زمن يحيى عياش والسفير المصري الذي شارك في أربع حروب!


زمن يحيى عياش والسفير المصري الذي شارك في أربع حروب! 
زهرة مرعي
عندما يهرب المشاهد للشاشات في هذه الأيام من صور الفظاعات أو الهولوكست الذي يرتكبه الصهاينة يومياً بحق سكان غزة الأبطال، عليه أن يلتقي مع مسلسل 'عياش' على قناة 'المنار'، ليرى في البطل يحيى عياش مثالاً لما يفكر به الفلسطيني المقاوم. فقد جاء عرض مسلسل 'عياش' في زمنه الصحيح مئة بالمئة لأننا حقيقة في زمن 'عياش' وما أكثر 'العياشين' في فلسطين.
البطل يحيى عياش معروف كمقاوم أقلق وقض مضاجع الإسرائيليين لسنوات إلى أن تمكنوا من إغتياله عبر تفخيخ هاتفه النقال بالتعاون مع أحد عملائهم من الفلسطينيين. فيحيى عياش كان مهندس العبوات المفخخة التي أودت بالكثير من الصهاينة دون أن يتمكنوا من إعتقاله، ودون أن يتمكنوا من تفكيك الغاز تحضير تلك العبوات بمواد بدائية. 
في'عياش' الذي أخرجه باسل الخطيب وكتبته ديانا جبور يكون المشاهد على تماس مع الحياة الفلسطينية اليومية التي يجب أن تسلك وتسير تبعاً لحياة كل الناس من طعام وشراب وتعلُم وزواج وإنجاب، لكن كل ذلك محكوم بالمفاعيل التي يُحتمها الإحتلال على هؤلاء البشر. فالمسلسل يُظهر لنا الحياة اليومية للبشر العاديين، وللشبان المنخرطين بالمقاومة ضد الإحتلال، لكنه في الوقت نفسه يظهر العائلات بأنها على قدر كبير من القناعة بحياة المقاومة التي يؤديها أبناؤهم كواجب وطني. يقدم المشاعر على حقيقتها. فالأم التي تدرك في سرها وجود إبنها في المقاومة لا تتعالى على هواجسها وخوفها بل تظهرها إنما بتماسك وتسليم لمشيئة الخالق. كذلك هنّ الزوجات والحبيبات. فالحبيبة التي تنتظر حبيبها المعتقل تصف حالها بـ 'إشي زي الإيمان... إشي زي الوفاء'.
مسلسل 'عياش' يدخل إلى التفاصيل الإنسانية في حياة الإنسان الفلسطيني. فيحيى عياش عندما يقرر الزواج بإصرار من والديه، يُخضع من وقع إختياره عليها لإمتحان في الوطنية وقدرتها على الصمود والمقاومة. وعروس المستقبل تنجح في الإمتحان بقولها' قد ما كبرت همومك إلك مرا بتنتظرك وبتشيل الهم عن قلبك'.
يحيى عياش يناقش مع رفاقه مسألة المتعاملين مع العدو من الفلسطنيين لكنه يرفض قتلهم إلا مع وجود البرهان والدليل وليس الإستنتاج، لكنه للأسف يُستشهد لاحقاً نتيجة وشاية عميل من أبناء جلدته.
المقاومون في فلسطين يخوضون مقاومتهم إنطلاقاً من حب الحياة حيث يقول يحيى عياش: 'نحنا منحب الحياة ونحنا أصحاب حق'. كما ويردد مقاوم آخر بأن الصهيوني بن غوريون قال بعد إحتلال فلسطين: 'بعد 10 سنوات ما حدا راح يتذكر وين كانت فلسطين'. لكن الحاضر وبعد 60 سنة يقول بأن فلسطين صارت أكثر قرباً مما مضى.
في مسلسل 'عياش' الذي يؤدي دوره الممثل السوري سامر المصري يشعر المتابع للتفاصيل بأنه وجهاً لوجه أمام الواقع. فالممثلون ملتصقون بأدوارهم متماهون معها بعمق وكأنها تحولت إلى جزء من نسيجهم. والنص فيه الكثير من الإنسانية الحقيقية غير المبالغ فيها. وهو جدير جداً بالمشاهدة خاصة في مثل هذه المرحلة من تاريخنا العربي. 

محمود عباس يرفض التقدم بشكوى ضد إسرائيل!

عندما كنا نتابع على قناة 'الجزيرة' في مساءٍ من هذا الأسبوع الجديد الدامي في فلسطين، محامياً عربياً نروجياً يناشد محمود عباس على الهواء التقدم بشكوى ضد إسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية، وجدنا الرجل وكأنه سيسعى بعد قليل لتقبيل رجلي من يسمى برئيس السلطة الفلسطينية ليفعل ذلك من أجل مقاضاة من قتل شعبه بالآلاف. لكن على ما يبدو محمود عباس غائب عن السمع، لأن الرجل قال أننا توجهنا إليه بعشرات الرسائل ولا من يسمع، والآن نناشده عبر قناة الجزيرة ليفعل ذلك لأن جيشاً من المحامين الأوروبيين ينتظرون ذلك ليكونوا في خط الدفاع ضد الجاني ودون بدل.
نحن بدورنا نسأل محمود عباس لماذا لا يفعل؟ مِن مَن هو خائف؟ ونقول له إنه إن لم يفعل سيكون واحداً من المتآمرين على شعبه. فهل من الطبيعي أن ينتظر محامون من النروج من فلسطيني مسؤول أن يشعر بمآسي شعبه ويتقدم بشكوى لمقاضاة الفاعل؟ ألم يشاهد محمود عباس صور الأطفال بالعشرات وهم شهداء؟ هل أصبح المواطنون الأوروبيون أكثر حرصاً على دمائنا نحن العرب من محمود عباس؟ للأسف هذا ما يبدو جلياً حتى الآن. فمحمود عباس إختار أن يكون من ضمن ما يسمّى معسكر الإعتدال، والذي نراه معسكر الإستسلام المجاني. فمبروك عليه إن قُدر له أن يبقى موجوداً في مكانه. وشعب فلسطين المظلوم ليس له سوى المحامين النروجيين يأخذون حقه ويقاضون الجناة والنازيين الجدد على أفعالهم. وهم كما علمنا خرقوا حتى الآن 172 مادة من مواد القانون الدولي الإنساني.

كرسي الموسوي فارغ بحضور البسيوني

كانت غزة هي قضية برنامج 'كلام الناس' من قناة الـ 'أل بي سي' في الأسبوع الماضي. وكان مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله نواف الموسوي هو ضيف الإستوديو بوجود ضيوف آخرين عبر (اللينك) من الخارج. وكان الموسوي لا ينفك يردد الدعوة لفتح معبر رفح للمساعدات الطبية ليس إلا. وعندما حضر على الشاشة السفير المصري الأول في الكيان الصهيوني محمد البسيوني أطلت الكاميرا على كرسي الموسوي فكان خالياً. فهو كما قال لا يجلس في دائرة واحدة مع من كان سفيراً في الكيان الصهيوني. أما البسيوني فراح يتذكر مشاركاته في الحروب التي خاضتها مصر ضد الكيان الصهيوني قائلاً: 'اللي قدامك حارب في أربع حروب الـ 56 الـ 67 الـ 73 وحرب الإستنزاف. أياميها كان اللي إنسحب بيلعب'.
وراح البسيوني في سرد لبطولاته وبطولات حكومته مستنكراً الدعوة لفتح معبر رفح بالقول: 'إش معنى رفح؟ ما في ست معابر أخرى لتتم المطالبة بفتحها؟' فهل سنتظاهر نحن العرب يا سيد بسيوني لنطلب من الجزار والقاتل والسفاح الصهيوني فتح المعابر التي يسيطر عليها؟ أم نطلب ذلك من الشقيق الأقرب والأكبر مصر؟
في كل الأحوال إنتهت وصلة البسيوني بتكذيب من محمد نزال الذي قال له بأن أحداً من مصر لم يتصل بنا لبحث تجديد التهدئة. وعاد الموسوي إلى كرسيه ليسأل عن الذي فعله السفير المصري في إسرائيل من أجل تحديد مصير مئات الجنود والمواطنين المصريين المفقودين في الحروب مع العدو؟ بسيوني كان غائباً ولو كان حاضراً لما تمكن من الدفاع عن نفسه لأنه كان في تل أبيب يرقص في المرابع مكتفياً بسيرته الذاتية ومقاتلته في أربع حروب، أما الحاضر فليس بالحسبان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق