السيد نصر الله: منطق الحق والثبات سيؤدي الى الانتصار


السيد نصر الله: منطق الحق والثبات سيؤدي الى الانتصار

اعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان ما يجري الان في غزة هو توغلات وليس عمليات برية وهذا ما حصل خلال حرب تموز، مشيرا الى ان هذه التوغلات تستفيد من الفرصة التي اعطيت لاسرائيل قبل اتخاذ قرار في مجلس الامن وايجاد وقائع جديدة لفرضها في المجلس خاصة وان هناك حديث يدور عن فشل ثاني لاولمرت. وفي كلمة له في المجلس العاشورائي المركزي اكد سماحته ان الاخوة في فلسطين يعرفون ما يحصل وان الاصل هو الحاق اكبر قدر ممكن من الخسائر في صوف العدو، وان التوغل هنا او هناك كما حصل في تموز لا يحسم المعركة، طالما هناك مقاومة تلحق خسائر بالعدو، وهذا ما سيؤثر على المعركة ويقلب السحر على الساحر. كما اكد ان التوكل على الله، ومنطق الحق وارادة المجاهدين والثبات والصمود سيؤدي الى الانتصار وسنكون امام ملحمة جديده من انتصار الدم على السيف.

السيد نصر الله دعا لعدم الخوف من انتصار المقاومة والمقاومين بل الخوف من هزيمتهم، وقال انه مشتبه من يتصور ان الحاق الهزيمة سينهي المقاومة بل هذا سيدفع الى المزيد من المقاومة التي قد لا تقف عند ضوابط او موانع، ودعا سماحته الجميع للتضامن مع المقاومة من اجل الانتصار او على الاقل ان تخرس الالسن التي تحبط العزائم وتحول الصراع الى صراع اقليمي بين محور هنا وهناك، مشيرا الى ان ما يجري هو دفاع عن فلسطين ومقدسات العرب والمسلمين، وليس دفاعا لا عن ايران ولا سوريا ولا عن محور من المحاور الموجوده في العالم، حتى يبرر البعض لانفسهم هذا التواطؤ، واصفا هذه التبريرات بالواهية التي لا تنفع لا في الدنيا ولا في الاخرة.


ومما جاء في كلمة السيد نصر الله:

كما في كل ليلة في مواكبتنا للأحداث، عندما نكرر ونقول تموز تموز تموز ، هذا ما يجري الآن. لا حديث الآن عن عملية برية واسعة، ولكن عن توغلات برية في بعض أماكن القطاع في محاولة لتقطيع أوصال قطاع غزة كما فعلوا في جنوب لبنان، قصف الجسور، قصف الطرقات، قطع المناطق عن بعضها البعض، وهذا حصل أيضاً في حرب تموز والإخوة في المقاومة في غزة استفادوا أيضاً من هذه العبر، وهذه التوغلات هي تستفيد من الفرصة الزمنية التي أُعطيت لإسرائيل لتحدث تغييراً ما على الأرض قبل اتخاذ قرار في مجلس الأمن في محاولة لتحسين الشروط. وأنا أشبّه ما يجري الآن في هذه الساعات أو قد يجري خلال الساعات القليلة المقبلة بما جرى في الأيام الأخيرة من حرب تموز في محاولة حكومة أولمرت بإيجاد وقائع جديدة ميدانية لفرضها في قرار دولي، وإن كانت وسائل الإعلام الأميركية بدأت تتحدث عن الفشل الثاني لأولمرت ولحكومة أولمرت.

كما في حرب تموز، الإخوة في المقاومة في فلسطين يعرفون جيداً أنه الأصل في المواجهة البرية هو إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو الإسرائيلي، هذا هو الذي يحسم معركة. الدخول هنا أو هناك، التوغل هنا أو هناك، كما حصل في حرب تموز، ليس هو الذي يحسم معركة، طالما هناك مقاومة على الأرض تلحق الخسائر بالعدو، تقتل جنود العدو، تدمر دبابات العدو كما أعلم إن شاء الله وأتوقع إن شاء الله أن يحصل في مواجهة أي عمليات برية، هذا هو الذي سيؤثر على مسار المعركة ويقلب السحر على الساحر.

في المجمل ومن خلال كل العرض الذي تقدمت به في البداية، أردت أن أؤكد على الروحية العامة التالية: الروحية العامة التي تقول: المهم أن نتمسك بحقنا وأن ندافع عن هذا الحق، وكل ما يقال حولنا من أضاليل ومن توجيهات ومن إساءات، الأسف الشديد، أنا شاهدت في بعض الصحافة العربية، بعض من يعتبرون أنفسهم كتّاب كبار عندما يناقشون قيادة حماس أو قادة حماس أو قادة الجهاد وبقية الفصائل لا يناقشونهم نقاش علمي، البعض يستعمل عبارات "الحيوانات" وعبارات الشتائم، هذا دليل الضحالة، هؤلاء الذين يوجهون الشتائم نحن لا نطلب منهم أي نصرة ولا نطلب منهم أي عون، وحتى لو تكلموا فإن كلامهم لن يقدّم أو يؤخر شيئاً في عزيمة المجاهدين وإنما نأسى لحالهم.

أنا في هذه الأيام واللحظات الصعبة والمصيرية أريد أن أذكّر بشيء قلته في حرب تموز، مع أنني أعتقد كما كنت أعتقد في حرب تموز، أراهن على المقاومة، على إرادة المقاومين وصدقهم وثباتهم، ولكن في حرب تموز قلت للذين كانوا يراهنون على هزيمتنا أو خسارتنا أو فشلنا ويخافون من انتصارنا كنت أقول لهم يجب أن تخافوا من فشلنا أو خسارتنا أكثر مما تخافوا من انتصارنا ومن فوزنا. مشتبه من يتصور أن إلحاق الهزيمة أو الفشل بالمقاومة سيقضي على المقاومة، سينهي المقاومة، بل سيدفع إلى المزيد من المقاومة التي قد لا تقف عند ضوابط أو عند حواجز أو عند موانع.

يجب في هذه اللحظات المصيرية أن تتضامن الأمة كلها مع هذه المقاومة لتتمكن هذه المقاومة من الانتصار، وفي الحد الأدنى أن تخرس تلك الألسن وتلك الأقلام التي تثبط العزائم وتثير الشكوك من هنا وهناك وتحول دائماً الصراع من صراع أهل حق مع معتدين إلى صراع لخدمة محاور إقليمية أو صراع إقليمي بين محور هنا أو محور هناك. ما يجري في غزة هو دفاع عن غزة، عن فلسطين، عن مقدسات فلسطين، عن مقدسات العرب من مسلمين ومسيحيين، عن مقدسات المسيحيين جميعاً وليس دفاعاً لا عن إيران ولا عن سوريا ولا عن محور من المحاور الموجودة في العالم حتى يبرر البعض لأنفسهم هذا التواطؤ أو هذا التخاذل بأن مساعدة المقاومة في غزة هو مساعدة لمحور إقليمي آخر، هذه تبريرات واهية لن تنفع لا في الدنيا ولا في الأخرة. اليوم توكلنا على الله، ورهاننا هو على هذا المنطق، منطق الحق وإرادة المجاهدين والمقاومين والاستعداد العالي للتضحية والثبات والصمود الذي سيؤدي إلى الانتصار إن شاء الله، وسنكون أمام ملحمة جديدة من انتصار الدم على السيف.

0 التعليقات:

إرسال تعليق