الشهداء "قتلى".. تدفع سعوديين لمهاجمة "العربية"



اتهموها بالوقوف ضد المقاومة في غزة

الشهداء "قتلى".. تدفع سعوديين لمهاجمة "العربية"
علي بن حاجب
جدة - شنت مجموعات من النشطاء السعوديين على الإنترنت حملة شرسة على قناة "العربية" الإخبارية، متهمين إياها بالعمل لصالح العدو الصهيوني، ومحاولة إحباط المقاومة، وبث اليأس والقنوط في نفوس المشاهدين، داعين إلى مقاطعتها إذا لم تغير سياستها تجاه أحداث غزة، مشيرين إلى أنه يجب تسميتها بـ"العبرية" بدلا من "العربية".

إلا أن مدير قناة العربية عبدالرحمن الراشد رفض هذه الاتهامات اليوم الخميس، معتبرا أن "نجاح القناة وتأثيرها الهائل على المشاهدين في العالم العربي ومصداقيتها دفع البعض لمحاربتها".

وفي بيان حصل "إسلام أون لاين.نت" على نسخة منه، هاجمت الحملة الشبابية لمناصرة غزة قناة العربية بسبب سياستها تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ عشرين يوما، والذي خلف حتى مساء الخميس 1100 شهيد وقرابة 5 آلاف جريح.

وقال مصطفى الحباب، الأمين العام للحملة: إن" قناة العربية تقوم بحرب إعلامية ضد المقاومة في غزة من خلال استضافتها لبعض الشخصيات التي تعمل ضد المقاومة، وكذلك بعض التصريحات الإعلامية، واستخدامها لمصطلحات لا تليق أن تُلصق بالمقاومة في ظل الظروف الراهنة".

وتابع: "فالقناة مثلا تطلق على الشهداء مسمى "ضحايا" وكانت في السابق تسميهم "قتلى"، وتسمي المعركة في غزة بـ"ورطة" و"اجتياح غزة"، والحرب "حملة" ومن المفترض أن تسميها "حربا" أو العدوان على غزة.. فسياساتهم باتت واضحة للجميع.. واستحق أن يطلق عليها "العبرية" بدلا من "العربية" كما يطلق عليها البعض".

وانتقد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال كلمة ألقاها مؤخرا تغطية قناة العربية المنحازة ضد أهل غزة، ووصفها بأنها محطة "العبرية" وليست العربية.

وأوضح الحباب أن القناة تمارس عمليات التثبيط للمقاومة وللمتابعين للأحداث، وتحاول إثبات أن دور المقاومة مهزوز، وأن اختيار حماس وإستراتيجيتها في إلغاء الهدنة أدت إلى إبادة شعب ومأساة شعب، وقد وظفوا هذه الأمور في حواراتهم واستضافاتهم".

واعتبر الحباب أن أحداث غزة كشفت توجهات القناة قائلا: "نحن لا ننادي بإغلاق مكاتب العربية، وإنما ندعو إلى تصحيح مسارها.. فتوجهات وسياسات القناة التي تحملها باتت قريبة من التوجه اليهودي وهذه علامة استفهام".

كما دعا القائمين على هذه القناة وخاصة العاملين فيها من المذيعين والمقدمين أصحاب الضمائر الحية أن يقوموا بإضراب كامل عن العمل إلى حين تغيير سياسات هذه القناة، كما ناشد مراسليها في الأراضي المحتلة أن يغطوا الأحداث بما يمليه عليهم ضميرهم الإنساني لا بما تمليه عليهم سياسات القناة.

تأثير هائل

وفي المقابل، رفض عبدالرحمن الراشد مدير قناة العربية الاتهامات الموجهة، وقال في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية اليوم الخميس: إن" العربية هي محطة إخبارية صادقة مع الناس، وذات تأثير هائل في المشاهدين بالعالم العربي؛ لذلك فإن وجودها يزعج البعض ولهذا يحاربونها".

وتابع: "قناة العربية مهنية وإخبارية، أما الغير فقد جعلوا محطتهم تعبوية دعائية، والفارق هائل بين محطة إخبارية وأخرى تعبوية تسخر نفسها لدفع الناس باتجاه هدف محدد بغض النظر عن الحقائق وقواعد المهنة وأصولها".

كما أوضح الراشد أن العربية تحترم عقل المشاهد؛ فنقدم له الصورة الكاملة ولا نملي عليه شيئا، ومن يشاهد الحقائق في غزة، حتى إن كان معدل الفهم عنده منخفضا، سيعرف أن ما يحدث جريمة كبرى ترتكب بحق الفلسطينيين، لكن الدفاع عن فلسطينيي غزة يجب ألا يكون على حساب المصريين أو السعوديين من أجل خدمة إيران أو غيرها، وواجبنا هنا أن نقدم كل الصورة لا بعضها".

العلاقة مع حماس

وحول علاقة مكتب العربية بغزة مع حماس، أكد الراشد أن "الإخوة في حماس هم أكثر حرصا على العربية من غيرهم، وقاموا مشكورين بالتأكد من سلامة زملائنا على الأرض، وفي مرات كثيرة كانوا يخصون العربية بأخبار قبل غيرها".

ويستطرد قائلا: "كنا نخجل من حساسيتهم تجاهنا وهم في وضع عسكري وإنساني أعظم من قضايانا التنافسية الصغيرة إلى درجة أنهم أجلوا بث كلمة خالد مشعل لساعتين مراعاة لإشكال فني من جانبنا، مع أنها كلمة موجهة للعالم وليست خاصة بنا، ومحمد نزال كان يحتمل الانتظار ويبقى على الشاشة لوقت طويل على العربية رغم أننا نبدل الضيوف معه".

وأكد أن قناة العربية محطة أخبار وليست جهازا دعائيا يريد مني الإخوة الغيورون مسخها وقيادة الناس في اتجاهات ترضيهم سياسيا، مشيرا إلى أنها (قناة العربية) نافذة مفيدة لتشكل رأيك كاملا، دون أن تضطر إلى تبني موقفها إن كنت تشعر أن فيها موقفا لا يرضيك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق