روزاليوسف أكثر الصحف انتهاكاً لقواعد المهنة





كتبت سهام الباشا

"حرب البسوس"، هو عنوان التقرير الصادر عن مشروع "عين على الصحافة"، الذى أعده مركز الأندلس، يوصف فيه التجاوزات التى يمارسها الصحفيون ضد بعضهم البعض، والتى تتركز معظمها على اختلاف التوجهات الفكرية لكل منهم.

يتضح من عملية رصد ما احتوت عليه الصحافة المصرية من انتهاكات لبعض الصحفيين ضد زملائهم، أن مهنة البحث عن الحقيقة تحولت إلى التراشق بالألفاظ والهجوم على أشخاص الكتاب، على اختلاف تياراتهم وأطيافهم الأيديولوجية والسياسية، بدلاً من التحاور ونقد الأفكار للأشخاص. كما أن النقد غير الموضوعى تسرب للغة الصحافة، بالرغم من مسئوليتها فى توجيه المجتمع نحو الرقى والتحاور، عن طريق العقل ومواجهة الفكر بالفكر، ورصد التقرير أن نسبة التحيز والتعصب كانت الأعلى بين أنواع الانتهاكات التى تم رصدها ومارستها الصحف فى مواجهة بعضها البعض.

تصدرت جريدة روزاليوسف المركز الأول، بين الصحف التى رصد بها انتهاكات ضد الصحف الخاصة والمعارضة، وذلك بنسبة 35.6%، تأتى بعدها جريدة الوطنى اليوم بنسبة 13.6%، بينما جاءت أقل الصحف تجاوزاً بحق الصحفيين هى مجلة المصور، وجريدة الكرامة، فى حين لم يتم رصد أى انتهاكات ضد الصحفيين فى صحيفتى الخميس ووطنى ومجلة الشباب، كما أظهر التقرير.

وحصل الشكل الصحفى "مقالات رئيس التحرير" على النسبة الأعلى بين الأشكال الصحفية التى ورد بها انتهاكات، حيث وصلت نسبة الانتهاكات إلى 41.3%، وحصل رئيس تحرير جريدة روزاليوسف "عبد الله كمال" على النسبة الأعلى من التجاوزات التى وصلت إلى 26.1% من بين الكتاب الصحفيين، فى حين احتل رئيس تحرير الأهرام أسامة سرايا أقل ترتيب فى الانتهاكات.

ويرصد التقرير الانتهاكات التى وجهها الصحفيون لبعضهم البعض من خلال تصنيفهم فى فئات محددة، والتى بلغت 12 فئة، وذلك فى الفترة من شهر فبراير 2007 حتى شهر يناير 2008. وجاء محمد حسنين هيكل كفئة خاصة احتل فيها المركز الأول بنسبة 17.5% من إجمالى مساحة التجاوزات التى تعرض لها الصحفيون، بسبب أفكاره وآرائه التى يعبر عنها، وكانت أكثر الصحف تجاوزاً ضده هى جريدة روزاليوسف.

فى حين حصلت الصحف الخاصة على المرتبة الثانية من مساحة التجاوزات الصحفية نتيجة لتعرضها للتشهير من قبل بعض الصحف القومية، التى تتهمها بالتلفيق والكذب نتيجة للتعميم وانتقائية موضوعات معينة، بالإضافة إلى اتهام بعض الصحف القومية بعض الصحف الخاصة وبالترويج للفتنة وإشاعة الفوضى فى المجتمع، بل واتهامها بالعمالة وتحقيق أجندة خارجية.

واعتبر التقرير كلاً من جريدتى الدستور والمصرى اليوم، فئتين مستقلتين عن الصحف الخاصة بسبب حصولهما على انتهاكات كبيرة، حيث جاءت الدستور فى المركز الثالث والمصرى اليوم فى المركز السادس، واحتلت الصحف المعارضة خاصة الحزبية المركز الرابع.

كما احتل إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور، المركز الخامس من بين الصحفيين المعرضين لانتهاكات، وذلك على خلفية قضية صحة الرئيس، والتى كانت سبباً فى تعرض الصحف الخاصة لانتهاكات من قبل الصحف القومية.

كما كان لعادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر، نصيب من التجاوزات، حيث أكد التقرير على احتلاله المركز السابع فى الانتهاكات التى تعرض لها بسبب موقفه وآرائه. فى حين احتلت الصحف القومية نسبة قليلة من الانتهاكات من قبل الصحف الخاصة والمعارضة، مما جعلها فى المركز الثامن.

فهمى هويدى من الكتاب الذين تعرضوا لتجاوزات من بعض الصحفيين الذين انتقدوه بسبب أفكاره، التى يعبر عنها فى مقالاته الصحفية، مما جعله فى المركز التاسع، جاء بعده مجدى الجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم، والذى انحصرت الانتهاكات ضده فى جريدتى روزاليوسف والوفد.

أما عبد الله كمال فقد جاء فى المركز الحادى عشر، حيث تعرض لانتهاكات من قبل أربع جرائد على رأسها المصرى اليوم، كما وضع التقرير عدداً من الصحفيين فى المركز الثانى عشر، لأن نسبة التجاوزات ضدهم كانت ضئيلة مقارنة بما سبق.

وأكد التقرير على أن مشكلة الصحافة المصرية تكمن فى ندرة المعلومات، وغياب تداولها، الأمر الذى أدى إلى فتح باب الاجتهادات الشخصية لدى الصحفيين، مما أدى إلى تضارب المعلومات عند القارئ، بالإضافة إلى تحول الصحف إلى ساحة للصراعات بين القوى السياسية.

كما أكد مركز الأندلس لدراسات التسامح مناهضة العنف، على أهمية التزام الصحفيين بميثاق الشرف الصحفى، ومحاسبة النقابة كل من يخالف الميثاق من الصحفيين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق