البشري: شعار "مصر أولا" لم يحل قضية


البشري: شعار "مصر أولا" لم يحل قضية

حوار - مصطفي عاشور - عبد الله الطحاوي

اعتبر المفكر الإسلامي البارز الدكتور "طارق البشري" أن المعركة الدائرة الآن ضد قطاع غزة هي معركة تتعلق بالحركة الوطنية الشعبية العربية الإسلامية في مواجهة الاستعمار الأمريكي والعدوان الصهيوني والأنظمة العربية المتحالفة معهم.

ورأى أن ثمة تمايزا أو فرزا سريعا حدث بما لم يشهده تاريخنا من قبل؛ فمع اليوم الثالث فقط من بدء المعارك تبين من الذين يقفون مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومن الذين يقفون مع الفلسطينيين، بل لم يعد هناك أحد يخفي موقفه.

وفي حواره مع شبكة إسلام أون لاين. نت، حول تفسير هذا التمايز ورصد المواقف الرسمية والجماهيرية، رأى البشري أن لا أحد مرتبك في تلك المعركة، فالنخبة المصرية على سبيل المثال غير مرتبكة وتدرك مواقفها جيدا؛ إذ لها مصالح في الانعزال من جانب، ولها مصالح أخرى اقتصادية مع الولايات المتحدة تبلورت بشكل جلي منذ خمس سنوات.

كما أكد البشري على أن الجماهير أيضا غير مرتبكة في مواقفها السياسية، فهي تدرك من العدو، إنما ينقص الجماهير البعد الحركي التنظيمي الذي يحول نظرتها إلى الاحتلال والاستبداد إلى واقع ملموس.

وانتقد البشري رافعو شعار (مصر أولا)، والمتخوفون من وجود ما يسمى إمارة إسلامية على الحدود المصرية الشرقية، موضحا أن تحقيق الأمن القومي المصري لا يجري عبر تسويق مثل هذا الشعار الذي يختلف عن شعار رفعه المصريون سابقا لمواجهة الاستعمار هو (مصر للمصريين)، وإنما من خلال مواجهة النفوذ الأجنبي المحاط بضغوطات اقتصادية، ومن خلال إرادة سياسية وطنية تعتبر قضية فلسطين قضية أمن قومي مصري وعربي.

وفيما يلي نص الحوار:

** شهدنا أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف العام 2006 خلافا عربيا واضحا حول طبيعة الحرب.. لكن هذه الظاهرة، أي الانقسام حول الحرب ومضمونها، قد ازداد تفاقما الآن في ظل المحرقة التي تقوم بها إسرائيل في غزة.. ما تفسيركم؟.

بداية إذا أردنا أن نصف هذه المعركة الراهنة، فهي معركة تتعلق بالحركة الوطنية الشعبية العربية الإسلامية في مواجهة الاستعمار الأمريكي والعدوان الصهيوني والأنظمة العربية المتحالفة معهم.

ووفقا لذلك يجب أن نرى من الذي يقف في صف المقاومة، ومن الذي يقف في الصف المعارض، حيث لدينا صف المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية في غزة والجماهير الشعبية العربية العريضة، وفي الصف المقابل للمقاومة نجد الولايات المتحدة وإسرائيل وأنظمة عربية كثيرة منها ما يحكمنا. وفي تقديري أن الذي يحدد طبيعة هذه المعركة هو حجم هذا الحشد، سواء في هذا الطرف أو ذاك.

وإذا كانت ملامح هذا التمايز بين الفريقين قد ظهرت في حرب لبنان 2006، لكن حساسية هذه القضية أقل بالطبع من قضية فلسطين، ولذا لم يظهر فيها التباين والتمايز بشكل واضح وصريح مثلما ظهر في الحرب على فلسطين.

فالمعركة ضد غزة قد بدأت يوم 27 ديسمبر الماضي، وبعد مرور ثلاثة أيام فقط حدث فرز سريع وجلي للقوى، أي أنها من أكثر المعارك التي أظهرت سريعا ما يسمى بـ "التمايز"، ومن اليوم الثالث للعدوان تبين من الذين يقفون مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومن الذين يقفون مع الفلسطينيين، بل لم يعد هناك أحد يخفي موقفه.

** ولكن التمايز هذه المرة قد ظهر بشكل واضح على المستوى القطري، سيما في دولة بحجم مصر.. هل تؤيدون هذا القول؟ وكيف تقرؤنه؟.

هذه النظرة مرتبطة بوجود تيار ظهر داخل حركة القطرية في القرن العشرين، ظهرت في السبعينيات أيام الرئيس أنور السادات، والتي نادت بأن مصر بدون عروبة، وأنها أولى بنفسها من غيرها. وقد ظهر هذا التيار تحديدا عام 1975، وخفت صوته بعد ذلك لأن الوضع عندنا هو أن الحكومات لا ترعى أقطارها، وأقاليمها الداخلية، وبالتالي الشعوب أصبحت لا تتأثر بشكل متوال ومستمر لمثل هذه الحيل السياسية.

ولأنه قد نشأت مجموعة من المرتبطين بهذا التيار، فطبيعي أن يتجسد ذلك بتلك التمايزات التي وضحت بشكل واضح في ارتباك الأداء الإعلامي.

راقب معي الحملة الإعلامية الشديدة بمصر، والتي تحاول أن تظهر ما تسميه بـ "العدوان الفلسطيني" على الحدود المصرية؛ فقد كتبت العديد من المقالات في هذا الموضوع. وما يحدث في الإعلام المصري والصحف هو أداء مرتبك يجسد هذه التمايزات حينما يهدف في حملته الإعلامية الكبيرة التأثير في حشد الشعب المصري حتى لا يكون متجاوبا مع حركة المقاومة الفلسطينية.

** هذا يقودنا إلى سؤال يرتبط بحالة الارتباك هذه.. فهل النخبة الآن أصبحت مرتبكة تجاه ما يجري من عدوان على غزة؟

يخيل إليً في تلك المعركة خاصة، وخلال الفترة الأخيرة عامة، أن النخبة ظهرت على أنها غير مرتبكة، إذ يبدو أن لها مصالح في الانعزال، كما أن مصالحها على المستوى الاقتصادي متبلورة منذ خمسة سنوات.

وهذا الخط واضح لدى النخبة تماما، والاتجاهات النخبوية معبر عنها من خلال التصريحات الرسمية التي قيلت، والتي بعدت عن الذوق السياسي، وضربت أي إحساس تجاه مشاعر الجماهير. ومن تلك التصريحات –مثلا- من يقول أنه ضد المقاومة ومؤيد لهذه الحرب، وأنه من حق الاحتلال أن يعرف ما يدخل إلى قطاع غزة بل وأن يقيم الاحتلال الحظر متى يشاء.
وربما باتت تلك النخبة تدفع إلى القول بأن هناك حق للاحتلال! والحقيقة أنه ليس هناك قانون دولي يقول أن الاحتلال له حق، باعتبار أن الاحتلال أمر واقع، وحتى الاحتلال عليه بعض الحقوق.

لكن لا يمكن أن يكون للاحتلال أي حق، فهذه الحقوق موجودة في ميثاق الأمم المتحدة، وأبرزها حق تقرير المصير. ولكن في الفترة الأخيرة تم تجاهل مثل هذه الحقوق حتى داخل الأمم المتحدة.

وهذا يدفعنا للحديث موجزا عن اتفاقية المعابر في العام 2005. هذه اتفاقية، وليست ميثاقا لتكون مرجعية ثابتة، وهذه الاتفاقية قابلة للتغيير. أماعن اتفاقية فلادلفيا، فهي بين السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل... فأين مصر في هذه القضية!!

وللعلم أيضا، فإن من حق الدولة المجاورة للدولة المحتلة أن تفتح إمكانيات المقاومة، وهذا نص عليه القانون الدولي. ناهيك عن خصوصيات كل ما يرتبط بالوضع الإنساني في الدولة أو الإقليم المحتًل.

** من المهم هنا استحضار البصر التاريخي.. فهل عرف تاريخ مصر الحديث هذا الحجم من الانقسام حول الأساسيات أو حول المرجعية فيما يخص قضايا تمس الأمة العربية كلها؟.

رأينا في بداية القرن العشرين أناسا يتحدثون في الصحف عن الانغلاق المصري الذاتي عن الخارج... وهذا الانغلاق كان يؤيده الاستعمار الإنجليزي بالذات لكي يعزل مصر عن غيرها، وكان مفكرا مثل "لطفي السيد" من مؤيدي هذا الاتجاه.

لكن ما يجب التأكيد عليه في أن شعارا مثل شعار (مصر للمصريين) والذي ظهر خلال هذه المرحلة الزمنية، إنما كان مطلبا تحريريا ضد النفوذ الأجنبي والنخبة الحاكمة المنفتحة على هذا النفوذ، وأن تكون مصر دولة ديمقراطية، وأن يحكمها المصريون لا سواهم.

وهذا الشعار يختلف عن شعار (مصر أولا) الجاري تسويقه الآن، رغم أنه لا يوجد في مصر حاليا احتلال أجنبي، ولكن هناك نفوذ أجنبي قوي فيها عن طريق الإحاطة الاقتصادية والضغط الاقتصادي والعلاقات الوثيقة بين النخبة الحاكمة والولايات المتحدة.

** ألهذا يجوز القول أن ثمة انفصال بين حركة الجماهير وبين أداء النظم، أو هل بات التناقض مؤكدا بين تعريف الأمن القومي وأمن النظام؟

كما سبق لم يعد هناك قوات احتلال أجنبية بالنسبة لمصر، وبالتالي فإن قضية الاستقلال المصري ليست إبعاد القوات الأجنبية عنها كما كان في الماضي. والقضية العربية اليوم، والقضية الوطنية المصرية أيضا، أضحت متمثلة في أمرين؛ الأول: هو رفض النفوذ الأجنبي والمشيئة الأجنبية الداخلية والخارجية والمحافظة على مقتضيات الأمن المصري، وهذه قضية تقتضي سياسات عربية يكون فيها مصر مع سوريا والحجاز.

والأمر الثاني هو قضية فلسطين، فهي من أهم القضايا التي تؤثر على الأمن القومي المصري. وقد أشار إليها رجال الفكر العسكري والمؤرخون العسكريون؛ فالدفاع عن مصر يبدأ من هذه المنطقة. ولذلك فإن الإرادة السياسية الداخلية الوطنية تعاني من ضغوط الخارج عليها في سياستها الداخلية والخارجية.

وإضافة لذلك، ثمة نقطة مركزية غير منفصلة عن هذا السياق، وتتعلق بمراعاة الأمن القومي المصري، وأن مصر بلد مستقل له سيادة. وهذه قضية محورية اليوم ومن القضايا الأسياسية ضد إسرائيل وسياساتها مع الأطراف العربية.

** واضح أن شعارات الجماهير في مصر تبصر تلك الحقيقة من واقع ما تطالب به.. لكن أداء الجماهير بحسبانها الحاضنة للقضية الفلسطينية والحارسة لوعيها التاريخي لا يكافيء ثقل اللحظة؛ وبدا أن الجميع فاقد للتأثير، نظما وشعوبا..

لو كنت تقصد بذلك أجندة الداخل.. برأيي ليست هناك مشكلة كامنة في إدراك الجماهير لقضيتها وليس هناك ارتباك فكري فيما تريده، لكن مشكلتها الأسياسية هي تفكك العلاقات التنظيمية بين الناس وبعضهم البعض، وهذا كان سببا في ارتباك وضعف الحياة السياسية المصرية، لأنه خلال السنين المنقضية قد فككت كل التجمعات الممكنة من خلال المؤسسات المختلفة بحيث لم تعد مؤسسة قادرة على تحريك من بها من الناس، سواء أكانت نقابة عمالية أو مهنية أو جمعية أو اتحاد.

ولذا أعتقد أن ما نشكو منه من وهن وضعف اليوم ليس مرده إلى ارتباك فكري أو ارتباك سياسي، إنما مرده التكوين التنظيمي الخاص بالمجتمع المصري.

** البعض يعتقد أن تفكك قوى المجتمع هدف للنظام.. فكيف يمكن الحفاظ على أو الدفع بهذا بزخم الحركة الجماهيرية؟

إن أي قوى شعبية تحتاج أولا لجهود تنظيمية. ومن الواضح أن الدولة تدرك ذلك وهي متابعة له، كما أنه من الواضح أن فكرة وجود المجتمع مفككا هو هدف للنظام، وأن أي رئيس مع مرؤسيه يعمل على تفكيك مجتمعه لكي يرأسهم، وهناك قوانين تخرج لكي تؤدي إلى التفكيك.

وفي أي ظرف سياسي تحدث حركة شعبية وتخمد.. لكن إذا كانت هناك حركات تنظيمية حركية قاردة على الاستمرار بشتى الطرق والتأثير على الشعب، والأهم أن يتجاوب الشعب مع هذه الحركة؛ فسوف يوجد مثل هذا الزخم، ويمكن الجمع بين الإطار الثقافي والإعلامي في الإطار الحركي الذي هو اليوم بيد أناس آخرين وليس بأيدي الحركات الجماهيرية.

** هل ترون أن ظاهرة التمايز أو الفرز السريع، وهي واضحة عبر المواقف العربية والإقليمية أو ما يفضل البعض قوله بسياسة المحاور، قد امتد إلى الجماهير أيضا في تلك الحرب الإسرائيلية الهمجية؟

مرة ثانية أقول إن هناك تياران؛ الأول: يتعامل مع المقاومة باعتبارها حقا مشروع للشعوب، والثاني: يعتبر أن هذا الحق غير قائم؛ فهو مؤيد للأمر الواقع بمقوماته واحتلاله دون أن نغيرها وطنيا... هناك نداء اعتدال ونداء آخر يقول ثمة إمكانية للشعوب، وأرى أن النداء الثاني أو التيار الثاني يبقى له التأثير في النظم العربية المختلفة.

وبالتالي ليست هناك محاور متعلقة بتضارب مصالح حقيقي بين الشعوب بعضها ببعض؛ فالمحاور هي حركة نظم سياسية وليست حركة شعوب لها موقف ثابت من الاستبداد ومن الاحتلال.

لكن الجديد على هذه المحاور هو إلهاء الناس وفق معايير مختلفة؛ أو لإدخالهم في معارك ثانوية؛ أو لتغيير أولويات الناس في التفكير.. وكل هذه أدوات للصراع. لكن لايجب أن يضيع وسط هذا الإلهاء خطاب تعريف هذه المعركة بحسبانها تدور حول الموقف من الاستبداد الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية ومعها إسرائيل وتؤيدها بعض النظم العربية، وبين مطلب التحرر من هذا الأمر واسترداد الإرادة الوطنية في داخل كل بلد.

** ولكن لماذا زادت حدة الاستقطاب إلى هذا الحد خلال الحرب على غزة وعلى المقاومة الفلسطينية؟ وهل عودة الاعتبار جماهيريا لقضية فلسطين كما نرى من تظاهرات حول العالم قد يمس النظم أو يحدث بها أي تحولات؟

لا أستطيع التحدث عن المستقبل.. لكن تختلف الأقطار بعضها عن بعض في قدرتها على اكتساب هذا العزم.. وكل ما أود قوله هو وجود استقطاب تم بشكل واسع.. والحدث الأخير جعل هناك استقطاب بين فكر وفكر وسياسة وسياسة على امتداد الشعوب العربية، وكان هذا ظاهرا في حرب لبنان، لكنه أصبح كامل الوضوح في حرب فلسطين الراهنة نتيجة حساسية هذه القضية وأهميتها، ولأن قوة حزب الله واستعداده كان له دور في تخفيف هذا الشعور.

ونحن أمام ظاهرة حرب ضد غزة المحاصرة، أصبح هناك استقطاب للفكر السياسي، بل إنك قد لا تستطع معرفة سير التاريخ.. ويعود ذلك لهذه الحملة الإعلامية ذات التأثير على الناس فيما يتعلق بأزمة غزة، والتي ساهمت في عزل الكثيرين عن الفهم الحقيقي لهذه المعركة.

وأعتقد أن الحديث المتبادل بين الجميع يجب أن يركز على إسرائيل؛ فهي جزء أمريكي مستوطن في المنطقة، أما الفكر والانتماء فمرتبط بالحتمية، بمعنى أنني لا أستطيع تجاوز فكرة معينة؛ فالانتماء هو ما لا أستطيع أن نتجاوزه. وإذا وضع الانتماء على محك الاختيار فقد قوته الدافعة، ومن ثم فالانتماء مفروض علينا قبل أن نختاره؛ والفلسطينيون أكثر انتماء للأرض من الإسرائيليين.

ومن هنا فالمسألة اليوم هي توضيح الخطر الحقيقي في تلك الحرب الحالية، بغض الطرف عن الانتماء المذهبي أو سياسة الاستقطاب، فهذه الحرب تعتبر الثانية عشر في ستين عاما بمنطقتنا، اثنتان منهما بالعراق، والباقي متعلق بفلسطين. وبالتالي القضية الآن هي مواجهة العدو الرئيسي والأساسي لنا منذ النصف الثاني من القرن والعشرين، أي الولايات المتحدة وإسرائيل، وإذا ما تقاربت مصر وإيران وتركيا في السياسة من أجل الصالح العام لهذه المنطقة والأمة، سنجد أن كل الخلافات ستجد طريقها للحل.

** على ضوء ذلك.. هل ترون أن إنتاج خطاب التحرير من جديد يجب معه إعادة تعريف من هو العدو مرة أخرى؟

أعتقد أن الناس على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي يعلم من هو العدو.. ما حدث في تركيا.. والمظاهرات التي تخرج في كل مكان.. وما حدث في الدول العربية، كان خير دليل على مدى إدراك الشعوب بالعدو. لكن الغريب حقا أن يذكر أحد أحد السياسيين المصريين في محاضرة ألقاها قبل الحرب الأخيرة بعشرة أيام، أن "مصر لا تحتمل قيام إمارة إسلامية عند حدود الشمالية الشرقية"، بمعنى أنها تحتمل الوجود الإسرائيلي ولا تحتمل الوجود الإسلامي!

ما نحتاج إليه الآن ليس إعادة تعريف العدو، لكن استغلال هذا الزخم الجماهيري الكبير وتحوله إلى شكل حركي يناوئ ما يدور من حرب إعلامية تقودها الصهيونية والولايات المتحدة، وانظر ستجد الولايات المتحدة قد جندت ضدك كل مؤسساتها العلمية والإعلامية والاقتصادية.. بالتالي أقول إن البداية هي أن نتبع سياسة صحيحة.. ولنبدأ بأنفسنا أولا!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق