على جمعة.. رجل المرحلة


على جمعة.. رجل المرحلة

الشيماء عبداللطيف

تعرض للهجوم من قبل وسائل الإعلام بسبب فتاويه التي لم تلق استحسانًا من قبل الجماهير واتهمه البعض بأنه مفتي السلطة واعتبره البعض الآخر مواليًا للنظام وجاء ليحقق ما يريده النظام منه ولم يفهم إلا القليل، إنه الرجل المناسب الذي تمكن من فهم مقتضيات عصره ولم يكن أبدًا مفتيًا للسلطة، إنه الدكتور علي جمعة - مفتي الديار المصرية - الذي أصدر في الأيام الأخيرة فتواه التي تبيح توجيه أموال الزكاة لمساعدة الفلسطينيين في غزة
باعتبارهم في حالة حرب وتحسب له هذه الفتوي وتؤكد أنه لم يكن أبدًا مفتيًا للنظام والدليل علي ذلك فتواه التي أكد فيها تحريم توريث الحكم، وبالنسبة لقضية تصدير الغاز لإسرائيل قال إنه يجب تأجيل الحكم في ذلك لحين استشارة أهل الاختصاص من الاقتصاديين.

وقد أكسبه توجهه الأخير نقاطًا عديدة ليحسب أنه ضمن قائمة رجال الدين المعتدلين غير المنساقين وبالرغم من تردد الشائعات التي تقول إنه شيخ الأزهر القادم فإن هذه الشائعات لم تجعله أيضًا مواليًا لنظام الحكم كما أشُيع عنه والأرجح أنه أدرك أن بعض الفتاوي لن تلقي إقبالاً في هذا الوقت مثل فتوي التبرك بشرب بول الرسول التي أثارت ضده الرأي العام ورجال الدين الذين يهمهم الشأن الديني في مصر وكذلك نفيه لأي ضغوط سياسية علي الفتاوي المصرية وفتواه بتوحيد الأذان التي عارضها عدد من رجال الدين في مصر ولا ننسي أن الدكتور علي جمعة يعتبر رجل دين متصوفاً، وقد صرح في أكثر من موقف بأنه صوفي وأن في مصر 11 مليون صوفي وتأتي دعوته إلي ضرورة إصدار ميثاق شرف موحد علي مستوي العالم الإسلامي لضبط عملية الإفتاء ومواجهة ما يمسي بفوضي الفتاوي والتصدي لها.

ويبدو أن الدكتور علي جمعة سيلاقي الكثير من المتاعب والصعوبات لأنه رجل دين يتعامل مع متطلبات عصره ويري من خلال فتاويه التي يصدرها أنه قارئ جيد ومدرك لطبيعة المرحلة ويبدو أيضًا أنه متعمق ويدرك تمامًا ما يقوله وإلا لما استحق أن يكون مفتيًا ويتحمل هذا العبء الثقيل علي كتفيه.

الدكتور علي جمعة - أستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف - لم يكن أبدًا مفتيًا للنظام وإنما رجل دين فاهم عرف كيف يتعامل مع آليات عصره.

الدكتور علي جمعة محمد عبدالوهاب ولد بمحافظة بني سويف بمصر في 3 مارس 1952 متزوج، وله ثلاث بنات.

حصل علي دكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون - جامعة الأزهر 1988 مع مرتبة الشرف.

وماجستير في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون - جامعة الأزهر 1985 بتقدير ممتاز. كما نال الإجازة العالية «ليسانس» من كلية الدراسات الإسلامية والعربية - جامعة الأزهر 1979 وكان قد حصل علي بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس 1973م، كما أنه حصل علي أعلي الأسانيد في العلوم الشرعية، وإجازات من علماء في العلوم الشرعية، في الفقه والحديث والأصول وعلوم العربية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق