لأول مرة بعد الإفراج عنه يتكلم كما لم يتكلم من قبل فى حوار مع الدستور


حوار : رحاب الشاذلى
> هل تتذكر أول يوم لك داخل السجن والشخصيات التي قابلتها ورد فعلهم علي سجنك؟

- لم يفاجأ أحد بالعكس كلهم قالوا لي إنهم كانوا متوقعين سجني وفي أول يوم حبس التقيت بشخص اسمه «جمال حبيب» تاجر سيارات وكان هذا الرجل سبق وزارني قبل سجنه في مكتبي لرفع إحدي القضايا،
وفي أول تعليق له علي سجني قال «إحنا كنا عارفين إنك جاي بقالنا أسبوعين منتظرينك» وسألته عرفتم منين ده أنا شخصياً فوجئت بقرار القبض وتنفيذه فرد : من السكرتير بتاعك اللي اسمه «إسماعيل عبداللطيف» وقاللي أوصاف كلها انطبقت علي هذا الشخص الذي كنا نعرفه في الحزب باسم «ضياء» والذي اكتشفنا فيما بعد أنه هو نفسه المخبر الذي استخدمه الأمن للقيام بعملية تزوير التوكيلات وترتيب القضية، وبالفعل بحثنا في ملفه الجنائي فوجدنا أن اسمه الحقيقي إسماعيل عبداللطيف، وبهذا حصلت علي أول خيط القضية من داخل السجن.

> مَنْ أبرز الشخصيات التي التقيتها في السجن؟

- الوزير السابق توفيق عبده إسماعيل، وحسام أبوالفتوح، ومحافظ الجيزة السابق ماهر الجندي وكان موجود إبراهيم عجلان - عضو مجلس الشعب السابق - ووكيل أول وزارة التعليم المرحوم سمير وهدان، كما كان هناك عدد آخر من رجال الأعمال ونواب القروض.

لكن لم تكن هناك مساحة للتحاور أو الحديث مع أحد بسبب التضييقات التي كنت أتعرض لها.

> كيف كانت علاقتك بـ «حسام أبوالفتوح» وماذا عن الصورة التي رسمها لك ولأسرتك وأهداها إليك؟

- قابلت حسام بالصدفة كثيرا أثناء خروجي للزيارة مثلا وأهداني أجمل هدية في السجن وهي أنه رسم صورة لي أنا وأبنائي وزوجتي مازلت محتفظًا بها حتي الآن وهذا شخص كريم جدا وكان عامل مؤسسة اجتماعية خيرية داخل السجن، أما الذي نشأت بيني وبينه صداقة هو خالد حامد محمود - المتهم في قضية نواب القروض - ووالده كان وزير الحكم المحلي في عهد السادات وكان نائب معي في المجلس من 95 إلي 2000، وده كان الشخص الوحيد اللي كنت باحب أتكلم معاه.

مع ذلك أهم شخصية شفتها في السجن كان متهم في قضية «محجوب» شقيق «رفعت محجوب» واسمه «زيزو» وعمره 90 عامًا تقريبا ووزنه حوالي 40 كيلو، كان طول الوقت بيتصرف بشكل كوميدي مثلا يقع جوه الـ «تواليت» بسبب شده نحافته وفي إحدي المرات قاللي «انت بقي اللي كنت مترشح تقعد مكان عبدالناصر» قلت «اه الله يرحمه» فغضب مني وقاللي «ما تقولش الله يرحمه عبد الناصر لسه موجود»، الغريب في «زيزو» إنه كان كل ما يقابلني يطلب مني أشتري له «كيس شيبسي» كنت اندهش جدا من طلبه خاصة لكبر سنه، وفي يوم مرض جدا وطلبني وقال «عايز اقولك علي حاجه مهمه انت عارف انا كل ما بشوفك ليه باطلب منك كيس شيبسي» سألته ليه رد: عشان كنت بأكسب في كل كيس ربع جنيه وأنا كنت بطلبه منك عشان أحوش الأربع جنيه دول كلها وفعلا حوشت 27 جنيه أجرة التاكسي اللي هروح بيه بس لأني بموت هنا فأنت خدهم لأنهم بتوعك لأنك أنت اللي كنت بتجيب لي الشيبسي» وبالفعل مات عم «زيزو» في اليوم نفسه.

> تعامل أمناء الشرطة والظباط معاك جوه السجن كان عامل إزاي هل كانوا متعاطفين معاك ومصدقينك ولا كانوا شايفينك مزور؟

- بصراحة كانوا بيتعاملوا معي بشكل جيد،لكن التعليمات كانت في منتهي القسوة وهي حرماني من حقوقي، بس التعامل الجيد كان سرًا وكل واحد فيهم جاي من قريته كان ينقل لي سلامات أهل البلد، وكلامهم وانطباعاتهم الجيدة عني، لم يعتد عليَّ أحد إلا خارج السجن.

وفي إحدي المرات، جاءني المخبر اللي في السجن وقالي «أنا عندي ألم شديد في المعدة» وطلب مني أعطيه الدواء المطلوب وفعلاً بمجرد ما أخد مني الدواء أعاده لي مرة أخري وقاللي «أنا مش عايزها أنا بس كان نفسي أعرف لو أنا جيت وقلت لك أنا موجوع هتهتم بيه وتديني العلاج ولا تمنعه زي ما بنمنع عنك الدواء... وأنا لما أروح بلدنا هحكي شهامتك معايا وأقول إن الراجل اللي إحنا بنمنع عنه الدواء ترك سريره وأعطاني دواه عشان يعالجني» الحكاية ديه أثرت فيا .. وفي مرة تانية كان السجن مانع الزيارات عني ودخول الطعام، ففوجئت في يوم إن فيه ظابط يحمل لي أكل طلب من مراته تعمله عشاني وكان الظابط بيهرب لي أكل من بيته اللي مراته بتعمله.

أنا لسه لحد اليوم عليه 3 آلاف و500 جنيه للسجن، طالع مديون لم أشتر خدمة أحد مقابل فلوس من يخدمني كان بحب، في يوم كان في طبيب ظابط في السجن وجاء وقال لي «أنا سمعت انك بتمر بأزمة مالية كبيرة وأنا جايب لك مبلغ من فضلك اقبله، أنا كنت رايح أشتري عربية جديدة بس القديمة لسه موجودة وعشان كده مش محتاج الفلوس ديه الآن» الموقف ده وغيره من المواقف أثرت في طريقة رؤيتي للأشياء والتفاصيل الصغيرة التي لم أكن أتوقف عندها من قبل.

> معرفتك للمرادفات الأوسع لمعني الظلم وغيره هل ستنعكس علي أدائك السياسي في الفترة القادمة؟

طبعا، سأقوم بإعادة ترتيب أولوياتي واهتماماتي في الحياة من أهمها استقلال القضاء وعدالة التقاضي في مصر كان بالنسبة لي موضوعاً ثانوياً جدا، أنا اتظلمت بس اكتشفت إني مش المظلوم الوحيد، شئ مرعب أن يكون الانسان غير مطمئن أو يأمل في عدالة قاضية ولكني عشت أفقد هذا الأمل داخل سجني لما عملت2013 بلاغ وقضي، في 99% منهم لم يكن عندي أمل في الحصول علي العدالة، اللي عايز أقوله كمان إن من أولوياتي التانية اللي اتغيرت بعد سجني إني أتمني إن العمر يرجع تاني وأعيش وأرعي أولادي وهما صغيرين. أنا انشغلت بحياتي ولم أستمتع بأولادي لأني كنت متعجلاً طول الوقت.

> ما الأمور التي تري بعد سجنك أنك تعجلت فيها كثيراً وكانت أخطاء وكان عليك مراجعتها وهل انتخابات الرئاسة من هذه الأمور؟

- لم يكن من بينها انتخابات الرئاسة علي الإطلاق، لما دخلت السجن بدأت أفكر هل أنا عملت كل حاجة لوجه الله وبصدق دون وجود أدني غرض من الشهرة أو إشادة الناس بي، فبدأت أحسب كل حاجة عملتها وبدأت أخصم الحاجات اللي أنا شاكك أني عملتها ولم أكن مخلصاً، وتدخلت فيها أغراض أخري انتخابية أو سياسية أو حتي بها قدر من الرياء للناس، وبدأت أخصمهم واحدة واحدة، بكيت بشدة لأني وجدت الباقي اللي عملته بمنتهي الصدق والإخلاص قليل جدا، فقررت أول ما أخرج من السجن أني أكون أكثر إخلاصا وأن أكون أكثر عدالة مع أولادي لأني لم أكن عادلاً معهم ودلوقتي باحاول أعوض الحاجات إلي ما عملتهاش معاهم قبل كده.

> وعلي المستوي السياسي ما هي الأمور التي راجعتها ووجدتها لم تكن صادقة أو حقيقية وكانت خطأ؟

- وكنت محتاج أكتر أن يكون أدائي البرلماني من عام 95 إلي 2000 مثل أدائي من 2000 إلي 2005 الذي كان أصدق وبلا أي توازنات في الفترة ديه لم أتفاد شيئاً نتيجة الحرج أو مجاملة لأحد، لكن في حاجات أحيانا لم أكن أدخلها نتيجة الحرج وده خطأ أنا ارتكبته بصراحة مرة واحدة في البرلمان عملت موقف لسه بندم عليه حتي اليوم وهو أنه كانت هناك مناقشة لقانون رفع السن للتعيين وأن «المعاش لا يكون له سن» فأحد الأشخاص اتصل بي وقال لي «أملنا ألا تعارض هذا القانون لأنه يمس مصالح فلان وفلان وهؤلاء لهم خبرات كبيرة محتاجينها في البلد» في هذا اليوم تغيبت عن الحضور بحجة إن في عزاء في باب الشعرية ولازم أحضره، أنا نادم جدا علي الموقف ده لأنه كان لازم أقول «لا» ممكن الموقف يكون تافهاً والآخرون لم ينتبهوا لما فعلته، لكني في السجن عاتبت نفسي كتير علي هذا وحسيت إني لو اتظلمت في السجن وعانيت ممكن يكون بسبب إني كنت نائباً وفي لحظة كان لازم أقول فيها «لا» وماقلتش، وفكرت إن في ناس كتير اتظلمت واتحرمت من الترقية بسبب عدم خروج كبار السن للمعاش، ممكن كان مجرد وجودي في المجلس وحتي معارضتي لم تغير شيئاً، بس كان لازم برده أقول «لا»

> ما الموقف الذي راجعته بينك وبين نفسك في السجن ووجدت أنك أخدته أو عملته من أجل الشهرة؟

- فيه موقف صحفي وليس سياسياً وأنا نادم عليه جداً، ولو عدت في يوم من الأيام - رئيس تحرير - فلن أكرره مره أخري لأن هذا الخطأ مازال يؤلمني ويغضبني من نفسي في وقت كان توزيع جريدة الغد بيزيد تقريباً كل عدد 20 ألف وفي الوقت ده تحديدا كان بالظبط التوزيع 170 ألف نسخة، وكان عندي رغبة شديدة إننا نكسر رقم 200 ألف فجاء أحد الصحفيين وقالي عندي شيء قوي وهو سبق خبري وكان علي تليفونه صورتان لفنانتين شابتين وحاملين أرقام السجن، وهما كانتا متهمتين في قضية قيل إنها كانت قضيه آداب، ونشرت الصورتين في الصفحة الأولي وقلت الحقيقة إنهم فعلا اتظلموا في القضية ودي كانت الحقيقة، بس الحقيقة أن غرضي من الكتابة ليس الدفاع عنهم، بل مجرد نشر الصورتين وعمل ضجه إعلامية وبس أرفع بيها التوزيع، وحتي الآن ضميري لم يسترح لهذا التصرف ونشر صورتيهما بهذا الشكل وأنا لم أفكر قد إيه أنا اتسببت في أذيتهم نفسيا بسبب الصور، خاصة وأني متأكد إن الصور ديه ملفقة كان مفترض إني أنشر المادة التحريرية فقط بدون الصور، لكن حلمي رفع التوزيع هو الذي دفعني لنشر الصور، والآن أنا أستغفر الله علي هذا الأمر وأتمني إنهم يسامحوني.

الأمر الآخر أني كابن وحيد لأمي وأبويا لم أعش معهما أيامهما الأخيرة وكذلك أولادي لأني ماشفتهمش وهما بيكبروا وهذه الأشياء تؤلمني نفسيا جدا وفي السجن لم يمر يوم بدون أن أحلم بأبويا وأمي حتي البيت إلي اتربيت فيه كنت بحلم بيه وإنه حوائطه بتضحك، «فجأه توقف نور عن الحديث مره أخري وعيناه لم تكف عن الدموع»

أنا عمري ما خنت حد ولا أذيته لكني في الوقت نفسه أتأذيت كتير واتظلمت من موسي مصطفي موسي ورجب هلال حميدة، أمي عاشت طول عمرها مريضة بالحمي الروماتزمية وكان معجزة إنها تنجب اطفال، وخلفتني حبا في أبويا وده سبب عدم وجود أشقاء ليه. في يوم من الايام لقيت رجب بيشتم في أمي في جريدة الغد إليِّ أنا عملتها بنفس اللون اللي أنا اختارته، بنفس الخط اللي أنا اختارته، باع علي حس مجهودي وتعبي وبعد كل ده في الجرنال بتاعي » أمي اتشتمت فيه» مش هقدر أنسي له ده، في ناس أصرت تزرع المرارة جوايا، واحد زي «موسي» لم يصدر مني تجاهه إلا كل خير ولم تكن له علاقة بالسياسة ولا الحياة العامة وأنا كنت في كل جلساتي كنت بتكلم عن مميزاته اللي هي أصلا مش موجودة فيه، وهو بعد مادخلت السجن كان بيكلم الناس عن عيوبي اللي مش موجودة فيا أنا كان بيصعب عليه أقول عنهم الحقيقة بتاعتهم لكنهم لم يصعب عليهم إنهم يقولوا كلام كتير مفيهوش حاجة واحدة حقيقية.

> لكنك الذي أدخلت موسي مصطفي موسي عالم السياسة ودعمت دخول رجب هلال حميده لحزب الغد؟

- ده خطأ كبير أنا ارتكبته في حياتي، لكني في لحظتها كنت أتصور إني بأعمل حاجة جميلة وأضيف للحياة السياسية، الفقيرة وأصبح هناك حزب جديد اسم الغد المفتوح أبوابه للجميع، أنا حساباتي لم تكن خطأ، حساباتي كانت «العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة» لكن تدخل الحكومة أظهر العملة الزائفة وكأنها عملة جيدة، أنا ناضلت حتي لايحدث انشقاقات في الغد وعملت لائحة تضمن ده لكن لجنة شئون الأحزاب لم تهتم به لأن ساعة الجد الدولة ما بتعرفش القانون واحترامه.

عمري اتسرق ومجهودي وقراءتي وبحثي وفكرتي وللأسف اللي سرقوه ما عرفوش يحافظوا عليه لأنهم مايستهلوش، أنا حاسس إن في حد خطف ابني وعمله «بسطرمة وسابها لحد ما عفنت حتي ماكلهاش» لو كانوا سرقوا الحزب وكبروه والله كنت أفرح إني ابتديت شيء والناس كملت، لأن الغد مش بتاع أيمن نور، واللي حصل إنهم حرقوا الحزب وتاريخه وفي أول عدد من جريدة غد موسي الذي خرج وصدر بدون ترخيص لمدة عام «مفيش حد في مصر يعمل كده» لكن هما عملوا كده معايا وفي أول عدد ليهم وجدت تأييدًا لـ «جما ل مبارك» الذي دارت بينا وبينه معركة شرسة ثمنها دخولي السجن.

موسي ورجب فرغا كل شيء من معناه وكادا يكرهانني في كلمة الغد، كانا يبيعان الجرنال «بشتيمتي» إيه الظلم ده إلي كان واقعه عليه أكثر مرارة مليون مرة من ظلم الدولة ليه، المرة الوحيدة التي بكيت فيها بحرارة في سجني عندما أبلغوني خبر الحكم الصادر لصالحنا في رئاسة الغد.

> كيف كان وقع خبر حريق الغد عليك وأنت مسجون وكيف شاهدته عند خروجك؟

- خبر الحريق عرفته قبل ما يحدث الحريق بالفعل وأبلغت الجهات الرسمية التي أبلغتني جهات ما في الدولة . وهناك جهات رسمية متصارعة كتير، بلغني الخبر بصراحة من أحد قيادات الحزب الوطني، وأبلغت الجهات الرسمية بهذا التحذير الذي وصلني لكن لم يتحرك أحد وتركوا مراتي وأولادي وزملائي في الحزب يتحرقوا، من قبل حرقوا المجمع الثقافي في باب الشعرية وساعتها وقفت أشوفه والنيران تشتعل فيه وعشت 10 سنين أجمع فلوسه وتعبت فيه شفته والنيران بتحرق كل ده، ساعتها ازداد إحساسي بالتحدي وأني بعد ما زرعت ورده فجاء شخص آخر اقتلعها من جذورها فقررت أني بدل ما أزرع ورده أزرع شجرة تكون أصعب في الاقتلاع، عشان ما حدش يعرف يكسرها ده نفسه الاحساس الذي أصابني وأنا داخل الغد بعد ما أتحرق، مش عارف هعمل ده إزاي بس أنا واثق إني هعمله أحسن مما كان عليه، لكن حتي الآن ليس عندي حسابات توصلني لتلك النتيجة لكن كل ما أملكه هو اليقين والأمل والإصرار علي تحقيق ذلك.

> هل حسيت في اللحظة دي إن هناك من يغتصب حلمك ومشروعك السياسي الذي دفعت ثمنه ضياع أربع سنوات من عمرك في السجن؟

- آه، اغتصبوا حلمي ومشروعي وأربع سنوات من عمري وأنا أسامحهم في كل هذا

> تسامح بعد كل هذا.. هل هذا ضعف؟

- الشيء الوحيد الذي لم أسامحهم فيه هو أنهم أهانوا كلمة «الغد»، وهذا ليس معناه أنني ضعيف لأني عمري ما كنت ضعيفًا، لكني مقتنع أن التسامح قوة. الضعيف مظلوم واشفق علي خصومي وأخشي أن يقتلهم الفراغ بعد موتي.

هناك أشخاص يدور كل فلكهم وحياتهم علي مهاجمتي، لكن بعد موتي هيظهروا في الإعلام يقولوا إيه؟ أنا لم اقرأ في الصحف خبرًا عن موسي مصطفي إلا وهو يهاجمني أو مقدم بلاغ ضدنا لم يفعل شيئًا إيجابيًا علي الأقل يفيده وكان آخر الكلام ده أن صرح وقال «أيمن نور لو اتكلم باسم الغد سأبلغ النائب العام»؟ إيه السخافة ديه، عايز أقوله إنه لما كان يتحدث باسم الحزب كنت عايز أعمل فيه بلاغ حتي لا يتحدث بتلك الصفة.

> هل كان يتوقع أيمن نور هذه القوة والمثابرة التي بدت عليها جميلة إسماعيل واصرارها علي النضال من أجلك ليس كزوجة فقط بل كسياسية، خاصة أنها لم تمارس العمل السياسي والعام قبل دخولك السجن؟

- كنت بأقول إنني مدين لخصومي بنجاحي لأن في كثير من الأوقات الذي صنع نجاحي تصرفات وظلم خصومي لي أو استفزازهم لملكتي ومواهبي الشخصية، أنا الآن مدين لهم بدين جديد وهو بسعادتي الزوجية لأن خصومي بظلمهم استفزوا طاقات داخل زوجتي جعلتني أشعر أنها أمي وبنتي وزوجتي وشريكتي وصديقتي واصبحت جزءًا من نسيج آلامي وأحلامي . ليس مجرد إنسانة قابلتها واتجوزتها وأصبح بينا عشره، أشعر رغم كبر سني عنها بثلاث سنوات أشعر وكأننا ولدنا في لحظة واحدة واتنفسنا نفس النفس، رغم أن طباعنا وشخصياتنا مختلفة جدا لكني بدأت اشعر ان كل هذا انصهر في بوطأة الأزمة وخلق شيء اقوي من كل الامور العادية لطبيعة الحياة الزوجية.

جميلة شخصية قوية ومحترمة وليست شخصية تابعة أو سهلة الانقياد، الأزمة حولت جميلة لشخصية صعبة جدا للخارج وسهلة جدا بالنسبة لي فسهلت من مهمة التعامل معها. فهي معي في ظل الأزمة تسمع لي جيدا وبدأت أشعر في لحظات معينة أننا جسم واحد فيه عقل واحد بيفكر وايدين تنفذ والتوافق العضلي العصبي الحركي بيننا كأننا فعلا شخص واحد . هذا أثري جدا العلاقة الإنسانية ليس كزوج وزوجة لكن المقصود العلاقة الإنسانية بمعناها الأوسع.

وبنسبه 80 % دأب ومثابرة جميلة إسماعيل ومواجهتها القوية والصامدة ضد خصومنا خففت من وطأة إحساسي بالسجن والقيود وكنت أشعر بحريتي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق