعد أنه هو نفسه المخبر الذي استخدمه الأمن للقيام بعملية تزوير التوكيلات وترتيب القضية، وبالفعل بحثنا في ملفه الجنائي فوجدنا أن اسمه الحقيقي إسماعيل عبداللطيف، وبهذا حصلت علي أول خيط القضية من داخل السجن.<br /><br />> مَنْ أبرز الشخصيات التي التقيتها في السجن؟<br /><br />- الوزير السابق توفيق عبده إسماعيل، وحسام أبوالفتوح، ومحافظ الجيزة السابق ماهر الجندي وكان موجود إبراهيم عجلان - عضو مجلس الشعب السابق - ووكيل أول وزارة التعليم المرحوم سمير وهدان، كما كان هناك عدد آخر من رجال الأعمال ونواب القروض.<br /><br />لكن لم تكن هناك مساحة للتحاور أو الحديث مع أحد بسبب التضييقات التي كنت أتعرض لها.<br /><br />> كيف كانت علاقتك بـ «حسام أبوالفتوح» وماذا عن الصورة التي رسمها لك ولأسرتك وأهداها إليك؟<br /><br />- قابلت حسام بالصدفة كثيرا أثناء خروجي للزيارة مثلا وأهداني أجمل هدية في السجن وهي أنه رسم صورة لي أنا وأبنائي وزوجتي مازلت محتفظًا بها حتي الآن وهذا شخص كريم جدا وكان عامل مؤسسة اجتماعية خيرية داخل السجن، أما الذي نشأت بيني وبينه صداقة هو خالد حامد محمود - المتهم في قضية نواب القروض - ووالده كان وزير الحكم المحلي في عهد السادات وكان نائب معي في المجلس من 95 إلي 2000، وده كان الشخص الوحيد اللي كنت باحب أتكلم معاه.<br /><br />مع ذلك أهم شخصية شفتها في السجن كان متهم في قضية «محجوب» شقيق «رفعت محجوب» واسمه «زيزو» وعمره 90 عامًا تقريبا ووزنه حوالي 40 كيلو، كان طول الوقت بيتصرف بشكل كوميدي مثلا يقع جوه الـ «تواليت» بسبب شده نحافته وفي إحدي المرات قاللي «انت بقي اللي كنت مترشح تقعد مكان عبدالناصر» قلت «اه الله يرحمه» فغضب مني وقاللي «ما تقولش الله يرحمه عبد الناصر لسه موجود»، الغريب في «زيزو» إنه كان كل ما يقابلني يطلب مني أشتري له «كيس شيبسي» كنت اندهش جدا من طلبه خاصة لكبر سنه، وفي يوم مرض جدا وطلبني وقال «عايز اقولك علي حاجه مهمه انت عارف انا كل ما بشوفك ليه باطلب منك كيس شيبسي» سألته ليه رد: عشان كنت بأكسب في كل كيس ربع جنيه وأنا كنت بطلبه منك عشان أحوش الأربع جنيه دول كلها وفعلا حوشت 27 جنيه أجرة التاكسي اللي هروح بيه بس لأني بموت هنا فأنت خدهم لأنهم بتوعك لأنك أنت اللي كنت بتجيب لي الشيبسي» وبالفعل مات عم «زيزو» في اليوم نفسه.<br /><br />> تعامل أمناء الشرطة والظباط معاك جوه السجن كان عامل إزاي هل كانوا متعاطفين معاك ومصدقينك ولا كانوا شايفينك مزور؟<br /><br />- بصراحة كانوا بيتعاملوا معي بشكل جيد،لكن التعليمات كانت في منتهي القسوة وهي حرماني من حقوقي، بس التعامل الجيد كان سرًا وكل واحد فيهم جاي من قريته كان ينقل لي سلامات أهل البلد، وكلامهم وانطباعاتهم الجيدة عني، لم يعتد عليَّ أحد إلا خارج السجن.<br /><br />وفي إحدي المرات، جاءني المخبر اللي في السجن وقالي «أنا عندي ألم شديد في المعدة» وطلب مني أعطيه الدواء المطلوب وفعلاً بمجرد ما أخد مني الدواء أعاده لي مرة أخري وقاللي «أنا مش عايزها أنا بس كان نفسي أعرف لو أنا جيت وقلت لك أنا موجوع هتهتم بيه وتديني العلاج ولا تمنعه زي ما بنمنع عنك الدواء... وأنا لما أروح بلدنا هحكي شهامتك معايا وأقول إن الراجل اللي إحنا بنمنع عنه الدواء ترك سريره وأعطاني دواه عشان يعالجني» الحكاية ديه أثرت فيا .. وفي مرة تانية كان السجن مانع الزيارات عني ودخول الطعام، ففوجئت في يوم إن فيه ظابط يحمل لي أكل طلب من مراته تعمله عشاني وكان الظابط بيهرب لي أكل من بيته اللي مراته بتعمله.<br /><br />أنا لسه لحد اليوم عليه 3 آلاف و500 جنيه للسجن، طالع مديون لم أشتر خدمة أحد مقابل فلوس من يخدمني كان بحب، في يوم كان في طبيب ظابط في السجن وجاء وقال لي «أنا سمعت انك بتمر بأزمة مالية كبيرة وأنا جايب لك مبلغ من فضلك اقبله، أنا كنت رايح أشتري عربية جديدة بس القديمة لسه موجودة وعشان كده مش محتاج الفلوس ديه الآن» الموقف ده وغيره من المواقف أثرت في طريقة رؤيتي للأشياء والتفاصيل الصغيرة التي لم أكن أتوقف عندها من قبل.<br /><br />> معرفتك للمرادفات الأوسع لمعني الظلم وغيره هل ستنعكس علي أدائك السياسي في الفترة القادمة؟<br /><br />طبعا، سأقوم بإعادة ترتيب أولوياتي واهتماماتي في الحياة من أهمها استقلال القضاء وعدالة التقاضي في مصر كان بالنسبة لي موضوعاً ثانوياً جدا، أنا اتظلمت بس اكتشفت إني مش المظلوم الوحيد، شئ مرعب أن يكون الانسان غير مطمئن أو يأمل في عدالة قاضية ولكني عشت أفقد هذا الأمل داخل سجني لما عملت2013 بلاغ وقضي، في 99% منهم لم يكن عندي أمل في الحصول علي العدالة، اللي عايز أقوله كمان إن من أولوياتي التانية اللي اتغيرت بعد سجني إني أتمني إن العمر يرجع تاني وأعيش وأرعي أولادي وهما صغيرين. أنا انشغلت بحياتي ولم أستمتع بأولادي لأني كنت متعجلاً طول الوقت.<br /><br />> ما الأمور التي تري بعد سجنك أنك تعجلت فيها كثيراً وكانت أخطاء وكان عليك مراجعتها وهل انتخابات الرئاسة من هذه الأمور؟<br /><br />- لم يكن من بينها انتخابات الرئاسة علي الإطلاق، لما دخلت السجن بدأت أفكر هل أنا عملت كل حاجة لوجه الله وبصدق دون وجود أدني غرض من الشهرة أو إشادة الناس بي، فبدأت أحسب كل حاجة عملتها وبدأت أخصم الحاجات اللي أنا شاكك أني عملتها ولم أكن مخلصاً، وتدخلت فيها أغراض أخري انتخابية أو سياسية أو حتي بها قدر من الرياء للناس، وبدأت أخصمهم واحدة واحدة، بكيت بشدة لأني وجدت الباقي اللي عملته بمنتهي الصدق والإخلاص قليل جدا، فقررت أول ما أخرج من السجن أني أكون أكثر إخلاصا وأن أكون أكثر عدالة مع أولادي لأني لم أكن عادلاً معهم ودلوقتي باحاول أعوض الحاجات إلي ما عملتهاش معاهم قبل كده.<br /><br />> وعلي المستوي السياسي ما هي الأمور التي راجعتها ووجدتها لم تكن صادقة أو حقيقية وكانت خطأ؟<br /><br />- وكنت محتاج أكتر أن يكون أدائي البرلماني من عام 95 إلي 2000 مثل أدائي من 2000 إلي 2005 الذي كان أصدق وبلا أي توازنات في الفترة ديه لم أتفاد شيئاً نتيجة الحرج أو مجاملة لأحد، لكن في حاجات أحيانا لم أكن أدخلها نتيجة الحرج وده خطأ أنا ارتكبته بصراحة مرة واحدة في البرلمان عملت موقف لسه بندم عليه حتي اليوم وهو أنه كانت هناك مناقشة لقانون رفع السن للتعيين وأن «المعاش لا يكون له سن» فأحد الأشخاص اتصل بي وقال لي «أملنا ألا تعارض هذا القانون لأنه يمس مصالح فلان وفلان وهؤلاء لهم خبرات كبيرة محتاجينها في البلد» في هذا اليوم تغيبت عن الحضور بحجة إن في عزاء في باب الشعرية ولازم أحضره، أنا نادم جدا علي الموقف ده لأنه كان لازم أقول «لا» ممكن الموقف يكون تافهاً والآخرون لم ينتبهوا لما فعلته، لكني في السجن عاتبت نفسي كتير علي هذا وحسيت إني لو اتظلمت في السجن وعانيت ممكن يكون بسبب إني كنت نائباً وفي لحظة كان لازم أقول فيها «لا» وماقلتش، وفكرت إن في ناس كتير اتظلمت واتحرمت من الترقية بسبب عدم خروج كبار السن للمعاش، ممكن كان مجرد وجودي في المجلس وحتي معارضتي لم تغير شيئاً، بس كان لازم برده أقول «لا»<br /><br />> ما الموقف الذي راجعته بينك وبين نفسك في السجن ووجدت أنك أخدته أو عملته من أجل الشهرة؟<br /><br />- فيه موقف صحفي وليس سياسياً وأنا نادم عليه جداً، ولو عدت في يوم من الأيام - رئيس تحرير - فلن أكرره مره أخري لأن هذا الخطأ مازال يؤلمني ويغضبني من نفسي في وقت كان توزيع جريدة الغد بيزيد تقريباً كل عدد 20 ألف وفي الوقت ده تحديدا كان بالظبط التوزيع 170 ألف نسخة، وكان عندي رغبة شديدة إننا نكسر رقم 200 ألف فجاء أحد الصحفيين وقالي عندي شيء قوي وهو سبق خبري وكان علي تليفونه صورتان لفنانتين شابتين وحاملين أرقام السجن، وهما كانتا متهمتين في قضية قيل إنها كانت قضيه آداب، ونشرت الصورتين في الصفحة الأولي وقلت الحقيقة إنهم فعلا اتظلموا في القضية ودي كانت الحقيقة، بس الحقيقة أن غرضي من الكتابة ليس الدفاع عنهم، بل مجرد نشر الصورتين وعمل ضجه إعلامية وبس أرفع بيها التوزيع، وحتي الآن ضميري لم يسترح لهذا التصرف ونشر صورتيهما بهذا الشكل وأنا لم أفكر قد إيه أنا اتسببت في أذيتهم نفسيا بسبب الصور، خاصة وأني متأكد إن الصور ديه ملفقة كان مفترض إني أنشر المادة التحريرية فقط بدون الصور، لكن حلمي رفع التوزيع هو الذي دفعني لنشر الصور، والآن أنا أستغفر الله علي هذا الأمر وأتمني إنهم يسامحوني.<br /><br />الأمر الآخر أني كابن وحيد لأمي وأبويا لم أعش معهما أيامهما الأخيرة وكذلك أولادي لأني ماشفتهمش وهما بيكبروا وهذه الأشياء تؤلمني نفسيا جدا وفي السجن لم يمر يوم بدون أن أحلم بأبويا وأمي حتي البيت إلي اتربيت فيه كنت بحلم بيه وإنه حوائطه بتضحك، «فجأه توقف نور عن الحديث مره أخري وعيناه لم تكف عن الدموع»<br /><br />أنا عمري ما خنت حد ولا أذيته لكني في الوقت نفسه أتأذيت كتير واتظلمت من موسي مصطفي موسي ورجب هلال حميدة، أمي عاشت طول عمرها مريضة بالحمي الروماتزمية وكان معجزة إنها تنجب اطفال، وخلفتني حبا في أبويا وده سبب عدم وجود أشقاء ليه. في يوم من الايام لقيت رجب بيشتم في أمي في جريدة الغد إليِّ أنا عملتها بنفس اللون اللي أنا اختارته، بنفس الخط اللي أنا اختارته، باع علي حس مجهودي وتعبي وبعد كل ده في الجرنال بتاعي » أمي اتشتمت فيه» مش هقدر أنسي له ده، في ناس أصرت تزرع المرارة جوايا، واحد زي «موسي» لم يصدر مني تجاهه إلا كل خير ولم تكن له علاقة بالسياسة ولا الحياة العامة وأنا كنت في كل جلساتي كنت بتكلم عن مميزاته اللي هي أصلا مش موجودة فيه، وهو بعد مادخلت السجن كان بيكلم الناس عن عيوبي اللي مش موجودة فيا أنا كان بيصعب عليه أقول عنهم الحقيقة بتاعتهم لكنهم لم يصعب عليهم إنهم يقولوا كلام كتير مفيهوش حاجة واحدة حقيقية.<br /><br />> لكنك الذي أدخلت موسي مصطفي موسي عالم السياسة ودعمت دخول رجب هلال حميده لحزب الغد؟<br /><br />- ده خطأ كبير أنا ارتكبته في حياتي، لكني في لحظتها كنت أتصور إني بأعمل حاجة جميلة وأضيف للحياة السياسية، الفقيرة وأصبح هناك حزب جديد اسم الغد المفتوح أبوابه للجميع، أنا حساباتي لم تكن خطأ، حساباتي كانت «العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة» لكن تدخل الحكومة أظهر العملة الزائفة وكأنها عملة جيدة، أنا ناضلت حتي لايحدث انشقاقات في الغد وعملت لائحة تضمن ده لكن لجنة شئون الأحزاب لم تهتم به لأن ساعة الجد الدولة ما بتعرفش القانون واحترامه.<br /><br />عمري اتسرق ومجهودي وقراءتي وبحثي وفكرتي وللأسف اللي سرقوه ما عرفوش يحافظوا عليه لأنهم مايستهلوش، أنا حاسس إن في حد خطف ابني وعمله «بسطرمة وسابها لحد ما عفنت حتي ماكلهاش» لو كانوا سرقوا الحزب وكبروه والله كنت أفرح إني ابتديت شيء والناس كملت، لأن الغد مش بتاع أيمن نور، واللي حصل إنهم حرقوا الحزب وتاريخه وفي أول عدد من جريدة غد موسي الذي خرج وصدر بدون ترخيص لمدة عام «مفيش حد في مصر يعمل كده» لكن هما عملوا كده معايا وفي أول عدد ليهم وجدت تأييدًا لـ «جما ل مبارك» الذي دارت بينا وبينه معركة شرسة ثمنها دخولي السجن.<br /><br />موسي ورجب فرغا كل شيء من معناه وكادا يكرهانني في كلمة الغد، كانا يبيعان الجرنال «بشتيمتي» إيه الظلم ده إلي كان واقعه عليه أكثر مرارة مليون مرة من ظلم الدولة ليه، المرة الوحيدة التي بكيت فيها بحرارة في سجني عندما أبلغوني خبر الحكم الصادر لصالحنا في رئاسة الغد.<br /><br />> كيف كان وقع خبر حريق الغد عليك وأنت مسجون وكيف شاهدته عند خروجك؟<br /><br />- خبر الحريق عرفته قبل ما يحدث الحريق بالفعل وأبلغت الجهات الرسمية التي أبلغتني جهات ما في الدولة . وهناك جهات رسمية متصارعة كتير، بلغني الخبر بصراحة من أحد قيادات الحزب الوطني، وأبلغت الجهات الرسمية بهذا التحذير الذي وصلني لكن لم يتحرك أحد وتركوا مراتي وأولادي وزملائي في الحزب يتحرقوا، من قبل حرقوا المجمع الثقافي في باب الشعرية وساعتها وقفت أشوفه والنيران تشتعل فيه وعشت 10 سنين أجمع فلوسه وتعبت فيه شفته والنيران بتحرق كل ده، ساعتها ازداد إحساسي بالتحدي وأني بعد ما زرعت ورده فجاء شخص آخر اقتلعها من جذورها فقررت أني بدل ما أزرع ورده أزرع شجرة تكون أصعب في الاقتلاع، عشان ما حدش يعرف يكسرها ده نفسه الاحساس الذي أصابني وأنا داخل الغد بعد ما أتحرق، مش عارف هعمل ده إزاي بس أنا واثق إني هعمله أحسن مما كان عليه، لكن حتي الآن ليس عندي حسابات توصلني لتلك النتيجة لكن كل ما أملكه هو اليقين والأمل والإصرار علي تحقيق ذلك.<br /><br />> هل حسيت في اللحظة دي إن هناك من يغتصب حلمك ومشروعك السياسي الذي دفعت ثمنه ضياع أربع سنوات من عمرك في السجن؟<br /><br />- آه، اغتصبوا حلمي ومشروعي وأربع سنوات من عمري وأنا أسامحهم في كل هذا<br /><br />> تسامح بعد كل هذا.. هل هذا ضعف؟<br /><br />- الشيء الوحيد الذي لم أسامحهم فيه هو أنهم أهانوا كلمة «الغد»، وهذا ليس معناه أنني ضعيف لأني عمري ما كنت ضعيفًا، لكني مقتنع أن التسامح قوة. الضعيف مظلوم واشفق علي خصومي وأخشي أن يقتلهم الفراغ بعد موتي.<br /><br />هناك أشخاص يدور كل فلكهم وحياتهم علي مهاجمتي، لكن بعد موتي هيظهروا في الإعلام يقولوا إيه؟ أنا لم اقرأ في الصحف خبرًا عن موسي مصطفي إلا وهو يهاجمني أو مقدم بلاغ ضدنا لم يفعل شيئًا إيجابيًا علي الأقل يفيده وكان آخر الكلام ده أن صرح وقال «أيمن نور لو اتكلم باسم الغد سأبلغ النائب العام»؟ إيه السخافة ديه، عايز أقوله إنه لما كان يتحدث باسم الحزب كنت عايز أعمل فيه بلاغ حتي لا يتحدث بتلك الصفة.<br /><br />> هل كان يتوقع أيمن نور هذه القوة والمثابرة التي بدت عليها جميلة إسماعيل واصرارها علي النضال من أجلك ليس كزوجة فقط بل كسياسية، خاصة أنها لم تمارس العمل السياسي والعام قبل دخولك السجن؟<br /><br />- كنت بأقول إنني مدين لخصومي بنجاحي لأن في كثير من الأوقات الذي صنع نجاحي تصرفات وظلم خصومي لي أو استفزازهم لملكتي ومواهبي الشخصية، أنا الآن مدين لهم بدين جديد وهو بسعادتي الزوجية لأن خصومي بظلمهم استفزوا طاقات داخل زوجتي جعلتني أشعر أنها أمي وبنتي وزوجتي وشريكتي وصديقتي واصبحت جزءًا من نسيج آلامي وأحلامي . ليس مجرد إنسانة قابلتها واتجوزتها وأصبح بينا عشره، أشعر رغم كبر سني عنها بثلاث سنوات أشعر وكأننا ولدنا في لحظة واحدة واتنفسنا نفس النفس، رغم أن طباعنا وشخصياتنا مختلفة جدا لكني بدأت اشعر ان كل هذا انصهر في بوطأة الأزمة وخلق شيء اقوي من كل الامور العادية لطبيعة الحياة الزوجية.<br /><br />جميلة شخصية قوية ومحترمة وليست شخصية تابعة أو سهلة الانقياد، الأزمة حولت جميلة لشخصية صعبة جدا للخارج وسهلة جدا بالنسبة لي فسهلت من مهمة التعامل معها. فهي معي في ظل الأزمة تسمع لي جيدا وبدأت أشعر في لحظات معينة أننا جسم واحد فيه عقل واحد بيفكر وايدين تنفذ والتوافق العضلي العصبي الحركي بيننا كأننا فعلا شخص واحد . هذا أثري جدا العلاقة الإنسانية ليس كزوج وزوجة لكن المقصود العلاقة الإنسانية بمعناها الأوسع.<br /><br />وبنسبه 80 % دأب ومثابرة جميلة إسماعيل ومواجهتها القوية والصامدة ضد خصومنا خففت من وطأة إحساسي بالسجن والقيود وكنت أشعر بحريتي.</span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-39722592097663583582009-02-23T02:21:00.000-08:002009-02-23T02:31:02.216-08:00«البشير» رأس الذئب الطائر!<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEix6-WRqR6nti2CLCkGaXIzTCSsIOWqaaWDx-4cmz4bqAD6u29TFf5zTMcyzsYOagOxTJkVWJcZFd06BWFGl8fpox68L5SAoOitmSEQ32X3aItpgnsP-p4NPZbV9EtYPKkeQb524ifrJLn4/s1600-h/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 390px; height: 310px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEix6-WRqR6nti2CLCkGaXIzTCSsIOWqaaWDx-4cmz4bqAD6u29TFf5zTMcyzsYOagOxTJkVWJcZFd06BWFGl8fpox68L5SAoOitmSEQ32X3aItpgnsP-p4NPZbV9EtYPKkeQb524ifrJLn4/s400/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5305937725943926322" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><div style="text-align: justify;" id="{CD9B1C05-579E-43EE-8491-C3A5E5FC23E4}"><span style="font-size:130%;">الكاتبة الكبيرة عايدة العزب موسى<br /><br /></span></div><div> </div><div id="{A4431150-46E4-4DDD-B758-697EDF7ABFBE}" align="right"><div style="text-align: justify;"><span style="font-size:130%;">إذا لم يسلم البشير نفسه فسنقبض عليه ونسلمه للمحكمة الجنائية الدولية، وأنا أنصح الأخ البشير أن يذهب عن طوع نفسه إلي المحكمة» هذه الكلمات هي ما قالها للصحفيين د. خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة، عندما أشيع خبر غير مؤكد أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت قرار اعتقال بحق البشير!</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">وقد نفت المتحدثة باسم المحكمة صدور قرار بذلك.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">جري هذا القول في العاصمة القطرية «الدوحة» أثناء مفاوضات جرت بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة، امتدت ثمانية أيام، ولم تسفر إلا عن اتفاق نوايا يمهد لمحادثات سلام فيما بعد.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">التهمة الموجهة للرئيس «البشير» من المحكمة هي ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، ولكن المدعي العام للمحكمة «لويس مورينو أوكامبو» اختار جريمة الإبادة الجماعية لتكون التهمة الرئيسية برغم أن تقرير اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق في أحداث دارفور التي شكلت عام 2004 أشار إلي أنه لم تكن هناك سياسة رسمية بارتكاب الإبادة الجماعية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو من خلال الميليشيات التي تسيطر عليها الحكومة، فكيف استنتج «أوكامبو» نية الإبادة لدي «البشير» وبشكل قاطع من الأدلة المقدمة؟!</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">كما أن «البشير» أوقف إطلاق النار من جانب واحد وقيد استخدام الجيش للسلاح وشرع في إجراءات نزع أسلحة الميليشيات ووعد بتعويض المتضررين من الحرب. أليست هذه خطوات تحسب له؟! أم أن المطلوب أن يكون «البشير» رأس الذئب الطائر؟ المفروض إذا كان هناك رئيس يستحق المثول أمام المحكمة فهو «جورج بوش» الابن ومن قبله «بوش الأب» لما فعلاه بشعبي العراق والصومال التي ليسا لهما أدني صلة بها من قريب أو بعيد، وكذلك أولمرت وعصابته في غزة.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">نعود إلي صلب الموضوع، من هو «خليل إبراهيم» الذي يهدد بالقبض علي البشير ومن أين يستمد هذا الجبروت؟ إنه زعيم أحد فصائل التمرد في دارفور التي وصل تعدادها إلي 30 فصيلاً، وحركته المسماة «جبهة العدل والمساواة» ليس لها وجود قوي سياسياً أو عسكرياً ولا تسيطر علي أرض وبالتالي هي لا تمثل شعب دارفور ولا تمثل كل مكوناته، حتي أها في عام 2006 رغم وجود ممثلين عنها أثناء محادثات السلام التي جرت بين حكومة السودان وحركة تحرير السودان في أبوجا، وكللت باتفاقية السلام DPA استبعدوا من المحادثات باعتبارهم غير فعالين.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">إن د. خليل إبراهيم ليس الزعيم الأوحد لحركات المعارضة، فهل مجرد زعامة فصيل يعطيه الحق بالتكلم عن كل شعب السودان؟! أو أن يكون له الحق في إلقاء القبض علي رئيس دولته؟! إن خليل إبراهيم وأمثاله كثر في دول أفريقية وهم في حقيقتهم معارضون بالوكالة أي إنهم يقوون ويتحركون وينفذون أجندة وكلاء دوليين وإقليميين «المخابرات الأمريكية والبريطانية» بالتحديد.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">خليل إبراهيم خرج من عباءة الدكتور حسن الترابي ليقود حركة مسلحة ضد النظام السوداني. ففي عام 2003 ظهرت حركة تحرير دارفور وتبناها الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق وطب تغيير اسمها إلي حركة تحرير السودان رفضت حركة العدل والمساواو الامتثال لطلبه. وقد أدرك قرنق حينذاك أن الحركة تختلف كلياً عن نظيرتها حركة تحرير السودان خاصة عندما ظهر انتماؤها الإسلامي ورفضها المناداة بالعلمانية كحل لمشكلة دارفور. ولعل انتماء خليل إبراهيم إلي حسن الترابي يبرر موقفه المتشدد من الرئيس البشير الذي يعاديه الترابي وأصبحا علي طرفي نقيض بعدما كانا </span><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaJ6jqDmA6I/AAAAAAAABIs/WtwydnJEJ2U/s1600-h/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B11.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 320px; height: 254px;" src="http://1.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaJ6jqDmA6I/AAAAAAAABIs/WtwydnJEJ2U/s320/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B11.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5305938063999239074" border="0" /></a><span style="font-size:130%;">متزاملين في البداية. وعلي العموم فكلتاهما الحكومة وحركة العدل والمساواة مرفوضتان من الغرب والولايات المتحدة لتوجههما الإسلامي ومطلوب تصفية كل وجود فاعل للإسلاميين في السودان سواء أكان في الحكم أو في المعارضة!</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">جذور القضية:</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">بدأت مشكلة دارفور تظهر علي السطح عندما قامت حركة تحرير السودان وخاضت هجمات عصابات علي حاميات حكومية، وردت عليها الحكومة بميليشيات الجنجويد التي تتشكل من عرب دارفور.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">وأصل المشكلة تعود إلي ما قبل عام 1984 حيث حلت مجاعة لم يتم الفكاك منها وزادت مع نمو السكان، وكان اهتمام الحكومة السودانية ضعيفاً وشعورها بالمسئولية كان سلبياً ولم تقدم استثمارات مناسبة، وافتقدت السلطة المركزية والمحلية تمثيلاً مناسب لأهل هذه المنطقة، يضاف إلي ذلك الحتكاكات التقليدية والتنافسات بين أهل العشائر المختلفة التي لا تقوم بين العرب والأفارقة فقط بل تقوم بين العرب وبعضهم البعض وبين الأفارقة وبعضهم البعض.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">والكلام السائد هو أن الصراع في دارفور هو صراع عشائري في الأساس نتج عن عداء طويل المدي بين المزارعين الأفريقيين والبدو العرب، وأنه يتركز أساساً علي المنافسة علي الأرض أي علي الرعي والماء، وأن المتمردين يمثلون الأفارقة بينما العرب تؤيدهم حكومة السودان من خلال الجنجويد، وإن الحكومة الصينية التي تحصل علي ثلثي بترول السودان تقف موقفاً سلبياً واختارت عدم استخدام نفوذها للضغط علي الخرطوم لوقف هذه المآسي والاختراقات لحقوق الإنسان.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">ومنذ تصاعد القتال عام 2003 اعتادت الصحف الأفريقية أن تتضمن أخباراً وتعليقات عن دارفور تصور العرب علي أنهم غرباء عن الأرض وأنهم آتون من الخارج رغم أنهم يشكلون 80% من الأهالي، وإن الأفارقة هم أصحاب الأرض، وعلي سبيل المثال فإن 1500 مقالة نشرت عن دارفور بين أعوام 2004 - 2007 في الصحف الناطقة بالإنجليزية وحدها عدا الصحف الفرنسية والعربية والصحف الناطقة باللغات الأفريقية. وأغلب الكتابات صوَّرت المسألة العرقية علي أنها العنصر الأساسي في الصراع العنيف، وصورت الحرب بشكل ثابت في صياغات عرقية بتبسيط متناه مما يكشف عن تحامل ضد العرب ويظهر العرب كما لو كانوا أجانب، ومن ثم فإن المسائل السياسية المتعددة والمتشابكة المتعلقة بهذا الصراع تقلصت إلي نظرة ضيقة تتعلق بالخير في مواجهة الشر أي الأفريقي في مواجهة العربي، وهذا ما أنتجته وسائل الإعلام الغربية!</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">وهذا العرض لا يفسر كيف أن جماعات عاشت تاريخياً مع بعضهما شالبعض وتاجروا وتعاملوا وتزاوجوا مئات السنين يصيرون الآن في قلب حرب قاتلة وغير متوازنة بين حكومة مسلحة جيداً وميليشيات شديدة القسوة من جانب وبين متمردين من جانب آخر ويتسبب كلاهما في قتل الآلاف. وتصبح اللغة السائدة في الكتابات الأفريقية أن التعصب العربي لايزال يقتل الأفارقة السود! ويصفون العرب بالميليشيات العربية ويسمون الأفارقة الضحايا! وتكثر الأقلام التي تلوم الأفريقيين علي أنهم لا يدافعون عن إخوانهم السود في السودان ولا يواجهون العرب الذين يصطادون الأفارقة. ولكنهم لا يفسرون من هم العرب أليسوا هم أفارقة أيضاً وهم سواء كذلك وأنهم اتصلوا ببعضهم واختلطوا من قديم.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">إن الاعتماد علي أن العرب ضد الأفارقة السود كأساس لفهم الصراع ينطوي علي إنكار العلاقات التاريخية التي تقوم بينهم في دارفور، وأن من ينظر إلي صور لمن يقال عنهم عرب جنجويد ومن يقال عنهم الأفارقة السود يتأكد كيف تتشابه ملامحهم بحيث يصعب التمييز بينهما، وأن وصف السودان بأنه عناصر متعددة هو وضع القارة الأفريقية كلها التي تتشكل من عناصر متعددة الأعراق واللغات. وأن القول بأن العرب يوجدون في الشمال في السودان والأفارقة في الجنوب هو قول لا يعني شيئاً بالنسبة لدارفور التي تقع في الغرب.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">الحالة الدارفورية:</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">هذه التصورات للحالة الدارفورية تبدو سطحية والحقيقية أكثر تعقيداً من ذلك، ومع تناثر حركات التمرد والقتال عبر الحدود وافتقاد النظام والقانون يكون من الصعب إدانة عرق ضد عرق آخر، يضاف إلي ذلك قطَّاع الطرق الذين يسرقون الشاحنات التي تبعثها الوكالات الإنسانية للغوث «سرقت في العام الماضي 60 شاحنة وفقدت 39 أخري واختف نحو 709 أطنان من الأغذية.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">وفي وسط هذه الفوضي تصاعد القتال علي الحدود بين تشاد ودارفور كما أدي إلي تهجير أعداد كبيرة من الأهالي وأصبح 5،2 مليون شخص يعيشون في معسكرات وعدد يتراوح ما بين 200 و300 ألف قتلوا أو ماتوا بسبب المجاعات والأمراض التي نتجت عن الحرب.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">ولا شك أن ذلك مهما كانت مدي صحته يشكل كارثة، ولكن الرئيس البشير يشكك في هذه الأرقام ويقول إن القتلي لا يكادون يصلون إلي تسعة آلاف فقط، والقول بقتل العرب للسود هو محض أكاذيب فحكومة السودان هي حكومة الشعب بكل خلفياتهم العرقية «ونحن جميعاً أفارقة نحن جميعاً سود».</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">إن الصراع في دارفور ليس صراعاً بين العرب «والزرق» أي الأفارقة كما يطلق عليهم فالعرب أكثر تهميشاً، والحكومة السودانية اضطهدت العرب وتجاهلتهم رغم أنهم يمثلون 80% من السكان. وخلاصة الأمر يمكن إيجازها في خمس نقاط:</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">أولاً: المشكلة بدأت من عام 1984 مع القحط الشديد الذي حصل في ذلك العام ولم تُعَالج آثاره بل زادت بعد ذلك.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">ثانياً: إن أهل دارفور قبائل وعشائر متناحرة فيهم عرب ضد عرب وأفارقة ضد أفارقة.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">ثالثاً: إن قوات حفظ السلام كانت سبعة آلاف أيام الاتحاد الأفريقي متحركة علي مساحة قدر فرنسا، ولما أتت قوات الأمم المتحدة وقُدّر أن يكونوا 26 ألف لم يأت فعلياً إلا تسعة آلاف، يقارن ذلك بالبوسنة التي مساحتها مثل مساحة بلجيكا ذهب إليها 50 ألف مقاتل مجهزون أفضل تجهيز، فلم تقو هذه القوات علي حفظ السلام شأنها شأن قوات الحكومة.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">رابعاً: أن تحقيق السلام لا يتم إلا من خلال حوار دارفوري دارفوري ينهي الصراعات القبلية والعشائرية.</span><br /><br /><span style="font-size:130%;">خامساً: الأمريكان وأوروبا لا يهمهم العرب ولا الأفارقة كل الذي يهمهم الضغط بهذه المشكلة علي السودان لأن السودان يعطي الصين ثلثي بتروله!</span><br /></div> </div></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-28521271629450683652009-02-23T02:13:00.000-08:002009-02-23T02:15:41.989-08:00حتمية إعادة اختراع الدولة<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaJ3PRHtDAI/AAAAAAAABIc/CJm_0miOTdc/s1600-h/%D9%87%D8%A8%D8%A9+%D8%B1%D8%A4%D9%88%D9%81+%D8%B9%D8%B2%D8%AA.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 176px; height: 200px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SaJ3PRHtDAI/AAAAAAAABIc/CJm_0miOTdc/s200/%D9%87%D8%A8%D8%A9+%D8%B1%D8%A4%D9%88%D9%81+%D8%B9%D8%B2%D8%AA.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5305934415173323778" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" style="text-align: right; font-weight: bold;"><span style="font-size:130%;">هبة رؤوف عزت<br />ننسي كثيراً أن الدولة الحديثة التي يسمونها الدولة القومية وأحياناً الدولة القطرية هي ماكينة وجهاز وآلة لتسيير السياسة وتوزيع الموارد وإدارة عجلة المجتمع هي اختراع حديث جداً عمره أقل من أربعمائة عام، وأن الوعود التي قدمتها من تحقيق الأمن وتوزيع الثروة وإطلاق طاقة الأفراد وحماية الحريات لم يتحقق منها شيء في تجربتنا معها أثناء وبعد الاستعمار، هذا الاستعمار الذي فتح أبوب الحارات ودخل بالخيل المساجد<br />وتحدث بلسان التنوير لكنه حكم بدَوِيّ المدافع وتعليق المشانق وهيمنة القوة وعود الدولة الحديثة أخفقت، حتي إن النظريات الحديثة للدولة في العالم النامي تسميها الدولة الفاشلة أي التي أخفقت في القيام بالأدوار المرسومة للدولة في النظريات.<br /><br />باختصار شديد باع لنا الاستعمار آلة هي النظام السياسي للدولة القومية الحديثة أو بمعني أدق «الحداثية». بني لنا حدودها ووضح لنا معالمها بل وساعدنا علي بناء مؤسساتها، وقال: أديروها وهي ستعمل بكفاءة واتبعوا تعليمات التشغيل ولو احتجتم أي مساعدة سأساعدكم، لكن الآلة تسليم مفتاح، ونحن لا نعلم عن تاريخ اختراعها شيئاً، وربما كان يمكن أن نخترع نحن آلة أبسط لكنها أكثر كفاءة لأنها تناسب مجتمعنا وظروفنا ولسنا في حاجة لكل هذا التعقيد، بل إن كثيراً من الوظائف التي يمكن أن تقوم بها الآلة لا تلزمنا أصلاً، فالدولة هي الآلة وهي شكلها لطيف وشيك وأجهزتها معقدة ونحن اشترينا ودفعنا ويجب أن نظل نردد أنه كان لا بد من تطوير الأدوات كي نخفف وطأة شعورنا الدفين بالمقلب والكارثة، لكن تلك الآلة ستبقي كما وصفها برتران بادي عالم السياسة الفرنسي: «دولة مستوردة ذات روح غربية».<br /><br />الغريب أننا لم نعاد في تاريخنا المعاصر كعرب وإسلاميين الحداثة الغربية إلا في فصلها بين الدين والدولة، وقامت المعارك الطاحنة حول العلمانية والإسلام، ولما تفتق ذهن المفكرين الإسلاميين عن حل هو أسلمة تلك الكارثة المسماة دولة حديثة وتلبستهم فكرة الدولة الإسلامية كان هذا في الحقيقة - بمعيارمقاصد الإسلام- أم الكوارث، ليس لأن الإسلام ليست له نظرية في السلطة والقوة والشرعية والإدارة السياسية، بل له نظرية ورؤي وتراث فكري محترم وغني جداً.. بل لأن أي صيغة سياسية للحكم تحقق مقاصد الإسلام من عدل ومساواة وتبادل لكرسي الحكم ومساءلة وشفافية ومواطنة لا يمكن أن تكون عبر هذه الدولة القطرية القومية الحديثة الكارثة تحديداً بأي حال من الأحوال ألبتة.<br /><br />لقد كان الركن الركين والعمود الأساس في مشروع الحداثة هو العقلانية النفعية و السيطرة علي الطبيعة وعلي المجتمعات، وكانت الدولة هي أداة تحقيق التصورات الفلسفية من فردية وعقلانية مادية وتحول اقتصاد للسوق الحرة وتحول اجتماعي للمدن الصناعية. هي بعينها الدولة القومية وهي بسلطتها المتحكمة في المجال العام والمجالات السياسية والاقتصادية ومهارتها التاريخية في اكتساح المجال الاجتماعي وتدمير كل ما هو إنساني وتراحمي لإحكام السيطرة عليه بالقانون واحتكار استخدام القوة بتأسيس الجيوش النظامية ونزع أسنان وأظافر المجتمع والناس بزعم أن المجتمع المدني يجب ألا يكون مسلحاً وأن الدولة سـتأخذ السلاح وتقوم هي بحمايته وتتفاوض مع الناس في مصالحهم، لكن الواقع أن الدولة نزعت السلاح ولم تحقق للناس الحماية بل وجهت السلاح لصدورهم وأحياناً لظهورهم حين حاولوا استرداد حقوقهم وفتح أفواههم، وأهدرت مصالحهم القومية بل والإنسانية الأساسية. هذه الدولة هي ما أعنيه وليس النظام السياسي فقط، تلك الفكرة بخصائصها الحديثة وهذه الآلة بشكلها الواقعي..الواقعي جداً.. هي المشكلة، والنظم فهمت هذا واستغلته أسوأ استغلال وما زلنا نحن نسيء الظن بالنظم ونحسن الظن بالدولة الحديثة. ومهم أن نفهم أن مصر دولة قديمة وتاريخية ولم تصنعها تلك الدولة الأخري الحديثة.<br /><br />سحبت الدولة وظائف المجتمع.. الدفاع والتعليم والرعاية الصحية والإسكان، وغيرها، فأصاب الضمور عضلات المجتمع التربوية والتراحمية والتعاضدية والتكافلية، وأخفقت الدولة إخفاقاً مذهلاً، راجع تقارير التعليم والصحة في أمريكا وأوروبا (لا حاجة لقراءة تقارير التعليم والصحة المصرية.. الأمر لا يحتاج ذلك أصلاً).<br /><br />لقد صار التفكير بـ «منطق الدولة» هو الأصل، فالدولة لم تهيمن فقط علي المساحات لتأمين السوق بالأساس، بل هيمنت علي تصوراتنا عن السياسة فأضحت منهاجية للتفكير، لذلك برزت فكرة الدولة الإسلامية في الخطاب الإسلامي، ونحن لسنا ضد فكرة علاقة الدين بالدولة من حيث الرعاية والحاكمية بالمعني الإسلامي -الشورِي- لكننا بحسم ضد أن تتحول الدولة لمنطق سائد في التفكير السياسي يطغي ويهيمن، فتكون لدينا تلال من المؤلفات عن الدولة الإسلامية حكماً وسلطات ولا يكون لدينا إلا النذر اليسير عن المواطن في دار الإسلام وحقوقه، والمجتمع في ظل حكم الإسلام: فاعليته واستقلاله ومساحاته محرم علي الدولة أن تقترب منها.<br /><br />آن الأوان أن يفتح ملف التجديد السياسي (وليس التجديد الديني فقط) لنعيد النظر في كوارثنا من منطلق الحاجة لآلة مختلفة للسياسة (وليس نظاماً أو حكومة مختلفة فقط)، دولة أخري في بنيانها وفلسفتها وأدوارها ومساحاتها تحقق وظائف الحماية والرعاية والعدل، لكن تكون أكثر كفاءة.. وأقل ضرراً وضوضاء!<br /><br />الأمم تأخذ مئات السنوات في تطوير أفكارها ثم تحولها لأشكال، ونحن لا وقت لدينا، فقد تجاوزنا الوقت بل تجاوزنا التاريخ. ربما لم يبق لنا سوي قليل من الجغرافيا التي نأمل في الحفاظ عليها، والله المستعان.</span> </div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-91127417929004783162009-02-18T11:27:00.001-08:002009-02-18T11:34:53.102-08:00صور أيمن نور بعد الإفراج عنه<div style="text-align: center;"><span style="font-weight: bold;font-size:180%;" ><br />صور أيمن نور بعد الإفراج عنه<br /></span><br /></div><br /><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhfnoyh1I/AAAAAAAABIE/mxgJHHRJQqs/s1600-h/%D9%86%D9%88%D8%B1+%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%89+%D9%81%D9%89+%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9++-+%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%B1+%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%B1+%D8%A7%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1+%D9%88%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%89.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 380px; height: 200px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhfnoyh1I/AAAAAAAABIE/mxgJHHRJQqs/s400/%D9%86%D9%88%D8%B1+%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%89+%D9%81%D9%89+%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9++-+%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%B1+%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%B1+%D8%A7%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1+%D9%88%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%89.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5304221656979507026" border="0" /></a><br /><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhft31stI/AAAAAAAABH8/_0SeGhymkeo/s1600-h/5.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 400px; height: 267px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhft31stI/AAAAAAAABH8/_0SeGhymkeo/s400/5.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5304221658653242066" border="0" /></a><br /><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhfauI_pI/AAAAAAAABH0/FYxiOtQ31w4/s1600-h/4.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 400px; height: 267px;" src="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhfauI_pI/AAAAAAAABH0/FYxiOtQ31w4/s400/4.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5304221653512289938" border="0" /></a><br /><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhfeOYEBI/AAAAAAAABHs/otrWfbne0RU/s1600-h/3.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 400px; height: 267px;" src="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhfeOYEBI/AAAAAAAABHs/otrWfbne0RU/s400/3.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5304221654452801554" border="0" /></a><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhff3KZII/AAAAAAAABHk/sjIiMllAAKQ/s1600-h/1.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 400px; height: 267px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZxhff3KZII/AAAAAAAABHk/sjIiMllAAKQ/s400/1.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5304221654892307586" border="0" /></a><br /><br /><div dir="rtl" style="text-align: right;"><br /></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-5756000147973518152009-02-18T08:32:00.000-08:002009-02-18T08:40:34.909-08:00إطلاق سراح أيمن نور لأسباب صحية<span style="font-weight: bold;font-size:130%;" ><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZw5DlTBO0I/AAAAAAAABHc/yvZZ9uZm4nk/s1600-h/url.jpg"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 390px; height: 310px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZw5DlTBO0I/AAAAAAAABHc/yvZZ9uZm4nk/s400/url.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5304177194849876802" border="0" /></a><span style="color: rgb(204, 0, 0);">تحديث :</span></span><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;"> </span></span><span style="font-weight: bold;font-size:130%;" >وأضافت زوجته جميلة اسماعيل في اتصال مع رويترز "انه في المنزل"</span><div dir="rtl" style="text-align: right; font-weight: bold;"><div class="hideLong cmnt" style="margin-top: 5px;"><p><span style="font-size:130%;"> قالت جميلة إسماعيل زوجة المعارض المصري أيمن نور إنه تم إطلاق سراح زوجها لأسباب صحية. جاء ذلك في تصريح أدلت به لوكالة رويترز للأنباء. </span></p><p><span style="font-size:130%;"> وكانت الحكومة المصرية قد رفضت من قبل عدة نداءات لاطلاق سراح نور الذي سجن بتهمة التزوير فى التوكيلات الخاصة بحزبه. </span></p><p><span style="font-size:130%;"> ويقول انصار نور ان التهم وجهت له جاءت عقب تحديه للرئيس المصرى حسنى مبارك فى اول انتخابات رئاسة مصرية. </span></p><p><span style="font-size:130%;"> ورفضت السلطات المصرية ضغوط واشنطن ومنظمات حقوق الإنسان للإفراج عن المعارض المصري. </span></p><p><span style="font-size:130%;">وكان نور حل في المركز الثاني في انتخابات الرئاسة التي جرت في مصر سبتمبر/ أيلول 2005 بعد الرئيس حسني مبارك بعد أن حصل على ثمانية في المائة من الأصوات. </span></p></div></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-11134937375221003812009-02-12T00:57:00.000-08:002009-02-12T01:03:05.005-08:00حسن البنا : 60 عاما علي اغتيال رجل لا يريد أن يموت<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiI54iHqTCxvr-BUmq47_iKh4m9mBnfxHQkCREAHat3TKo-5nscvC5uXlPPQ50QhpGcBqz7vOC_nLH9WhyGdLTEIQLFpHDdJ7xuLL4pzwjnsi0oPnX0aTKUZPQNRiweDvXQqNDdR9XZ6_ns/s1600-h/%D8%AD%D8%B3%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A71.JPG"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 400px; height: 291px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiI54iHqTCxvr-BUmq47_iKh4m9mBnfxHQkCREAHat3TKo-5nscvC5uXlPPQ50QhpGcBqz7vOC_nLH9WhyGdLTEIQLFpHDdJ7xuLL4pzwjnsi0oPnX0aTKUZPQNRiweDvXQqNDdR9XZ6_ns/s400/%D8%AD%D8%B3%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A71.JPG" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5301832979060623314" border="0" /></a><br /><div style="text-align: justify;"><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" ><span style=";font-family:courier new;font-size:180%;" >عبدالمنعم محمود</span></span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >في الثامنة والثلث مساءا صلي صلاة العشاء الأخيرة بعد أن دعوه إلي مقر جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس للتفاوض وحين لم يحضروا طلب من موظف في الجمعية أن يوقف له تاكسي ليعود إلي بيته ولكن القدر ويد الجبناء لم يدعاه إلي العودة سوي علي نعش خشبي لتصلي عليه وتشيعه النساء ووالده المسن إلي قبره، ففي هذا التاريخ وتحديدا في مساء 12 فبراير عام 1949 أطلق مسلحين النار علي حسن البنا مؤسس ومرشد جماعة الإخوان المسلمين بعد أن استدرجته حكومة إبراهيم باشا عبدالهادي آنذاك بدعوي اجراء مفاوضات حول أوضاع الجماعة بعد قرار حلها بينما كانت الدعوة للتخلص من هذا الفرد " الأمة " بعد أن اُعتقل كل أنصاره ليلقي حتفه وحيدا ولتموت معه دعوته التي بدأها قبل هذا التاريخ بنحو 21 عاما، ظنوا وقتها أنهم قد استطاعوا إنهاء هذه الدعوة التي أحيت قلوب المصريين إلي الإسلام الوسطي البعيد عن البدع وطنطنة الشيوخ.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >مات حسن البنا منذ 60 عاما بينما ذكراه حية في أفكاره ودعوته وجماعته، ولاسيما الجماعة أو التنظيم الذي ذاع صيته من أقصي الدنيا إلي أقصاها «الإخوان المسلمين» اسم لم يعد في حاجة للبحث عن تاريخه ولكنه في حاجة للتعرف علي أفكاره التي تتاروح بين يوم وآخر مع أفكار الإمام المؤسس ليكون حسن البنا في ذكري استشهاده حيا بهذه الأفكار وميتا ليس علي يد أعدائه فقط بل قد يموت في ذكراه علي يد أتباعه أيضا.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >حسن البنا الذي ألهبته العاطفة الإسلامية منذ صغره فمر بدروبها متصوفا وسلفيا حتي وقف عي روح الإسلام وقرر أن يركب قطار تيار الإحياء والتجديد الإسلامي في العصر الحديث الذي بدأ علي يد جمال الدين الأفغاني الذي سعي إلي إنشاء الجامعة الإسلامية وتلميذه الإمام محمد عبده والذي يسميه المفكر الإسلامي محمد عماره مهندس حركة التجديد الفكري الإسلامي، لتمتد الحركة التجديدية بالشيخ محمد رشيد رضا والذي حمل رسالة هذا التيار عبر مجلته «المنار» ومن ثم سلم رضا الأمانة لتلميذه حسن البنا ليكمل الطريق والذي واصل إصدار المنار وتفسير القرأن الكريم من حيث انتهي رشيد رضا.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >قطار التجديد الذي بدأه الأفغاني مستهدفا تحرير العقل المسلم من أغلال الجمود والتقليد لمواجهة التخلف الذي أورتثه الحقبة المملوكية والعثمانية رافعا شعار «الإصلاح بالإسلام» في مواجهة المشروع الحضاري الغربي، ثم واصل الإمام محمد عبده السير علي طريق أستاذه مزكيا روحا اليقظة الإسلامية والمشروع النهضوي للإسلام بإعتباره دين الوسطية، وامتدت حركة الإمامين علي يد الشيخ رشيد رضا ومدرسته «المنار» التي وضعت الأسس للمشروع الحضاري الإسلامي، وهنا يأخذ الإمام حسن البنا الراية من الأئمة السابقين لبسير علي نهجهم ليصبح هو وبحق عميد مدرسة الإحياء والتجديد الإسلامي حيث استطاع الشاب الذي لم يزد عمره وقتها عن 24 عاما أن ينقل هذه المدرسة التجديدية من نطاق الصفوة والنخب إلي الجماهير، حيث انشغل بهم الأمة ووحدتها وخاصة سقوط الخلافة الإسلامية وسعي أن تكون هذه لهذه الحركة التجديدية أرجل تسير بها بين المسلمين لتبصرهم بمشروع حضاري مدني إسلامي مهموم بوحدة الأمة وتحرير عقلها وفق «إسلام الإخوان المسلمين» الذي قال عنه البنا في رسالة المؤتمر الخامس: «نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنظم شئون الناس في الدنيا والآخرة، وأن الذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناول الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها من النواحي يخطئون في هذا الظن، فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف» مؤكدا أنه لا يعني إسلاما غير الذي جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم بل يشير علي قضية فهم الإسلام بمعناه الشامل ووقتها قد استطاع البنا أن تصل جماعته لقري ونجوع مصر ويصل أعضائه إلي عشرات الآلاف وتضم كل فئات المجتمع من عمال وأفندية وشيوخ وطلاب ونساء.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >فقد استطاع البنا وفق شخصيته الكريزمية أن يقوم بما لم يستطع القيام به الأفغاني وعبده ورضا، حيث فكك البنا أفكارهم ونظرياتهم في كلمات بسيطة حفظها الشباب عن ظهر قلب لينقلوها إلي زملائهم في الجامعات والمصانع دون جمود مما دفع الكاتب الصحفي آنذاك إحسان عبدالقدوس أن يكتب في مجلة روزليوسف هؤلاء الشباب عندما ز<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjKz9JgViW9kg1tlB5N7uTxyce_1VI-KVyZato_MnY0CQd0L6pDXdc_TKpTry6WDzD2rz1qYD8-JYZRb3JRs8zBNV_7hJDDDPBZflSnKvSd1yZBW77srpVnbluZ8mN3hMHQgvn6bdgPM-k/s1600-h/hassan.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5301301407047708274" style="margin: 0px 10px 10px 0px; float: left; width: 189px; height: 400px;" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjKz9JgViW9kg1tlB5N7uTxyce_1VI-KVyZato_MnY0CQd0L6pDXdc_TKpTry6WDzD2rz1qYD8-JYZRb3JRs8zBNV_7hJDDDPBZflSnKvSd1yZBW77srpVnbluZ8mN3hMHQgvn6bdgPM-k/s400/hassan.jpg" border="0" /></a>ار مقر الإخوان في الحلمية عام 1945 قائلاً: «هم شباب مودرن لا تحس فيهم الجمود الذي امتاز به رجال الدين وأتباعهم ولا تسمع في أحاديثهم التعاويذ الجوفاء التي اعتدنا أن نسخر منها، بل إنهم واقعيون يحدثونك حديث الحياة لا حديث الموت، قلوبهم في السماء ولكن أقدامهم علي الأرض، يسعون بها بين مرافقها ويناقشون مشاكلها ويحسون بأفراحها وأحزانها».</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >هذا هو الجيل الذي صنعه البنا ولكن ربما لو نظرت إلي إخوان اليوم هنا قد يشعرك عدد غير قليل منهم أن البنا مات فعليا وخاصة وأنت تطالع أحد الكتب التي تقوم الجماعة بتدريسها للإخوان «العاملين» وهي الفئة التنظيمية داخل الصف الإخواني وهي تنعت رواد فكر التجديد بأنهم تغريبيون حيث جاء في كتاب «من أخلاق المؤمنين» أن جمال الدين الأفغاني هو أحد أقطاب هذه المدرسة التي سعت إلي صبغ حياة المسلمين بالأسلوب الغربي وقال الكتاب عنه أنه انضم للمحافل الماسونية.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >لقد مات حسن البنا وماتت أفكاره علي يد أتباعه حينما يورد الكتاب الذي هو الركيزة الأساسية في المنهج الثقافي الذي يتدارسه الإخوان «العاملون» عندما يقول: «كان الشيخ محمد عبده من أبرز تلاميذ الأفغاني وشريكه في إنشاء مجلة العروة الوثقي وكانت له صلة باللورد كرومر والمستر بلنت، ولقد كانت مدرسته ومنها رشيد رضا تدعوا إلي مهاجمة التقاليد كما ظهرت لهم فتاوي تعتمد علي أحد تأويل النصوص بغية إظهار الإسلام بمظهر المتقبل لحضارة الغرب كما دعا الشيخ محمد عبده إلي إدخال العلوم العصرية إلي الأزهر لتطويره وتحديثه».</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >لم يبقي هذا الكتاب غير اسم حسن البنا نفسه ليكي يدرجه ضمن هؤلاء التغريبين حينما يورد اسم رشيد محمد رضا أستاذ البنا المباشر بأنه تغريبي رغم أن العمق السلفي الذي اكتسبه البنا قد توارثه عن رضا ومجلته المنار التي قادها البنا بنفسه بعد وفاة الأستاذ.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >أدرك البنا من خلال تجربة الرواد الثلاثة أن الأفكار الكبيرة والعميقة لا تتفاعل معها الجماهير، فرغم حرصه أن ينشر تيار فكري داخل المجتمع فقد كان أشد حرصا أن يكون هذا التيار حركيا يتحدث به وينشره المواطن البسيط والمثقف والعامل والطالب، وذلك من خلال الدعوة والتي شكلت رافدين دعوة لتجنيد أعضاء لإعددهم لدعوة الشعب المصري والجماهير المسلمة لتبني هذا التيار الفكري التي يشمل مناحي الحياة وفق المرجعية الإسلامية.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >لذلك اهتم البنا في عملية نشر فكرته من خلال «التربية» حيث عمد إلي تكوين قسما خاصا بالجماعة لهذا الأمر حتي تترسخ الأفكار في وجدان أعضاء الجماعة لذلك حرص ألا يطلق عليه لفظ «رئيس الجماعة» ولكن «المرشد» أي المربي والموجه مستفيدا في ذلك بخبرته كمدرس ومتأثرا بعلاقته بالصوفية في صغره فكان الأعضاء كالمريدين لشيخهم ولكن خارج نطاق الدروشه.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >والتربية عند حسن البنا لم تكن قاصرة علي الجانب الديني والشرعي فحركته لا تتوقف عند الجماعة الدينية بل هي حركة تغيير شاملة حتي يجد فيها كل مهتم ضالته فعرف الإخوان المسلمين بأنهم دعوة سلفية وطريقة سنية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >وهو ما قد يثير لبسا لدي المطلع علي هذه الجماعة وقد اعترف البنا بذلك قائلاً: «هكذا نري أن شمول معني الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح، ووجه نشاط الإخوان إلي كل هذه النواحي، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعاً ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها جميعاً ومن هنا كان كثير من مظاهر أعمال الإخوان يبدو أمام الناس متناقضاً وما هو بمتناقض».</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >لذلك قام البنا بتقديم منهج ثقافي يدرسه الإخوان ليرتقي بفهمهم بهذه الدعوة واشتمل هذا المنهج جوانب شرعية وفقهية وسياسية وثقافية عامة وكان يتم تدارس هذا المنهج بشكل أسبوعي في حلقة تضم أربعة إلي ستة من أعضاء الجماعة وحرص البنا أن يتم تجميعهم من طبقات مختلفة سواء دراسية أو طبقية ليربي هذا الصف علي التلاحم.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >ولعل أهم ما يميز دعوة حسن البنا هي التدرج في الخطوات وعدم استباق الخطي ووضع التدرج كأحد أهم خصائص دعوة الإخوان المسلمين لذلك أكد في رسالة المؤتمر الخامس التي كانت أشبه بوثيقة تعريفية جامعة قائلاً: «طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده. ولست مخالفاً هذه الحدود التي اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول، أجل قد تكون طريقاً طويلة ولكن ليس هناك غيرها. إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال، وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلي غيرها من الدعوات . ومن صبر معي حتي تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك علي الله».</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >والتدرج هي ميزة الدعوات الناجحة لذلك رفض البنا منطق الإنقلابات العسكرية والثورات مؤكدا أن الإخوان لا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها، لأنه كان يريد أن يحدث تغييرا جذريا يبدأ بالفرد ثم الأسرة ثم المجتمع وصولا للحكومة المسلمة بل العالمية.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين ترفض تقديم مراجعة فكرية لتواكب بها العصر الحديث ومقتضياته ورغم انصياعهم لهذه العصرنه دون أن يعربوا عن مراجعتهم، فقد خالف الإخوان نهج التدرج الذي شدد عليه البنا عندما تحالفوا مع ثورة يوليو أملا في نشر فكرتهم عن طريق الحكم وفي هذا أكد الدكتور عصام العريان مسئول القسم السياسي للجماعة في ورقة بحثية حملت عنوان «الوفاء لنهج البنا» أنه نشأت داخل الإخوان مدارس جديدة في الفهم تختلف عن مدرسة البنا بعد استشهاده ضاربا المثال بالمدرسة التي أطلق عليها مدرسة «التعجل وعدم التدرج» التي رأت في استمرار النهج التربوي تأخيراً عن الوصول إلي ثمرة العمل، وهي إصلاح الحكم، فتعجلوا الوصول عبرالانقلاب العسكري عام 1952م فكانت النتائج المأساوية علي مصر والعرب والإخوان.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >كما أعرب العريان أن مدرسة جديدة نشأت في الفهم الإخواني وهي «مدرسة التشددوالغلو».</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >معتبرا أن من ساهم في صياغة أفكار هذه المدرسة سنوات السجن الطويلة والتعذيب البشع الذي مورس ضد الإخوان في سجون عبدالناصر.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >لكن العريان لم يفصح بشكل كامل عن رائد هذه المدرسة ومنظر أفكارها، إلا أن الشهيد سيد قطب يعد هو المنظر الأساسي حيث بلور نظريات البنا لشمول الإسلام بالحاجة إلي أن إعادة البيئة التي انتشرت فيها الدعوة الإسلامية علي يد الرسول صلي الله عليه وسلم في مكة والمدينة ورسم قطب منظورا آخر للمجتمع علي أنه «جاهلي» وأن الفئة المؤمنة التي استطاع هو تكوينها في ما يسمي «بتنظيم 65» هي التي ستحاول إعادة هذه المجتمع فاتحا بابا شديد الخطورة حتي يومنا هو «تكفير المجتمعات» والذي اتخذته الجماعات الإسلامية زريعة لاستخدامها السلاح والعنف في وجه الحكومات والشعوب في العالم الإسلامي، لنجد أن أفكار سيد قطب قد خالفت المنهج المتدرج لحسن البنا بل خالفت قاعدة أساسية وضعها في أصوله العشرين «لانكفر مسلما نطق بالشهادتين» فكانت أحداث وأفكار إخوان 54 و65 ضربة قاسية لأفكار البنا الذي أستشهد وماتت أفكاره السمحه في هذه الفترة، إلا أن الفكرة الطيبة لا تزول فقد سعي المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي تصحيح مسار هذا النهج المخالف من خلال الوثيقة الهامة التي أصدرها عقلاء الجماعة داخل سجون عبدالناصر في كتاب «دعاة لا قضاة» والتأكيد علي أن التكفير والعمل العنيف والإنقلاب ليس من أدبيات الإخوان ومن يخالف ذلك يعتد خارجا عن الجماعة.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >وهنا يقول العريان: «صدور كتاب» دعاة لا قضاة «الذي كانت عليه مفاصلة تامة لإعادة الاعتبار إلي نهج حسن البنا المعتدل والوسطي وفاء للإمام ولفكره الواضح في الحكم علي المسلمين والحكام وغيرهم».</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >لقد وضع البنا أسسا لمشروعه الفكري الإسلامي الوسطي السلمي من خلال تأكيده علي البعد عن مواطن الخلاف وخاصة الفقهي حيث أكد أن الإختلاف موجود منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وعهد صحابته الكرام وهي سنة كونية لكنه دعا الإخوان لنبذ التعصب للرأي والحجر علي عقول الناس وآرائهم، لذلك رفض البنا أن يختار للجماعة آراءا فقهية بعينها تاركا الباب مفتوحا حسب الأصول العامة للإسلام وهو ما أكد عليه أيضا من خلال الأصول العشرين التي تركها لتكون أشبه بميثاق فكري للإخوان ولأي حركة إسلامية تنشد الوسطية.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >رؤية البنا لشمولية الإسلام لم تمنعه من التأكيد علي مدنية إدارة الدولة ورفضه للمفهوم الثيوقراطي مؤكدا أن الإخوان وفق فهمهم للإسلام يرون الحكومة ركنا من أركان الإسلام، وهنا يؤكد أن دور المصلحون أو الدعاة وفق هذه الرؤية <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgttfjAKiut8jjcJU6AAu-aapJKUcV7nd0Wyr-2JlDvvgHrkRfwr7WCJoXNwRGzk9hrzqz5a4LklZFqxgn0_sr2EUYJFr55W47fmbFd3zeVIsHQEpSsKQzstKqjXfdXP85p7LADc9DuUY8/s1600-h/hassan4.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5301304005372903186" style="margin: 0px 10px 10px 0px; float: left; width: 282px; height: 400px;" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgttfjAKiut8jjcJU6AAu-aapJKUcV7nd0Wyr-2JlDvvgHrkRfwr7WCJoXNwRGzk9hrzqz5a4LklZFqxgn0_sr2EUYJFr55W47fmbFd3zeVIsHQEpSsKQzstKqjXfdXP85p7LADc9DuUY8/s400/hassan4.jpg" border="0" /></a>تدعيم الحكومة من خلال اصلاحها وألا يكتفوا بالنصح ووالوعظ.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >بل وضع البنا أسس نظريته الشاملة وفق متطلبات العصر حين أكد أن أن نظام الحكم الدستوري هو أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلي الإسلام ويشرح نظريته قائلاً: «أن الباحث حين ينظر إلي مبادئ الحكم الدستوري التي تتلخص في المحافظة علي الحرية الشخصية بكل أنواعها، وعلي الشوري واستمداد السلطة من الأمة وعلي مسئولية الحكام أمام الشعب ومحاسبتهم علي ما يعملون من أعمال، وبيان حدود كل سلطة من السلطات هذه الأصول كلها يتجلي للباحث أنها تنطبق كل الانطباق علي تعاليم الإسلام ونظمه وقواعده في شكل الحكم.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >لم يترك البنا مجالا تتسع من خلاله رقعة الدعوة إلا وخاضه حتي الفن رأي أنه سيسهم في هذه الفكرة الشاملة وأسس مسرحا للإخوان أشرف عليه شقيقه عبدالرحمن وتخرج منه عددا من الأسماء التي لمعت في سماء الفن وكانت أول مسرحية قدمها الإخوان هي «جميل بثينة» قد شارك في التمثيل فيها حسب دراسة الباحث أحمد زين عددا من الأسماء الكبيرة مثل جورج أبيض وأحمد علام وعباس فارس ومحمود المليجي وأيضا من العناصر النسائية فاطمة رشدي وعزيزة أمير.</span></strong><br /><strong><span style=";font-family:verdana;font-size:130%;" >البنا حاول أن يقدم مشروعا حضاريا متكاملا جمع فيه العناصر المختلفة التي لم تستطع أن تجتمع مع بعضها إلا في حياته، ورغم أن الإخوان لا يرغبون في ممارسة مراجعة فكرية لمشروع الجماعة الذي تخطت الثمانين عاما فهم بحاجة لدراسة عميقة وواسعة لمشروع حسن البنا ومراجعة آدائهم السياسي والدعوي الحالي بهذا المشروع الذي تخطي وفقا لزمنه آداء ونشاط الجماعة وتراجعها في ثوب التنظيم أكثر من عباءة المدرسة الفكرية لذلك وجدنا عددا غير قليل نفر من ثوب التنظيم الضيق متشحا بعباءة المدرسة الفكرية الواسعة والتي انتشرت وتخطت الحدود والبحار لتكون رغم قدمها أساس العمل الإسلامي الوسطي في العالم.</span></strong></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-7371922815119097482009-02-11T05:30:00.000-08:002009-02-11T05:35:43.556-08:00لا صوفية ولا صوفيون<div style="text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><a style="font-weight: bold;" onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZLTVmQ874I/AAAAAAAABHE/f4iuKfwZc7w/s1600-h/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84+%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1.gif"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 335px; height: 108px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZLTVmQ874I/AAAAAAAABHE/f4iuKfwZc7w/s400/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84+%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1.gif" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5301532079370858370" border="0" /></a></span><br /></div><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><br /><span style="font-family: courier new;font-size:180%;" >من أول السطر<br />إبراهيم عيسى</span><br />حينما يتصارع المتصوفون (أو الذين يقولون عن أنفسهم إنهم كذلك) علي المناصب فمن المفترض أن نسحب منهم الصفة مع المنصب!<br /></span></div><div style="text-align: justify;"><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">من علامات الساعة المصرية هو هذا المشهد الصوفي الحاصل الآن الذي يعبر عن تناقض حاد وفصام عميق بين الصوفية الحقيقية وبين هذا التكالب الذي نراه من وبين مشايخ الصوفيين علي مقعد ومنصب ونفوذ والذي منه.</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">الصوفية الحقَّة هي التسليم لله والزهد في إغراءات الدنيا والتعفف عن الإقبال علي مكاسبها وامتيازاتها، الصوفية الحقة هي الوصل بين العبد وربه والقطع بين العبد وانجراره لشهوته في المال والنفوذ والجاه والسلطان، الصوفية الحقة هي أبعد ما تكون عن هذه المأساة الدائرة والكاشفة عن تحول الجماعات الصوفية - كما كل المجتمع المصري - إلي أنهم يقولون ما لا يفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، المجتمع يزعم الإيمان والتقوي وتنتشر فيه ظاهرة الحجاب وإطالة اللحي وارتداء النقاب واقتناء «السبح» والحرص علي الطقوس الدينية والإلحاح في الكلام عن الحرام والحلال وإنتاج واستهلاك الفتاوي، والثرثرة حول الأخلاق في الوقت الذي تنتشر فيه الرشوة في كل مكتب ومصلحة في مصر وفي الوقت الذي تسيطر فيه قيم الفهلوة والعشوائية والعمولات والسمسرة والسكوت علي الظلم والقتل الوحشي والتحلل الجنسي، مفهوم أن تعيش المجتمعات أحيانًا في منحني حضاري هابط، لكن المؤسف أن هذا يجري تحت غطاء التدين القشري والإسلام الشكلي والتمسح في الدين والتظاهر بالورع بينما كل هذا دهان ودخان للتغطية علي صعود وتمكن وتمكين أسوأ ما فينا وأسوأ من فينا علي حياتنا وما فيها!</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">كثير مِمَّن يتمسَّحون بحبهم لآل البيت النبوي الشريف ويدَّعون أنهم من نسل الأشراف تجدهم خدامًا عند معاوية، وضمن خدم الاستبداد، وتجد ممن يمارس التعذيب أو التزوير أو متورط في قضايا فساد سياسي ومالي ينسب نفسه للأشراف أو يزعم حبًا لآل البيت، وهم ساكتون عن الحق متواطئون مع الفسدة ممالئون ومنافقون للسلطة وماسحو جوخ فكيف يكون الصوفي أو محب آل البيت ضمن آلة الديكتاتورية ومنظومة الاستبداد ومن حماة الفساد والفَسَدة بصمتهم أو بتواطئهم أو بتورطهم مع نظام حكم آخر ما يمكن أن نصفه به هو التصوف؟! فإذا كان حاكم من حكامنا يتمتع بذرة من روح المتصوفة لَخَشَع للرحمن وتذلل للواحد القهار والْتزم العدل وخضع قلبه واستغني عن مقعده وعافه وتعفف عنه وبرَّأ أبناءه وأقاربه من ذنب الجلوس علي مقاعد السلطة وصرف المحيطين به عن اكتناز الذهب والفضة وتراكم الثروات. المفارقة المحزنة والمخزية أن يكون الصوفي بلا صوفية وأن يكون الصوفي درعًا حاميًا وجدارًا واقيًا للاستبداد والفساد، الصوفي الحق هو الذي لا يخشي إلا الله ولا يلهث وراء السلطة ولا خلف ذوي السلطة، بل يجعل السلطة امتحانًا ومحنة ويجعل من نفسه ضميرًا رقيبًا حسيبًا علي كل حاكم ومسئول؛ لأن الصوفي الحق - بزهده وتعففه - أقوي من أي سلطة أو سلطان، أهم من أي حاكم أو محكوم، المؤسف أنه في كل مؤتمر سياسي أو انتخابي للحزب الحاكم تجد المحسوبين علي مشايخ الصوفية يتقدمون صفوف المدح والدعم والتأييد والنفاق، وكأن الصوفية قد تم اختطافها لمداهني سلطة وممالئي حاكم ومنافقي حكم، وهي التي تترفع زاهدة وترتفع عالية وترقي محلقة فوق دنايا الدنيا، (قطعًا لا تخلو الحركة الصوفية من روعة شيوخنا من أبي حامد الشاذلي وحتي شيخنا صالح أبو خليل).</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">الصوفية ليست ملابس خشنة أو مرقعة ولكنها ليست بِدَلاً إيطالية الصنع كذلك، الصوفية سماحة، لكن ليست تهاونا، الصوفية ليست زهدا مطلقا ولكنها تعفف مؤكد، الصوفية تسليم ولكنه تسليم لله وليست استسلاما لسلطان وحاكم، الصوفية ليست حركة معارضة، لكنها ليست حركة منافقة بَكْماء صمَّاء عن الظلم والاستبداد، الصوفية ليست فقرًا وفاقة لكنها ليست ترفًا وسفهًا، الصوفية ليست مجموعات للهروب من الواقع، بل جماعات لمواجهة الواقع بالحب والوجد لله والانتصار للمستضعفين والاستعلاء علي غرائز الدنيا وغواياتها، الصوفية ليست جماعات تأييد ومبايعة، بل جماعات لإطلاق الأمل وإشراق البركات والمدد، إن نافق الكل لا يجب أن ينافق الصوفي؛ فالوصل مع الله يقطع الوصولية مع البشر، وإن استسلم الجميع لا يستسلم الصوفي؛ فهو يعلم أن نصر الله قادم مع مدده، ومهما استحكمت العتْمة فإن نور الله يسطع في قلب الصوفي فلا يضل، هذا هو الصوفي الحقيقي، بينما ما يسود مجتمعنا هو الزور ذاته الذي زيَّف كل شيء حتي الصوفية والتصوف.. هذا البلد في حاجة فعلا إلي المدد!</span></span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-87085752409106215502009-02-10T02:13:00.000-08:002009-02-11T05:57:26.007-08:00مُذلون مُهانون.. مسروقون!<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZFT98hdasI/AAAAAAAABG8/k_uHXeRIghg/s1600-h/%D8%B9%D8%B2%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%89.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 150px; height: 200px;" src="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SZFT98hdasI/AAAAAAAABG8/k_uHXeRIghg/s200/%D8%B9%D8%B2%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%89.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5301110560075377346" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><span style=";font-family:courier new;font-size:180%;" >عزت القمحاوى</span><span style="font-size:130%;"><br />لا أقوى على مغادرة مغتربى المصرى إلى مغترب جديد، من دون صحبة جيدة أو سند من العظماء الكبار: ماركيز، بورخيس، فلوبير، أو دستويفسكى.<br /></span></div><div style="text-align: justify;"> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">حتى الغربة لا نستطيع أن نغيرها بغربة جديدة إلا مع رفقة تعيننا على قطع المسافات.</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">وقد كان الدور على دستويفسكى هذه المرة، وكنت غارقاً مع بطله الإشكالى «اليوشا» فى رواية «مذلون مهانون» عندما فتحت الكمبيوتر لإطلالة ضرورية على أرض غربتى الأصلية، ورأيت اسم نبيل البوشى المتهم فى قضية توظيف الأموال الجديدة.</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">لم أدقق جيداً على البنط الصغير للخبر، البوشى أم اليوشى؟!</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">الاسم الذى أقرؤه للمرة الأولى يبدو غير مصرى، تصورت والله أنه قفز من صفحات الرواية إلى شاشة الكمبيوتر، اليوشى ليس بعيداً عن أليوشا الاسم الذى يفضله دستويفسكى ولا تخلو منه رواية من رواياته. وحتى بعد تدقيق الاسم لم أتأكد بعد من مصريته، وهذا ليس مهماً على أية حال، فالمهم هو أن شيئاً ما وقع (لن نجازف بتسميته جريمة وإن سميناه علينا أن نحدد المتهم بدقة).</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">هى مجرد قضية جديدة، وعلينا كمصريين أن نتذكر واحدة من أهم فضائلنا، وهى القدرة على الضحك والتنكيت حتى مع جرائم القتل والنصب، كى لا نلحق بالضحايا كمداً.</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">ولابد أن القراء يذكرون، من بين النكات التى انتشرت بعد إعلان اتهام هشام طلعت مصطفى فى قضية سوزان تميم، نكتة تقول إن المطربة المقتولة عندما صعدت وجدت الأميرة ديانا والمطربة ذكرى فى انتظارها، وبادرتاها باللوم: «مش قلنا بلاش رجال أعمال مصريين»؟!</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">غداً إذا ما عاد نبيل البوشى المتهم فى قضية التوظيف الجديدة وقابل المتهمين بقتل سوزان فى الحبس هل يعاتبانه: مش قلنا بلاش دبى؟!</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">دبى مقبرة رجال الأعمال اللى مش ولابد (أعنى الأعمال لا الرجال) فهل هى مصادفة، أم أن هذا التكرار يرسم خريطة المال اللعوب بين القاهرة والإمارة الخليجية؟</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">قد لا يكون هذا هو السؤال المهم الآن، لكن الربط بين جرائم القتل وجرائم النصب فى البورصة والتوظيف ليس فيه أى اعتساف؛ فالخسارات المفاجئة تقود إلى القتل فى حالات كثيرة. ونحن لم ننس بعد صدمة المهندس المضحوك عليه فى البورصة، الذى قتل أسرته لينقذها من فقر فرضه عليه النصابون.</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">الذى يهمنا الآن، هو السؤال عن سر التكرار البليد لقضايا النصب، التى تنتهى عادة باتهام الضحايا بالطمع!</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">الطمع، هو التهمة التى أطلقها محامى رجل الأعمال الهارب من رواية عن روسيا القيصرية إلى مصر الجمهورية، وهى ذات التهمة التى أطلقت فى أزمة توظيف مدينة نصر، وقد لاقت التهمة استحسان الإعلام: حقاً، لا نصاب بدون طماع!</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">لم نعرف كيف انتهت أزمة نصاب مدينة نصر، ولم تدع لنا الكوارث المتلاحقة فرصة لنتذكرها، حتى جاءنا البوشى. لكننا على الأقل نتذكر أن الأول كان مدعوماً بابن وزير، والثانى مدعوم بوزير، أو أن الوزير دعمه قبل أن نستوزره. وإذا كانت الحكومة لم تستح وتصدر توضيحاً لتبرئة ابن الوزير أو إدانته ومعاقبة أبيه، فمن غير المنتظر أن تهتم بتحديد صلة وزير الزراعة بالبوشى.</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">ومن غير المتوقع أن تستحى من استمرار شركات التوظيف فى ممارسة أنشطتها وكوارثها بكل هذا الاطمئنان. ولن تعترف أنها المسؤولة عن استمرار الظاهرة، بسبب طردها الأموال الصغيرة من السوق، وهو ما تناولته فى مقال سابق هنا، حيث لا يوجد مجال آمن لاستثمار أموال التكنوقراط، سواء جمعوها من الداخل أو الخارج، وأموال الشباب قليلى الخبرة العائدين من غربة قاسية.</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">ما لا تستبيحه الحكومة من أموال هؤلاء بالبلطجة (بزعم المصلحة العامة) أو بالتعويق والإرغام على الخسارة، لا يهرب من رمضائها إلا إلى نار التوظيف.</span></span> <span style="font-size:130%;"><span style="font-weight: bold;">والمجد للقياصرة على حجر السلطة أو فى السجون المكيفة، والموت للمذلين المخدوعين والطماعين فى عش للمجرمين يدعى وطن أحياناً.</span></span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-48506481059190161622009-02-08T21:32:00.001-08:002009-02-08T21:34:32.463-08:00شعب الله المختار.. وشعب الله المحتار!<div style="text-align: justify;"><span style="font-size:130%;"><a style="font-weight: bold;" onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SY_ADuIkjHI/AAAAAAAABG0/yrkf3Y3FfiU/s1600-h/%D9%87%D8%A8%D8%A9+%D8%B1%D8%A4%D9%88%D9%81+%D8%B9%D8%B2%D8%AA.jpg"><img style="margin: 0pt 10px 10px 0pt; float: left; cursor: pointer; width: 176px; height: 200px;" src="http://4.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SY_ADuIkjHI/AAAAAAAABG0/yrkf3Y3FfiU/s200/%D9%87%D8%A8%D8%A9+%D8%B1%D8%A4%D9%88%D9%81+%D8%B9%D8%B2%D8%AA.jpg" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5300666456594484338" border="0" /></a></span><br /></div><div dir="rtl" style="font-weight: bold; text-align: justify;"><div id="{46AEC5C2-DE16-4432-9577-D2F9C5D3300C}" align="right"><span style="font-size:130%;">د. هبة رؤوف عزت<br /><br />ذكرت في مقال سابق أن فضح الصهيونية وإعادة ربطها بالعنصرية، بل الوحشية في جميع المنتديات العالمية مسألة غاية في الأهمية في جهادنا المدني في الأوساط الاجتماعية والنقابية والأدبية والثقافية في العالم، ولا أقصد بالعالم أوروبا وأمريكا كما نفعل دوماً بل أمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء وآسيا بكل أنحائها، وأستراليا ونيوزيلندا وكل الجزر من الكناري..للكاريبي.<br /><br /><br /></span></div><span style="font-size:130%;"> الفكرة ببساطة هي جمع التواريخ حتي لا تنسي الشعوب ما حدث في الشعب الفلسطيني، والتأكيد علي فكرة أن الحقوق لا تسقط بالتقادم، فاليوم كل الشعوب والقبائل التي تم استعمارها تطالب بحقها في الأرض وفي اللغة وفي المشاركة السياسية من السكان الأصليين في القارتين أمريكا الشمالية والجنوبية إلي شعب الصحراء في جمهوريته العربية جنوب المغرب وغجر أوروبا الشرقية وأصحاب الأقليات اللغوية في إسبانيا، والتاميل وكشمير وغيرها من أنحاء العالم التي تظهر بها حركات تقرير المصير، أو نضالات الاستقلال الذاتي. الذاكرة مسألة غاية في الأهمية، لذا نثمًّن كثيراً الجهد الذي يقوم به الدكتور سلمان أبو ستة المفكر الفلسطيني في التوثيق لحق الفلسطينيين في الأرض وجمع حُجج الأوقاف وعقود البيوت والأراضي التي تثبت حق أهل فلسطين في العودة لوطن قررت الدول الغربية أن تمنحه مجاناً للعصابات الصهيونية لتدمر تحت سمع وبصر العالم الغربي النسيج الاجتماعي والإنساني لشعب فلسطين وتقتل وتهجًّر ملايين البشر لتقيم دولتها كـ"شعب الله المختار»!.<br /><br />ومسألة شعب الله المختار هذه تحتاج لبيان وكشف، فقد انشغلنا بما ألقته إلينا نظريات الاستشراق واتهامات حملات تشويه الإسلام من شبهات وأخذنا دور المدافع عن الإسلام، ولم نلتفت لنضال مهم هو النضال ضد فكرة شعب الله المختار التي تبناها اليهود واستبطنتها الصهيونية والتي تجعل باقي البشر «أغياراً» لا يتمتعون بنفس الحرمة ولا الذمة ولا الكرامة.<br /><br />لم يدهشني أن يكون رد فعل القيادات الإسرائيلية علي تحقيق قاض إسباني في انتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلية، أم تهدد تلك الأصوات وتتوعد إسبانيا أن لديها ملفات لانتهاكات قامت بها في البلقان، وبالتالي تصبح القاعدة: اسكت عن جرائمي وأنا أسكت عن جرائمك، وهكذا نعيش في عالم صامت يحكمه مجموعة من المجرمين المتواطئين علي جرائمهم جميعاً!!!<br /><br />لم تكلف إسرائيل نفسها بنفي الجرائم، ولا دفعت بعدم اختصاص القاضي، بل تسير إسرائيل دوماً من مذبحة لأخري مرفوعة الرأس ويدها ملطخة بالدماء، لأنها تعلم أنها تستطيع ابتزاز الجميع بملفات جاهزة لجرائمهم الجماعية أو الفردية «الابتزاز الفردي بعد التوريط في جرائم شرف أو جرائم عرض حيلة مخابراتية معروفة».<br /><br />تسير إسرائيل وهي تنظر للباقين من سكان الدنيا باحتقار، وتنظر للفلسطينيين باعتبارهم أكواماً بشرية تستحق الإبادة ولا تجد في فعلها الوحشي أي غضاضة!<br /><br />يعود الجندي الأمريكي من فيتنام في العقود الخالية وقد أصابه اكتئاب من جرائمه فينتحر، أو يبقي في مصحة نفسية فترات طويلة، في حين يعود الجندي الإسرائيلي من مذبحة غزة وقد أطلق الرصاص مباشرة علي أطفال رُضَّع وبهائم رُتَّع وقد استوي عنده القتل في الحالتين، فالأغيار كالدواب خلقهم الله لخدمة اليهودي، فإن ضايقوه أو أقلقوه حُقَّ عليهم التدمير..ولا مشكلة..ولا ذنب..ولا عقاب!<br /><br />يحرفون الكلم عن مواضعه، ويسمون الأشياء بغير أسمائها ولا يرقبون في مؤمن - مسيحياً كان أو مسلماً- عهداً ولا ذمة.<br /><br />لذا من الأهمية بمكان تحرير المفاهيم وتحرير العقول وتحرير الألسنة في التعامل مع جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.<br /><br />اللعبة كلها في اللغة، من يقول ماذا وماذا نسمي ماذا، وللغرب ولإسرائيل سجل حافل في تسمية الاستعمار: تنويراً وتبشيراً، وتسمية المذبحة أزمة، وتسمية المجرم رجلاً سياسياً محنكاً لدولة صديقة، وتسمية العدوان: حماية للحدود، وتسمية تجويع الشعوب بالحصار: ضرر لا يمكن تجنبه، وبالطبع تسمية حرب التحرير إرهاباً، والهوية الثقافية تخلفاً، والاجتياح الاستهلاكي:عولمة، والهيمنة:تحويل العالم لقرية صغيرة.<br /><br />لكن هناك واجب موازٍ هو متابعة كل الجرائم التي يرتكبها أنصار إسرائيل أيضا، فالجيش الأمريكي له سجل من الجرائم، من رفض مثول جنوده أمام المحكمة الجنائية الدولية لانتهاك أبسط قواعد الحرب بضرب المدنيين في العراق وأفغانستان لجرائم شخصية مارسها جنود الاحتلال الأمريكي من قتل وسطو وانتهاك أعراض آخرها علامات الاستفهام حول نتائج تحقيق في جرائم اغتصاب تحت تأثير مخدرات مارسها رئيس مكتب المخابرات الأمريكية في الجزائر والذي قضي بعض الوقت من خدمته أيضاً في القاهرة (!). أما جرائم القوات الدولية في البلقان فلن ننساها.<br /><br />في عالم واسع ينبغي أن نفضح شعب الله المختار ، وندعم شعب الله المحتار، هذا الشعب العربي الذي «غُلُب حماره» مع قياداته من الأسود عليه وفي الحروب نعامة كما يقول الشاعر، والذي احتار في المثقفين الذين اختاروا الدولة علي الشعب واحتار في المعممين الذين اختاروا الدولة علي الدين.<br /><br />لن يهزم شعب الله المحتار من يزعمون أنهم شعب الله المختار- فيسعون في الأرض فساداً - وهو حائر في تدبير لقمة عيشه.. لا لضيق في الموارد، بل لنهب البلاد من جانب النخب، وهو المحتار في توفير احتياجاته التعليمية والصحية والسكن.. لا لضعف في الكوادر، بل لفساد في الذمم وترد في أداء الخدمات العامة، أو وهو محتار في كيفية التغيير وسبيل النهضة بعد أن سُدَّت كل منافذ التعبير والعمل المدني الحقيقي الذي يكفل بناء مجتمع حر قوي، وتم إغلاق منافذ المشاركة السياسية بقرارات سيادية أو قوانين همايونية أو تعديلات دستورية أشبه بالقنابل الفسفورية تحرق كل معاني العدل والحرية والمواطنة.<br /><br />وإلي أن نكف عن هذه الحيرة ونتوافق علي جبهة ديمقراطية تقودها قوي جديدة شابة بأفكار طازجة معاصرة حية ضد نظام تسوده -كما تسود قوي المعارضة- شيخوخة العمر والفكر والمقولات، فسنظل علي حيرتنا وتظل إسرائيل علي غطرستها، تهدد أمننا القومي وتستعرض قوتها في حين صارت التصريحات الرسمية النارية هي الوسيلة الوحيدة للرد بدلاً من الردع.<br /><br />والفارق بين الرد والردع..عين.. عين!</span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-90289749406532719402009-02-08T21:30:00.000-08:002009-02-10T02:22:25.946-08:00الفيل والتنين «4»<span style="font-size:130%;"><a style="font-weight: bold;" onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SY-_okZGMPI/AAAAAAAABGs/qj16CuZb1Ak/s1600-h/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84+%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1.gif"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 335px; height: 108px;" src="http://2.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SY-_okZGMPI/AAAAAAAABGs/qj16CuZb1Ak/s400/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84+%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1.gif" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5300665990122975474" border="0" /></a><br /></span><div dir="rtl" style="text-align: right; font-weight: bold;"><div id="{66341165-BB20-47C6-BC1C-D5CBC970107D}" align="right"><span style="font-size:130%;">من أول السطر<br />إبراهيم عيسي<br /><br /></span></div><span style="font-size:130%;">تحكي النكتة عن مسئول مصري رفيع المستوي زار الصين فاستقبله الرئيس الصيني الذي أخذ يروي متفاخراً إنجازات الصين فقال له المسئول المصري إن دولته كانت يمكن أن تفعل ذلك لولا عدد السكان فأسرَّها الرئيس الصيني في نفسه، حيث إن عدد سكان الصين قارب علي المليار ونصف المليار نسمة فليس هناك عدد سكان في الأرض أكثر منها، ومع ذلك تقدمت وتفوقت علي العالم كله<br />لكن الرئيس الصيني - احتراماً لضيفه - لم يعلق واستمر يروي إنجازات الصناعة الصينية فعاجله المسئول المصري بأن دولته كانت يمكن أن تفعل ذلك لولا عدد السكان، أمسك الرئيس الصيني أعصابه وتماسك خشية الانفلات وكرر الكلام عن منجزات الصين العلمية فأصر المسئول المصري علي نفس جملته «أن دولته كانت يمكن أن تفعل ذلك لولا عدد السكان»، هنا لم يتمالك الرئيس الصيني نفسه وسأله: هُوَّ عدد سكان مصر كام؟ فرد المسئول المصري تمانين مليون نسمة، فابتسم الرئيس الصيني وقال له : بس.. يا راجل ومجبتهمش معاك ليه!!<br /><br />بعد أن شرحنا كيفية تطور وتحول الهند والصين من «طور» الدول النامية التعسة والمفلسة والفقيرة إلي «دور» الدول الكبري والعظمي اقتصادياً وصناعياً في أقل من عشرين عاماً، مازلنا نسأل : لماذا لم تتحول مصر مبارك إلي كيان اقتصادي وصناعي عالمي وهائل مثل هاتين الدولتين، خصوصاً أن حجة الرئيس التي يرددها عن زيادة السكان تتبخر تماماً أمام الزيادة السكانية الرهيبة للهند والصين، طبعاً حجج نظام مبارك لا تتوقف ولا تتعطل، فالحاصل أن هذا الحكم المستمر منذ 28عاماً علي عرش مصر لم يعد متميزاً في شيء إلا في التحجج، ولم ينجح هذا النظام في شيء إلا في الفشل!<br /><br />المهم أن الهند والصين (الفيل والتنين) نجحتا في الانتقال الرائع ومصر لم تبرح مكانها في الدول النامية النائمة؛ لأنه قد غاب عنا ما حضر في نيودلهي وبكين، التخطيط والنزاهة!<br /><br />نعم هذا هو العمود الفقري لأي نجاح اقتصادي لأي دولة في العالم، التخطيط الذي هو وضع خطط علمية ومدروسة ومحترمة وهذا التخطيط قد يقوم به نظام مستبد وديكتاتوري لا يعرف الديمقراطية ولا يعرف ربنا حتي مثل نظام بكين، لكنه يعرف احترام التخطيط والخطط، يعتمد علي الخبراء وأصحاب الكفاءة والعلماء ذوي الدراية، لا يجمع حوله وداخله الأفاقين والمنافقين الذين يرفعون شعار أحلامك أوامر يا أفندم، نظام مستبد وديكتاتوري لكنه علمي ومنهجي لا يتعامل مع الرئيس الحكيم الذي يفهم كل شيء في الزراعة والصناعة والتجارة وبناء الكباري وخطط مباريات المنتخب، نظام مستبد لكنه لا يعبد الرئيس ولا يقدس سيادته ومن ثم فهو يرفع من قيمة العقل والمنطق والعلم وليس لديه جوقة من المحبظاتية من ترزية القوانين والخطط حسب الكيف ورقبتي ياريس، الصين تعيش تحت حكم ديكتاتوري وحزب واحد محتكر للسلطة لكنه ليس حزب العشوائية والفهلوة وشيل ده من ده يرتاح ده عن ده، حزب محتكر للسلطة ولكنه ليس محتكرً للحقيقة ولا للفهم ولا للعلم ثم ليس فيه رجال أعمال ومليارديرات خطتهم الوحيدة هي نفخ ثرواتهم، حزب مستبد لكنه علي الأقل لا يضع رجل أعمال متهماً بالاحتكار مسئولاً عن الخطة والموازنة، إذن يمكن أن يلتزم بالتخطيط حزب ديكتاتوري ولكنه يملك عقيدة وطنية لتطوير بلده وليس لإثراء أعضائه كما أنه لا يقوم علي تقديس رئيسه ولا تأليه زعيمه (ليس غريباً أن هذا التفوق يظهر بعد رحيل الزعيم الصيني المؤله ماوتسي تونج) والتخطيط كذلك قد يصدر عن حكومة منتخبة ديمقراطياً مثل حكومة الهند التي تملك عقلاً وطنياً ووعياً قومياً ومسئولية تجاه مجتمعها وشعبها فتخطط لبلدها مستعينة برجال العلم والخبرة والكفاءة وبدقة وبالتزام وأمانة لأنها تعرف أن الشعب سوف يسائلها ويحاسبها وأنها لن تبقي للأبد في الحكم وأنها جزء من هذا الوطن وليست هي الوطن وغيرها خونة وعملاء، التخطيط هو بداية وأساس أي تطور وتقدم اقتصادي وتنموي سواء جاء عن حكومة ديمقراطية كالهند أو ديكتاتورية كالصين.<br /><br />نأتي للحتمية الثانية لأي تطور وهو النزاهة، طهارة اليد شرط نجاح تنفيذ أي خطط، وهذه النزاهة قد تتحقق كما في الصين عبر توفر شفافية داخلية في حزب محتكر وسلطوي ولديه قدرات عالية علي المحاسبة والرقابة علي مسئوليه ولا يتهاونون في أي فساد أو إفساد إلي حد تنفيذ عقوبات الإعدام في المرتشين والفسدة ثم هو حزب محتكر للسلطة لكن يتم داخله تداول للسلطة وصعود وإبعاد لقياداته ومن ثم يحقق هذا التداول الشفافية الواجبة والرقابة الذاتية ومسئولية المحاسبة، وليس هو الحزب الذي يركن إلي قيادات مستقرة في مقاعدها لا تغير ولا تتغير وتأبي المحاسبة وتتحصن بمقاعدها فتفسد وتُفسد كما شاءت وساءت، وقد تتحقق النزاهة عبر نظام ديمقراطي كالهند يملك برلماناً محترما وفاعلا بلا موافقين ومصفقين وانتقال لجدول الأعمال، برلمان قادر علي محاكمة وزراء وسحب ثقة من حكام وصحافة حرة نابهة ومتعددة الرؤي والمصالح ومجتمع مفتوح ورأي عام قادر علي مراقبة ومحاسبة حكومته والعصف بها إن أراد!<br /><br />عند الفيل والتنين في الهند والصين تخطيط ونزاهة وفي مصر رمز الجمل تخبيط وتخليط.. ونزيهة!<br /><br />قارن إذن بيننا وبينهم وتحسر وتحسبن.. حسبي الله ونعم الوكيل!</span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-191149724055050060.post-90974488920183137582009-02-08T21:28:00.000-08:002009-02-10T02:22:25.949-08:00الفيل والتنين 3<span style="font-size:130%;"><a style="font-weight: bold;" onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SY-_TOaBTiI/AAAAAAAABGk/diB-hrKeGPg/s1600-h/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84+%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1.gif"><img style="margin: 0px auto 10px; display: block; text-align: center; cursor: pointer; width: 335px; height: 108px;" src="http://3.bp.blogspot.com/_Y397n1C8e00/SY-_TOaBTiI/AAAAAAAABGk/diB-hrKeGPg/s400/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84+%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1.gif" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5300665623444016674" border="0" /></a><br /></span><div dir="rtl" style="text-align: right; font-weight: bold;"><div id="{A78367D5-A8D9-46CD-B043-9A462CEE7A6F}" align="right"><span style="font-size:130%;">من أول السطر<br /><br /><br />قبل أن أقول لك لماذا لم تصبح مصر مثل الهند والصين؟<br /><br />لماذا لم تتحول مصر خلال عشرين عاماً أو أقل مثلما تحولت الهند والصين من دولة نامية يأكل الفقر نصف سكانها ومفلسة تقريباً إلي دولة عظمي تتصدر العالم في التصنيع والتصدير وتشكل قوة اقتصادية كبري تغير موازين الكون ويعمل لها العالم ألف حساب؟<br /><br />قبل أن أقول لك لماذا؟ (علي الأقل من وجهة نظري) تعال نتأمل الرموز التي يتم استخدامها في جميع أنحاء الدنيا لوصف تلك الدولتين، أما الهند فهي الفيل، وكما نعرف فالهند دولة تعيش وتنتشر فيها الأفيال ولكن قارة أفريقيا كذلك تشتهر بالأفيال لكنها لم تستخدم في وصف أفريقيا اللهم إلا في لقب فريق كوت ديفوار في كرة القدم، ويبدو السبب أن الأفيال وسيلة نقل في أماكن كثيرة بالهند في وقت من الأوقات ولم تكن حيواناً للترفيه أو للعيش في الغابات، ثم هي استطاعت ترويض هذه الأفيال وتحويلها إلي حيوانات صديقة وأليفة ولها كذلك احترامها الواجب بين أفراد الشعب كما أن في الهند شبهاً بالفيل فعلاً فهي ضخمة العدد واسعة المساحة ثقيلة وقوية وبعيدًا عن الهزار السخيف الذي يردده المصريون عن المهراجا والفيل الأزرق والألماظة وهذا الحشد من البلاهات فإن الفيل رمز صادق للهند.<br /><br />أما التنين الذي يرمزون للصين به فهو كائن أسطوري كما حضارة الصين الأسطورية القديمة كما أنه أخطبوطي التكوين كما الصين المترامية والغامضة، ثم هي دولة تمكنت من مزاحمة وممازحة الوحوش الكامنة في تاريخها، ما يشكل التنين جزءاً أصيلاً من تراثها في الحكايات والمهرجانات الشعبية!<br /><br />ومن ثم يأتي السؤال منطقياً ومفاجئاً في الوقت نفسه : بماذا يمكن ان نشبه مصر؟ ما الحيوان أو الطائر الذي يمكن أن نرمز به لمصر؟<br /><br />ممكن يبقي النسر؟ حيثيات هذا الاختيار هو ان النسر أهم شيء في التعامل اليومي والإداري في مصر فلا أعرف من أين استوحي الموظف المصري النسر علي علم مصر الوطني (قبل أن يصبح الصقر) وكيف تحول النسر إلي ختم وشعار الجمهورية الذي لا تتم مكاتبة ولا تصدر وثيقة إلا ممهورة ومختومة بختم النسر؟ فالحقيقة أن 99%من المصريين لم يشاهدوا نسراً في حياتهم ولا مصر معروفة بالنسور ولا تجد في ثقافتها حكاية واحدة عن نسر ولا في حواديت الجدات، فضلاً عن أن مصر بلد لا يشتهر بعلاقة كبيرة بالطيران مثلا حتي يكون النسر بطلاً أو رمزًا وأقرب الطيور إلينا هي الحمامة وسيجد المصريون عيباً كبيراً في وصف مصر بالحمامة علي اعتبار أن مصر لا يمكن أن تبيض فهي بلد ولادة وليست بلداً بياضة!<br /><br />أو ربما يكون رمز مصر هو الجمل حيث إن الجمل هو رمز الحزب الوطني الحاكم في الانتخابات وهو الذي تمارس حكومتنا أكبر عملية تزوير من أجل إنجاحه وفوزه بالانتخابات، ومن هنا فهو الحيوان الأهم والمتحكم في مصيرنا وأمورنا وهو كذلك سفينة الصحراء وأنت تعرف أن مصر في هذا العصر سفينة غارقة فهي في أمس الحاجة إلي سفينة أخري، ثم إن البلد كله يعاني الأمرِّين بين الجمل والجمَّال.<br /><br />إذا لم يكن النسر أو الجمل هو نظير الفيل والتنين عندنا فما البديل؟ هل هو الحمار؟ فالحمار هو أشهر حيوان في مصر وهو جزء أصيل من منظومة العمل اليومية وهو صديق الفلاح ورأسماله وهو وسيلة النقل الأشهر وله في ثقافتنا عشرات القصص والحكايات وهو كذلك مثل ومسبة وطرفة ونكتة في حياتنا، فضلاً عن أن شبهاً ما يحوم بين الحمار وواقعنا فنحن نصف العامل بهمة بأنه حمار شغل، ويصف بعضنا بعضاً بالحمير التي تعمل وهي راضية بقليل من الطعام والغذاء والتي تشقي دون أن تحصل علي مكافأتها من الدنيا وهي صبورة وغلبانة وهي طيبة وربما غبية وهي حمولة وحمالة وهي تأخذ علقة لم يأخذها حمار في مطلع، ثم إن شعار مصر كلها «اربط الحمار مطرح ما عايزه صاحبه»، ونحن شعب لا يفعل في الحياة شيئاً أكثر من ربط الحمار مطرح ما صاحبه عايزه!!<br /><br /></span></div> <span style="font-size:130%;"><br /></span></div>Abdullah Khalafhttp://www.blogger.com/profile/16421188348096741270noreply@blogger.com0