المصالحة العربية قبل الفلسطينية



المصالحة العربية قبل الفلسطينية

كتب : فهمى هويدى  30/12/2008

لا يستطيع المرء أن يخفي قلقًا مضاعفًا علي مصر في العام الجديد. مرة بسبب الهم الاقتصادي الذي نسأل الله أن يلطف بنا فيه. ومرة بسبب تداعيات الانفعالات التي نتمني علي أهل السياسة أن يكبحوا جماحها ويسعوا إلي ترشيدها. وإذا كان العالم يشهد الآن مراجعات أساسية لقواعد الأداء الاقتصادي بعد صدمة الانهيار الذي شهده سوق المال في الولايات المتحدة. فأحسب أننا بحاجة إلي إجراء مراجعة مماثلة لمسار الأداء السياسي بعد الانقضاض الإسرائيلي الوحشي علي غزة.

أدري أن البعض في مصر يئسوا من إجراء تلك المراجعة المنشودة لأسباب أتفهمها، لكنني أنبه إلي أن الأداء السياسي المصري خلال العام الذي نودعه لم يخل من بعض الومضات التي تفسح المجال للأمل في إمكانية إصلاح العطب الذي أصاب بوصلة التحرك السياسي. تمثلت تلك الومضات في مؤشرات الحضور السياسي المصري علي الصعيد الإقليمي، في لبنان والسودان ومسعي المصالحة الوطنية الفلسطينية (الذي لم يحالفه التوفيق) والدعوة إلي اجتماع الدول المطلة علي البحر الأحمر للنظر في مكافحة القرصنة التي نشطت علي الحدود الصومالية.

 

هذا النشاط المحدود أثار انتباه بعض المعلقين، خصوصًا أولئك الذين يفتقدون دور مصر ويتمنون أن تستعيد دورها ومكانتها. من هؤلاء كان الأستاذ «رغيد الصلح» المثقف اللبناني البارز الذي نشرت له صحيفة «الحياة» الللندنية في 27/11 مقالاً تحت عنوان: «كيف تستطيع مصر استعادة ثقلها العربي؟»، في هذا المقال قال الكاتب: إنه إذا كان من الصعب أن تسترد مكانة حازت عليها خلال القرن الفائت، عندما كانت أولي دول المنطقة في الثروة والنظام الديمقراطي البرلماني والتحرر الوطني والريادة الثقافية والفكرية، أي علي كل صعيد من أصعدة التقدم، فإنه ليس هناك ما يحول دون تنمية مكانتها العربية، بحيث تكون علي الأقل أولي بين متساويين. وذكر أن القوة الإقليمية التي ينبغي أن تسعي اليها مصر هي تلك التي تستمد من دعم دول المنطقة وشعوبها وتضامنها معها، وتعبر عن مواقفها ومصالحها في المجتمع الدولي. وبعد أن استعرض الكاتب بعضًا من معالم التحرك المصري الإقليمي علي مدار العالم تساءل عما إذا كان التحرك مجرد ممارسات محكومة بأوانها، أم أنها تعبر عن استراتيجية واضحة المعالم والأهداف؟


2

خلال الشهر الذي أعقب نشر المقال شهدت الساحة المصرية تطورات شككت في الإجابة عن السؤال، إذ بدت القاهرة منفعلة ومتجهة إلي التصعيد والتسخين علي ثلاث جبهات هي: حماس وحكومة غزة، وسوريا وإيران. وهذا التسخين عبر عنه الإعلام الرسمي والصحف القومية بصورة خرجت علي المألوف. وبصرف النظر عن تقييم مواقف تلك الأطراف، فإن الحوار النقدي الذي عبرت عنه وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في مصر - ولا يجادل أحد في أنه صدي للموقف السياسي- بدا واضحًا فيه أنه متجه إلي الصدام والقطع، وليس إلي التصويب والوصل- وللأسف فإن الأسلوب الذي استخدمته بعض الأقلام المحسوبة علي السلطة لم يهبط بمستوي الحوار النقدي فحسب، وإنما أساء إلي صورة بلد كبير كمصر يتوقع الآخرون منه حواراً أرقي، ورؤية أكثر نضجاً تتحري المصالح العليا، وتفرق بين العدو والشقيق أو الصديق، وبين تناقضات أساسية ينبغي الانتباه إليها، وتناقضات ثانوية ينبغي تجاوزها والاستعلاء فوقها.

إن أخطر ما في المبالغات التي عبر عنها الإعلام الرسمي والقومي في مصر، أنها صورت الاختلاف في المواقف والاجتهادات السياسية مع هذه الأطراف الثلاثة بحسبانه تناقضاً أساسياً، وتجاهلت أن التناقض الأساسي الحقيقي هو بين هذه الأطراف جميعاً وبين إسرائيل بالدرجة الأولي. الأمر الذي أوقع بعض المشاركين في حملة التحريض والتهييج في أخطاء مشينة، كان من بينها مثلا أن أحدهم اعتبر أن حصار غزة مسئولية إيرانية وسورية بأكثر منه مسئولية إسرائيلية.

ولا أريد أن أسترسل في عرض أمثال تلك النماذج المخجلة، حتي لا يظن أنها تعبر عن مواقف المثقفين المصريين، لأنها في حقيقة الأمر لا تعبر إلا عن مواقف الذين اختارتهم السلطة بمواصفات معينة ليكونوا أبواقاً لها في ظرف تاريخي خاص.

المدهش في الأمر أن الإعلام المصري يصعِّد الاشتباك مع هذه الأطراف الثلاثة، في حين يزداد التعاطف الأوروبي مع المحاصرين في غزة، وتتحدث الإدارة الأمريكية الجديدة عن حوار مباشر مع إيران وسوريا. وتمد فرنسا جسورها مع سوريا بما مكنها من أن تقوم بدور الوساطة بينها وبين لبنان. أما الغريب وما يتعذر تصديقه، فهو ما نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية في العناوين الرئيسية للصفحة الأولي من عدد 25/12، من أن الرئيس مبارك أبدي تحفظاً علي الوساطة الفرنسية بين سوريا ولبنان. ونقلت عن مصدر تابع زيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون لمصر، أن الرئيس مبارك قال له إن فرنسا تخطئ إذا اعتقدت أن سوريا تسعي لاستقرار لبنان، لأنها تريد السيطرة عليه. ورغم خطورة التصريح الذي تشتم منه رائحة التحريض المصري علي سوريا، فإن أحداً لم يكذبه من القاهرة.


3

سألت أكثر من واحد من الدبلوماسيين المخضرمين والخبراء في مصر: إلي أين يذهب هذا التصعيد؟!، ووجدت أن حيرتهم لا تختلف كثيراً عن حيرتي، إذ لم يستطع أحد منهم أن يتنبأ بنهاية ذلك المطاف. لكن واحداً فقط قال إنه يمكن أن ينتهي بوضع خطوط فاصلة بين معسكري «الاعتدال» والتطرف في العالم العربي، بحيث يصطف الموالون لأمريكا وإسرائيل في جانب والمعارضون في جانب آخر. ومعروف أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس كانت قد أطلقت هذا التصنيف لأول مرة في شهادة لها أمام الكونجرس عام 2007، ثم اختبرت الفكرة بنجاح نسبي في عام 2008، وقد تدخل حيز التنفيذ بحيث تصبح جزءاً من الخريطة السياسية للمنطقة في العام الجديد (2009).

الآخرون أبدوا تحفظاً علي تأييد هذا التقييم، ومنهم من حذر من استباق الأحداث قائلاً بأنه من الحكمة انتظار وضوح موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تبني رئيسها فكرة الحوار المباشر مع إيران وسوريا (لتأمين الانسحاب من العراق) الأمر الذي إذا تحقق فقد يسفر عن نتائج تغير من الخرائط المطروحة في الوقت الراهن.

رغم الحيرة في التنبؤ بمصير التصعيد الراهن، فالقدر الثابت أن الأمور وصلت إلي درجة تورث شعوراً قوياً بالخزي والخجل. ذلك أن الجسور تقطعت في العالم العربي، والمعايير انقلبت بحيث أصبح من السهل أن تجئ تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلي القاهرة وتطلق منها تهديداً بتدمير الفلسطينيين (لا يعلق عليه وزير الخارجية المصري!)، في حين يبدو من الصعب في ظل التسخين الراهن أن يتبادل وزيرًا الخارجية المصري والسعودي الزيارات مع وزير الخارجية السوري.

هذه اللقطة الأخيرة تستدعي إلي أذهاننا مشهداً مماثلاً في الساحة الفلسطينية. ذلك أن السيد أبو مازن له خطوطه المفتوحة ولقاءاته المستمرة مع القادة الإسرائيليين، لكنه لا يزال يرفض بشدة أن يجتمع مع قادة حركة حماس الذين انتخبهم الشعب الفلسطيني. ولا يبدو أن مثل هذا اللقاء بين الإخوة الأعداء يمكن أن يتم في الأجل القريب.

إذا دققت في الحالتين فستجد أن الموقف فيهما واحد، بمقتضاه انقلبت الآية، بحيث أصبح الغريب قريباً والقريب غريباً، ولم يخل الأمر من الاستعانة بالغريب علي القريب. وهي حالة ليست شاذة في التاريخ العربي والإسلامي. فقد شهدت بلاد الشام والأندلس قبل سقوطهما تقاطعات بين الولاة المسلمين أوصلت بعضهم إلي الاستعانة بالصليبيين والفرنجة ضد إخوانهم المسلمين، الأمر الذي انتهي بهزيمة الجميع واندثارهم.


4

في أكثر من خطبة ألقاها الرئيس مبارك هذا الشهر تكرر نداؤه للفلسطينيين داعياً إياهم إلي التصالح وإنهاء الانقسام فيما بينهم. كما أن الخطاب السياسي العربي باختلاف مصادره ما برح يردد هذه الدعوة، حتي قال أمين الجامعة العربية السيد عمرو موسي وأكثر من مسئول ومعلق عربي بأن الانقسام الراهن من شأنه أن يصيب القضية في مقتل، بما يؤدي إلي تصفيتها في نهاية المطاف. رغم أن أحداً لا يستطيع أن يعبر عن سعادته بالانقسام - باستثناء الإسرائيليين وغيرهم من المنتفعين به بطبيعة الحال- إلا أنني أزعم بأن ما يهدد القضية الفلسطينية حقاً هو الانقسام العربي قبل الانقسام الفلسطيني، وأن العواصم والأصوات العربية التي ما برحت تصيح منددة بالانقسام الفلسطيني وخطره علي القضية يريد بعضها علي الأقل أن يغطي بعلو الصوت الانسحاب من القضية والتفريط فيها.

إن الانقسام وارد دائماً في صفوف الحركات الوطنية وحركات المقاومة بوجه أخص. والصراع بين الأجنحة المنقسمة له تاريخ طويل في أوساط المناضلين والساحة الفلسطينية ليست استثناء في ذلك، إذ عرفت الانقسام منذ الثلاثينيات في مواجهة الاحتلال البريطاني، خصوصاً بين جماعة النشاشيبي والحسيني. بل إن أسرة النشاشيبي شكلت وقتذاك جناحاً مسلحاً باسم «فصائل السلام»، كانت تلاحق الثوار من أتباع الحسيني وتسلمهم إلي الإنجليز، بمقتضي «التنسيق الأمني» معهم، إذا استخدمنا مصطلحات هذا الزمن!. ومن ذلك الحين تتابعت الانشقاقات التي أفرزت في السبعينيات حالة دموية مثلها صبري البنا (أبونضال) الذي قتل العشرات من الشخصيات الفلسطينية.

طوال تلك التقلبات ظلت حرمة القضية مصونة لا تمس لسبب جوهري، هو أنه كان هناك سياج عربي ظل مسانداً للتحرير والمقاومة طوال الوقت. صحيح أنه كان هناك تمايز في المواقف والاجتهادات، لكن أياً منها لم يمس صلب القضية وثوابتها، حتي في ظل هزيمة يونيو عام 67، ومنذ وقعت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في عام 1979حدث أول اختراق في السياج العربي، الذي كان بداية لانفراط الإجماع حول القضية، وانفتاح الأبواب حول الاجتهاد حتي في ثوابتها، حتي وجدنا قيادة فلسطينية تصف العمليات الاستشهادية بأنها «حقيرة»، ووجدنا آخرين يساومون علي الأرض وعلي حق العودة. كما وجدنا دولاً عربية تسهم في بناء الجدار العازل وتوفر النفط والغاز لآلة الحرب الإسرائيلية، التي تسحق الفلسطينيين.

حين انهار السياج العربي انهار البيت الفلسطيني وأصبح التفريط في ثوابت القضية والمساومة عليها يتم جهاراً نهاراً أمام كل الأعين. الذي لا يقل أهمية عن ذلك وخطورة أن الشقاق العربي صار سنداً للتشرذم الفلسطيني ونقطة الضعف الحقيقية في ملف القضية. الأمر الذي يدعونا إلي القول بأن الانقسام الفلسطيني لن يلتئم عقده إلا إذا تصالح العرب أولاً، خصوصاً محور «القاهرة - الرياض - دمشق»، وهو المثلث الذهبي الذي باتصال أضلاعه يؤمن السياج للقضية، وبانفصالها تصبح القضية في مهب الريح، وذلك هو الحاصل الآن.

السيد نصر الله يدعو لانتفاضة فلسطينية ثالثة


السيد نصر الله يدعو لانتفاضة فلسطينية ثالثة

29/12/2008

ضم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله صوته لكل الأصوات التي تدعو لانتفاضة ثالثة مشدداً على أن الدفاع عن غزة والأمة يستحق بذل الدماء.  واكد السيد نصر الله أمام حشد قُدر بمئات الالاف في الضاحية الجنوبية لبيروت حداداً على ضحايا العدوان الصهيوني، ان الحرب على غزة تستهدف الارادة والحقوق وليست ضد حماس. وناشد السيد نصر الله رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان لعب دور مركزي لعقد القمة العربية، وأن يكون صوته مدوياً فيها.
السيد نصر الله اكد ان من يتخلى عن المقاومين هو شريك في القتل، مشيراً الى انه ما دامت المقاومة تطلق الصواريخ، فهذا يعني ان العدو فشل في تحقيق اهدافه، وراى انه عندما يبدأ التحرك البري ستبدأ الخسارةُ الاسرائيلية
 
وهنا نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الاعتصام الشعبي لنصرة غزة في وجه الحملة العسكرية الصهيونية والذي نظمه حزب الله في ملعب الراية – الصفير بضاحية بيروت الجنوبية.
 
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
 
في البداية نتوجه إلى أرواح الشهداء الطاهرة، شهداء غزة من رجال ونساء وأطفال وصغار وكبار ومقاومين ونهدي إلى أرواحهم ثواب الفاتحة.
 
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته وأود في البداية ان أتوجه إليكم بالشكر الجزيل والتقدير العالي على تلبيتكم لهذا النداء، نداء النصرة، انتم اليوم في هذه الساحة وفي هذا الطقس البارد تعبرون عن التزامكم الدائم بتلبية هذا النداء في كل عام ، واليوم هو يوم من أيام الحسين عليه السلام ويوم من ايام الجهاد ويوم من ايام الشهادة وانتم كنتم دائما تلبون النداء دون تردد. لم يمنعكم من تلبية النداء في يوم من الايام لا برد قارس ولا شمس حارقة ولا تهديد داخلي ولا عدوان خارجي ، وانتم في الضاحية الجنوبية، تحت المطر انتم المقاومة وتحت القصف انتم المقاومة وفي ظل الخطر انتم المقاومة، وانتم اهل النداء. انتم تلبون نداء الحسين عليه السلام عبر التاريخ الذي يختصر كل مظلوم وكل مضطهد وكل صاحب حق وكل محاصر وكل مهدد بكرامته، والذي يختصر نداء كل متمسك بكرامته وبإبائه وبإنسانيته وبحقه.
 
انتم اليوم تلبون نداء ذلك الإمام العظيم سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الشريف،  لتعبر الأمة ونحن جزء من هذه الأمة عن تضامنها ،عن مواساتها، عن حزنها للشهداء وافتخارها بالشهداء. ونقول لأهلنا في غزة ، حزنكم حزننا، فرحكم فرحنا، ألمكم ألمنا، دمكم دمنا، جراحكم جراحنا. وانتم اليوم تلبون نداء الأهل الصامدين هناك، الذين يقضون الليل والنهار تحت القصف وانتم تعرفون معنى القصف وتعرفون معنى ان تدمر البيوت وان يهجر الأحبة وان يقتل الشباب والأطفال وان يصمد المقاومون على خطوط المواجهة، ولذلك تلبيتكم اليوم هي تلبية طبيعية منسجمة مع حاضركم، مع تاريخكم، مع كل الأمل المعقود عليكم، ومع أنها طبيعية الا انها مدعاة للشكر لأنها تعبير عن الواجب ولأنها صرخة الى كل العالم الذي يجب ان يفهم ان غزة ليست وحدها وان فلسطين ما زالت وستبقى في ضمير هذه الأمة وقلب هذه الأمة ووجدان هذه الأمة ، وان عشرات السنين ووسائل الإعلام المخذلة وان تراجع وارتداد بعض النخب السياسية التي تدعي الثقافة والعلم ، وان مضي الزمان وكثرة الدماء لا يمكن ان يسقط فلسطين لا من عقل الأمة ولا من قلب الأمة، ولان الزمن لا يمكن ان يجعل الحق باطلا ولا الباطل حقا فستبقى فلسطين هي الحق واسرائيل هي الباطل، ومن يقف مع فلسطين إنما يقف مع الحق ومن يتخلف عن فلسطين إنما يقف الى جانب الباطل.
 
أيها الأخوة والأخوات:
 
 اليوم نلتقي مجددا في ايام الحسين في ايام الشهادة لنعتز بشهداء غزة، لنفتخر بهم ولنواسي في الوقت نفسه. ونحن وانتم امة الشهداء ونحمل ثقافة الشهداء، ثقافة الشهادة تعني ثقافة الحياة الحقيقية، ثقافة الحياة بعز، وثقافة الحياة بكرامة وثقافة الحياة واقفين على أقدامنا وجباهنا مرفوعة. ونحن نعرف درجة الشهداء عند الله سبحانه وتعالى، وهؤلاء الشهداء في غزة كما الشهداء في لبنان سقطوا في المعركة الأوضح والمعركة الأعظم والمعركة الأقدس. لو ذهبتم الى كل أرجاء الأرض والعالم لتبحثوا عن معركة مشروعة واضحة الشرعية على المستوى الديني ورسالات السماء وعلى المستوى القانوني وعلى المستوى الأخلاقي والسياسي وعلى المستوى الإنساني لن تجدوا معركة أوضح من هذه المعركة. هؤلاء هم الشهداء في سبيل الله وهل سبيل الله إلا سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان؟ الا سبيل كرامة الإنسان؟ إلا سبيل الدفاع عن المقدسات واستعادة القدس ورفض التخلي عن حبة تراب واحدة من الأرض المقدسة.
 
هنيئا لشهداء غزة كما هو الفخر والسعادة والدرجة العليا والحياة الابدية لكل شهداء طريق المقاومة وطريق الدفاع عن الامة وكرامة الامة والاوطان والمقدسات. ايها الاخوة والاخوات، اليوم نؤيد ونردد ونعيد التأكيد على المسؤولية. وانا لا اريد الآن ما قلته بالامس لكنني اريد ان اضيف فيما يعني المواجهة الحالية: اولا انا باسم المحتشدين في هذا المكان، باسمكم جميعا اود ان اتوجه في البداية الى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، لاقول له: نحن نطالبك ونناشدك كرئيس توافقي للبنان ان تبذل جهدا وتلعب دورا مركزيا للدفع باتجاه عقد القمة العربية لان هناك من يعمل على منع عقد هذه القمة وعلى تعطيل انعقاد هذه القمة، لحسابات وأخرى.  رئيس الجمهورية اللبنانية الذي يستند الى توافق لبناني مندد بالعدوان على غزة ومن المفترض ان جميع اللبنانيين ينددون ونددوا بهذا العدوان الغاشم، والمستند الى إجماع لبناني يطالب بوقف العدوان على غزة دون قيد ولا شرط ، ولبنان هو من أكثر البلدان الذي عانى من العدوان ومن المجازر ومن التدمير ومن القتل يمكنه ان يستند الى هذا الإجماع الوطني ليلعب دورا مركزا باتجاه عقد القمة دون تأثر بأي حسابات أو حساسيات عربية. اليوم الموقع الرسمي اللبناني يجب أن يكون موقع التضامن مع أهل غزة وليس مع هذا النظام العربي أو ذاك النظام العربي، هذه حسابات شيطانية الحسابات الإنسانية أن يقف لبنان الرسمي و الشعبي كله الى جانب أولئك الذين يقتلون ويذبحون ويقصفون في غزة. وفي غزة يقتل الأطفال والنساء وتهدم المساجد ودور العبادة والمدارس والجامعات وتقصف مستودعات الأدوية وكل إمكانيات الصمود والبقاء. والرئيس اللبناني المستند ايضا الى تجربة لبنان في المقاومة المنتصرة وهو الذي واكب من موقعه في قيادة الجيش تجربة حرب تموز الذي انتصر فيها لبنان جيشا ومقاومة وشعبا، مطالب بأن يلعب في القمة ايضا دورا مركزيا، وكما سمعنا صوته الشجاع في مؤتمر حوار الأديان في الأمم المتحدة يجب ان يكون صوت لبنان عبر حنجرة الرئيس صوتا مدويا في أي قمة عربية رفض التنازل عن الحقوق والموقف الصارم والشجاع الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والمضحي والمعذب.
 
ثانيا اليوم أتوجه بالنداء الى الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج الى كل الشعب الفلسطيني للتوحد وللتماسك وللتعاون مخطئ من يعتقد ان هذه الحرب هي على حركة حماس أو على حكومة حماس الحرب هي على الشعب الفلسطيني على إرادة الشعب الفلسطيني على حقوق الشعب الفلسطيني. هنا يجب ان أوضح أمرا لفلسطين للبنان للعراق لكل مكان أيها الإخوة والأخوات، بالنسبة للإدارة الاميركية، ومشروعها في السيطرة على المنطقة، وتثبيت إسرائيل كقوة مركزية عاتية ومستعلية على كل حكومات وشعوب المنطقة لا يعنيها من يحكم في لبنان أو من يحكم في غزة أو في رام الله أو في بغداد أو في كابول أو في أي عاصمة او بلد عربي أو إسلامي. بالنسبة للإدارة الأمريكية الاعتبارات الإيديولوجية والعقائدية والدينية والعرقية والقومية ليست في الحسابات أنا أقول لكم بصراحة ليس هناك مانع لدى الإدارة الأمريكية ان يحكم حزب إسلامي أصولي أو حركة إسلامية أي بلد من البلدان العربية والإسلامية الذي يخمن ان المعركة هي مع حركة إسلامية أو حكومة إسلامية هو مشتبه، ليس هناك مانع لدى الأمريكيين من حيث المبدأ أن يكون الذي يحكم إسلاميا أو شيوعيا ماركسيا لينينياً أو ماوياً أو قومياً هذا ليس مهما بالنسبة لديهم فلتكن عقيدتك ما تكون ، ولتكن إيديولوجيتك ما تكون، المهم ما هو برنامجك السياسي، ما هو موقفك من إسرائيل، ما هو موقفك من أميركا، هل تقبل أن تسلم نفطك وتبيع نفطك بأثمان بخسة، للشركات الأميركية هل تقبل الخضوع للإرادة الأميركية وللمصالح الأميركية؟ هل تعترف بإسرائيل وتقيم صلحا ذليلا مع إسرائيل ؟هل أنت مستعد للتخلي عن مقدساتك وعن تراب وطنك وعن حقوق شعبك؟ ما هو برنامجك السياسي؟
 
 هذا الذي هو يحكم الموقف الأميركي من أي جهة من أي حركة من أي تنظيم من أي جماعة من أي حكم أو نظام سياسيي في العالمين العربي والإسلامي. والدليل على ما أقول وأنا لست هنا بصدد المحاكمة أو الحكم سلبا أو إيجابا يكفينا مشاكل، لكن أقول لكم في أفغانستان الحركات الإسلامية والأحزاب الإسلامية موجودة غي حكومة أفغانستان ، في العراق لرئيس الجمهورية نائبان وكلاهما ينتميان الى أحزاب إسلامية ورئيس الحكومة هناك ينتمي الى حزب إسلامي، ليست هناك مشكلة لدى الأمريكيين ان يكون في فلسطين حكومة تديرها حركة إسلامية، أو حماس أو فتح أو الجهاد أو الجبهة شعبية أو أي تنظيم أو فصيل من الفصائل الفلسطينية، لا شغل لأميركا ولا شغل لإسرائيل لا بصلاتنا ولا بصومنا صوموا ما شئتم وصلوا ما شئتم وحجوا ما شئتم ولكن اتركوا الأمر والسيادة والمصالح السياسية الكبرى لأميركا وإسرائيل إذن التناقض ليس مع حماس ليس كحركة إسلامية، والتناقض مع فصائل المقاومة في غزة ليس نتيجة انتماءها العقائدي أو الايدولوجي أو الديني أو الفكري، وأنا نتيجة برنامج المقاومة نتيجة برنامجها السياسي ، وأنا أريد ان أؤكد على هذه الفكرة بالعودة قليلا الى عام 200. والتي أشرت لها بالأمس في مفاوضات كامب دايفد بين باراك والرئيس الراحل ياسر عرفات. حركة فتح كانت مصنفة حركة إرهابية، ولكن أزيلت عن لائحة الإرهاب ودخلت في عملية المفاوضات واتيح للرئيس عرفات ان يدخل الى فلسطين وأن يبني السلطة الفلسطينية ولكن في كامب دايفد في آخر مفاوضات مع باراك عام 2000 عندما رفض الخضوع لشروط كلينتون وباراك ورفض التسوية التي عرضت عليه في كامب دايفد والتي كانت تدعمها بعض الأنظمة العربية عاد الى رام الله فعزل وقوطع وحورب وتخلى عنه ما يسمى بالعالم الحر، وقضا الشهر الأخيرة من حياته محاصرا في المقاطعة في رام الله ثم عملوا أو عمدوا على قتله مسموما على يبدو من التقارير.
 
ليس المهم ما هي عقيدتك أو هوية حركتك أو لون علمك أصفر أم أخضر أم أسود أو بني أو أحمر ما هو برنامجك السياسي الذي يقاتل اليوم في غزة ليس العنوان الإسلامي ولا الحركة الإسلامية وإنما الذي يقاتل هو برنامج المقاومة وأنا أقول لكم بكل صراحة اليوم إذا يتصل الأخ خالد مشعل أو أي أخ من القادة في حركة حماس بأي  من هؤلاء الوسطاء العرب أو الأوروبيين ويقول لهم نحن حاضرون أن نعترف بإسرائيل نحن حاضرون أن ندخل في مفاوضات مع إسرائيل نحن حاضرون أن نقبل أن نفاوض على شروط لتسوية كاملة كيفما كان مع إسرائيل الآن يقف القصف على  غزة ويقف القتل في غزة وستقبل حماس وليس لديهم مانع من أن يسلمها السلطة ليس فقط في غزة وإنما في الضفة الغربية.  إذا لا يجوز أن يشتبه الأمر على أحد كذلك كانت المسألة في لبنان لا أحد يتصور أن مشكلة أمريكا وإسرائيل مثلا مع حزب الله في لبنان أنه حزب إسلامي أو أنه حزب ديني أو أنه  حزب عقائدي على الإطلاق .الآن يأتوا الأمريكيين ويقولوا  بشأن الانتخابات المقبلة إذا المعارضة فازت فكيت وكيت ويهددون اللبنانيين! الآن أنا أقول لكم إذا أحد من قيادة حزب الله باسم حزب الله يتصل بالأمريكيين وهم يرغبون بالإتصال بنا والجلوس معنا والتحدث إلينا والتفاوض معنا ويقول لهم جيّد نحن كحزب حاضرون أن نعترف بإسرائيل وحاضرون أن نساوم على المقاومة وحاضرون أن نناقش في مسألة السيادة اللبنانية الحقيقية سوف يساعدونا الأمريكيون لنكون نحن السلطة في لبنان نحن وحلفائنا ليس عندهم مشكلة مع صلاتنا ولا مع صومنا ولا مع عمائمنا ولا مع لحانا مشكلتهم الحقيقية هي مع برنامجنا السياسي، البرنامج السياسي الذي يرفض التخلي عن حبة تراب البرنامج السياسي الذي يرفض التخلي عن أسير عن حبة  كرامة عن نقطة ماء وجه عن سيادة حقيقية وعن استقلال حقيقي وهكذا المسألة اليوم في فلسطين المستهدف في غزة ليس حماس أو الجهاد أو فصائل المقاومة المستهدف في غزة بقية المقاومة بقية الإرادة الفلسطينية بقية التمسك بالحقوق ولذلك أنا أضم صوتي إلى كل أصوات القيادات الفلسطينية التي دعت إلى انتفاضة ثالثة في فلسطين وإلى انتفاضات على امتداد العالمين العربي والإسلامي لأننا في غزة اليوم كأمة تواجه معركة مصير فلسطين وليس مصير حكومة حماس ولذلك الدعوة اليوم إلى كل الفصائل الفلسطينية إلى التوحد وإلى نبذ الخلاف إلى التعاون وإلى الابتعاد عن الشروط المسبقة إلى العمل بجد لوقف العدوان دون الإذن والسماح لهذا العدوان بأن يحقق شيء من شروطه.
 
وثالثا اليوم نجدد الدعوة إلى الشعوب العربية والإسلامية لمواصلة التحرك لأن العدوان مستمر ولأن الإرادة العدوانية قوية وبحاجة إلى مواجهة في عدوان نيسان 1996 على لبنان مجزرة قانا غير المعادلة وفي عام 2006 مجزرة قانا الثانية في الحد الأدنى أحرجت الصهاينة فأوقفت العمليات 48 ساعة لكن ما يجري في غزة أن الحرب بدأت بمجزرة وأن العدوان لم يتوقف لا في تلك الليلة وعلى امتداد الساعات الماضية وهذا يعني أن هناك إصرارا قويا وكبيرا بالاستفادة من الوقت المتاح أمام إسرائيل لتحقيق أكبر إنجاز ممكن وهنا الدعوة إلى الحكام العرب للمسارعة حتى لولا يعقدوا قمة ليبذلوا الجهود الحقيقية وليطالبوا بأن يبذلوا الجهود الحقيقية أما الرهان أيها الإخوة والأخوات فيبقى على الوضع الميداني. نحن طبعا نصرخ هنا وفي أكثر من مكان في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية الحمد لله الناس بدأت تنزل إلى الشوارع بالآلاف بعشرات الآلاف بمئات الآلاف وهذه علامة خير. هذه المشاهد التي نراها اليوم في العواصم العربية والإسلامية لم نرها حتى في حرب تموز 2006 وهذا يعني أن هناك تقدم واضح في موقف الأمة وشعوب الأمة وتحرك هذه الشعوب الذي يجب أن يتصاعد ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم وكلنا معنيون أن نقف ونتكلم وأن نصرخ بالأمس عندما تكلمت وتحدثت عن الأشياء بأسمائها. كنت أعرف مسبقا أنني سأقابل بسيل من الاتهامات والشتائم وأنا كنت مستعدا لذلك أنا أعتقد أن الدفاع عن غزة وعن أهل غزة يعني عن الأمة يستحق أن يقدم الإنسان في سبيل هذا الدفاع دمه شهيدا في سبيل الله فكيف لو تعرض لبعض الشتائم هذا أقل ما يمكن أن يفعله إنسان ونحن عندما  ندعو إلى الوعي إلى الموقف إلى التظاهر نعم نحن جميعنا نخوض معركة الوعي اليوم في الأمة ومعركة استنهاض هذا الوعي لدى شعوب الأمة في مقابل حملات التضليل والتجهيل والكذب والافتراء الذي يمارسه كثيرون أمس على واحدة من القنوات العربية كنت أستمع إلى أحد الشتامين من الطبيعي أن يكون شتاما ولكنهم كذابون أيضا عندما قال بأن حزب الله في بيروت قصف السفارة المصرية في بيروت. هل قصف أحد في لبنان السفارة المصرية ؟ نحن بكل صراحة من الطبيعي جدا كان أن نأخذ المظاهرة الأولى والاعتصام قبل يومين وأن يكون حشدنا اليوم أمام السفارة المصرية في بيروت ولكن نحن عن عمد تجنبنا الذهاب إلى هناك لأننا نتفهم وندرك بعض الظروف الخاصة ولأننا لا نريد أن يدخل أحد على الخط نحن نقوم بتحرك سلمي ومطالبة سلمية بتغيير الموقف المصري ولكن لسنا في صدد الاعتداء على أحد, نحن نخوض  معركة الوعي على امتداد العالمين العربي والإسلامي في مواجهة التضليل والاتهامات والأكاذيب كما حصل معنا في حرب تموز.
 
 بالأمس صحف عربية رئيسية أيها الإخوة للأسف الشديد تتهم حماس بأنها وفصائل المقاومة في غزة بأنها باعت شعبها وأهلها من أجل مصالح بعض الأنظمة الإقليمية ويسمون سورية بالتحديد, ما هي مصلحة سورية في أن يقتل الناس في غزة؟ بالعكس سورية التي لها رؤيتها وما يعنيها بادرت إلى وقف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل عبر تركية أو أن تتهم حماس بأنها في غزة تدافع عن إيران,  عن أي إيران تدافع حماس كما قيل في لبنان على مدى 33 يوما أننا كنا ندافع عن سورية أو عن الملف النووي الإيراني! هذه سخافات هذه اتهامات بغيضة وخبيثة وكريهة من أّين كان ومن أيّن  صدرت. حماس والجهاد والفصائل المقاومة في غزة يدافعون عن شعب غزة وعندما انتهت التهدئة عادوا إلى برنامجهم الطبيعي لأن التهدئة التي تعني الموت جوعا والموت ذلا ليست تهدئة ليس فقط هم يحملون الضحية المسؤولية بل يتهمون الضحية بوطنيته ويتهمون الضحية بدينه ويتهمونه بإخلاصه لشعبه ولأهله وهؤلاء المقاومون في كل مناطق المقاومة , نعم  هم أشرف الناس ,نعم هم اشرف الناس وهم أكرم الناس وهم اطهر الناس ومن يخذلهم ومن يتخلى عنهم شريك في الجريمة وشريك في القتل وشريك في الخيانة, عندما كنا ننادي ونناشد فتح معبر رفح, اليوم لو استقرأنا وشاهدنا كل الشعارات وكل الخطابات وكل الهتافات على امتداد العالمين العربي والإسلامي سنجد ان هناك إجماعا في الأمة, إجماعا عربيا وإجماعا إسلاميا يطالب الحكومة المصرية بفتح معبر رفح لانا هنا نتحدث عن صمود غزة , غزة الشجاعة القادرة على صنع الانتصار هي تحتاج إلى ما يعزز صمودها وأول شرط لتعزيز صمودها هو ان يفتح الباب اليها.
 
أيها الأخوة والأخوات:
 
اليوم نحن نقف امام ما يجري في غزة وكما كنا نقول في لبنان الذي سيحسم الأمر هو الموقف الميداني, صحيح هناك أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولكن حتى اليوم وبأذن الله هذا الأمر سيستمر ثبات القيادات السياسية والعسكرية, الحضور الميداني للمقاومين من كل فصائل المقاومة, الثبات الشعبي والاحتضان الشعبي للمقاومة ولخيار المقاومة واستمرارها هذا هو الذي نشاهده في غزة, واستمرار انطلاق الصواريخ بالعشرات منذ اليوم الأول لبدأ العدوان إلى اليوم والذي يستهدف مستوطنات ومستعمرات جديدة هو دليل على قوة الموقف الميداني في غزة وهذا نحن نفهمه من خلال تجربتنا في حرب تموز وأنا قلت ما يجري في غزة مشابه تماما لما جرى في حرب تموز, سيعجز سلاح الجو الصهيوني عن النيل من إرادة المقاومين الذين يطلقون الصواريخ وسيبقى سكان المستعمرات على بعد عشرين كيلومتر وعلى الظاهر على بعد أربعين كيلومترا من غزة اما خارج مستعمراتهم او في الملاجئ, والمعركة هنا معركة وقت وإخواننا المقاومون في غزة يفهمون هذا جيدا, الإسرائيلي لا يستطيع ان يتحمل وقتا طويلا وستبدأ الأسئلة عن جدوى ما قاموا به وهم يقولون من عبر حرب لبنان الثانية ان سلاح الجو وحده ليس قادرا على حسم المعركة, نعم في لبنان مئات الطائرات كانت تقصف يوميا, المخزون الاستراتيجي لصواريخ سلاح الجو استنفذت في الأيام الأولى , الإسرائيليون يقولون ان مجموع ما قصفوه على لبنان من الجو يفوق ما قصفوه خلال مجموع الحروب العربية الإسرائيلية ولكن فشل سلاح الجو في حسم المعركة , سقط منا الكثير من الشهداء والكثير من الجرحى وهدمت عشرات الآلاف من المنازل ولكن لم تسقط لا البندقية ولا الإرادة ولا الصاروخ, في غزة ما دامت إرادة المقاومة تطلق الصواريخ سيكتشف الإسرائيلي انه فشل في تحقيق أهدافه رغم التضحيات الجسام لدى الفلسطينيين واذا اضطر إلى العملية البرية, هو اليوم يهوّل من خلال وسائل الإعلام, يخوض حربا نفسية ضد الفلسطينيين من خلال تصوير الدبابات والسماح للقنوات الفضائية بنقل مشاهد حية عن تحرك الدبابات, هذا بالفعل ما فعله ايضا في لبنان, ولكن عندما يبدأ التحرك البري الذي سيواجه بقوة المقاومين وإرادة المقاومين سوف تبدأ الخسارة الإسرائيلية وسوف يبدأ ارتفاع الصوت الإسرائيلي. اليوم الميدان هو الذي يحسم المعركة وكل ما نطالب به مصر وحكام العرب وكل العالم, ان كانوا عاجزين عن وقف العدوان فلتوفر مقومات الصمود والبقاء والثبات والاستمرار للمواجهة للمقاومة في غزة ولن يكون مصير المواجهة في غزة الا النصر العزيز والمؤزر.
 
 أيها الإخوة والأخوات:
 
 اليوم بيننا وبين غزة ليس نهاية المطاف, أطالبكم كما أطالب كل الشعوب العربية والإسلامية بمواصلة العمل والتحرك وعلى كل صعيد , ويجب ان نفكر على كل صعيد لمؤازرة إخواننا في غزة وآمل منكم أيها الأخوة والأخوات المحتشدون في هذا المكان الملبون لنداء أبي عبد الله الحسين, لنداء المظلومين والمقاومين والشرفاء ان تبقوا دائما على جهوزية لتلبية أي نداء وأي موقف وأي قرار, معكم نعم من هنا نجدد العهد ونجدد البيعة بالوقوف في المقاومة والى جانب كل مقاوم ونقول للحسين الذي أطلق صرخته منذ مئات السنين سوف نبقى نلبي نداءك " لبيك يا حسين", المجد والرفعة للشهداء العظام الأطهار في غزة ولكل شهداء المقاومة والنصر للمقاومين والمجاهدين والعزة لشعوب امتنا العربية والإسلامية الأبية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
 

 
 
 
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/NewsDetails.aspx?id=68516&language=ar